«يوم الثلاثاء سيتوجه» عشرات الملايين من الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد ونائب رئيس. ويعدّ هذا اليوم مهماً بالنسبة إلى الديمقراطية وإلى الأمريكيين دون سواهم، مع أن نتائج هذه الانتخابات سيكون لها تأثيرها فى العالم أجمع. وعلى الرغم من أهمية العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، فإن هذا الأمر لا يعدو كونه، بالنسبة إلى الأمريكيين عامة واليهود الأمريكيين خاصة، تفصيلاً ضمن موضوعات أخرى تشمل السياسات الداخلية والخارجية والأمنية والاقتصادية. وقد أدى دعم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو العلنى للمرشح الجمهورى ميت رومنى، الذى يحظى بدعم رجل الأعمال شلدون أدلسون، إلى تحويل سياسة أوباما تجاه إسرائيل إلى جبهة من الجبهات التى فتحها رومنى ضده. اتُّهم أوباما بأن علاقته باردة وعدائية تجاه إسرائيل فيما يتعلق بعدد من المسائل، بدءاً من إيران وانتهاء بفلسطين. فى المقابل تعهد رومنى بأنه سيكون أكثر حرارة مع إسرائيل وأكثر تأييداً لها. مما لا شك فيه أنه يمكننا أن نتوقع أن تؤدى مرونة رومنى إلى الدفع قدماً بالعلاقات بين واشنطن والقدس، مثلما كان يحدث فى ظل الإدارات السابقة كافة. لكن النظرة العميقة والموضوعية إلى المسائل الأساسية التى تعتمد عليها العلاقات بين الدولتين تظهر عدم صحة كل الحديث عن العلاقة السلبية بين أوباما وإسرائيل.
لقد ساهم الرئيس السابق جورج بوش فى تعزيز أمن إسرائيل من خلال إطاحته بنظام صدام حسين، ومن خلال ردع إيران، لفترة محدودة، ومنعها من امتلاك سلاح نووى، كما أنه ساعد أيضاً، ولو جزئياً، فى المحافظة على سلامة إسرائيل، وذلك من خلال تبنيه حل الدولتين، ولقد شجع موقفه هذا على إخلاء المستوطنات فى غزة وشمال الضفة.
لقد واصل الرئيس أوباما عمله على هذين المسارين أى إيران ومشكلة الدولة الفلسطينية. فقد قامت إسرائيل لأول مرة، ونتيجة الضغوط التى مارسها عليها الرئيس الأمريكى بتجميد البناء فى المستوطنات لفترة محددة. كذلك لم يسبق أن كانت العلاقات بين الجيشين الأمريكى والإسرائيلى على هذه الدرجة من التنسيق. ويمكن القول إن التحدى الأكبر الذى سيواجه أوباما فى حال انتُخب للمرة الثانية هو قيادة المنطقة نحو تسوية مستقرة تؤمن السلام والأمن. ما يجب أن يحسم الانتخابات هو رغبة الناخبين الذين عليهم أن يختاروا بين المرشحين. أمّا بالنسبة إلى الذين لا يزالون مترددين، ويتساءلون عمّا إذا كان أوباما رئيساً جيداً بالنسبة إلى إسرائيل، فإننا نقول لهم: نعم، أوباما جيد لإسرائيل.