تباع حلقات مفاتيح ومظلات واقية من الشمس بألوان العلم الكردي في مخيم للاجئين في كردستان العراق، حيث يتمتع آلاف الأكراد السوريين الفارين من الحرب في بلادهم بحرية لم يروها من قبل في التباهي بهويتهم العرقية.
كما يرى أكراد سوريا -الذين طالما تعرضوا للاضطهاد- الصراع الذي يدمر بلادهم فرصة لكسب الحرية على غرار ما يتمتع به أقرانهم في العراق الذين يعيشون بشكل شبه مستقل عن الحكومة الاتحادية في بغداد.
ودفعت الحرب بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي المعارضة نحو 30 ألف كردي حتى الآن للفرار عبر الحدود إلى مخيم "دوميز" حيث بدأت البيوت المبنية بالطوب تحل تدريجياً محل الخيام مع استعداد السكان لمواجهة الشتاء وما بعده.
وتقول منظمة الاغاثة من الكوارث" شلتر بوكس" التي تساعد في نصب الخيام إن ما يتراوح بين 200 و300 شخص آخرين يصلون يومياً إلى المخيم.
ويزيد عدد الأكراد على 20 مليون نسمة، موزعين بين سوريا والعراق وتركيا وإيران، ويوصفون دائماً بأنهم أكبر مجموعة عرقية في العالم بلا دولة.
ويشكلون في سوريا نحو 10% من السكان ليكونوا أكبر أقلية عرقية هناك.
وفي المخيم عُلقت ملصقات للترويج لحفل لجمع التبرعات من أجل شعب "كردستان الغربية"، وهو الاسم الذي يستخدمه الأكراد للاشارة إلى المنطقة التي يعتبرونها أرضهم في سوريا.
وقال إبراهيم عبد العزيز علي الذي فر من بلدة "الحسكة" قبل بضعة أشهر بعد تجنيده في الجيش "إن شاء الله سنقيم كردستان أخرى في سوريا.. وإن شاء الله في تركيا أيضاً"، إلا أنه ليس الجميع على نفس هذا القدر من الثقة.
وقال "عمران محمد" إن كل ما يطلبه هو وأبناء جيله من الأكراد هو المساواة في الحقوق في إطار سوريا موحدة.
وقال بينما كان يجلس إلى طاولة في مقهى يديره على شكل خيمة من المشمع "بلدنا هو سوريا. لا نريد كردستان أخرى".
وأضاف "يمكن أن يكون الرئيس كردياً أو علوياً أو عربياً أو غير ذلك .. ما دام ذلك من خلال الانتخابات".
وإذا سقط الرئيس بشار الأسد، فمن المستبعد أن يكون سعي الأكراد للحكم الذاتي أمراً ميسوراً.