مرتدية فساتين ملونة تروق للكثيرات، وبابتسامة لا تفارقها، دائما ما تتحدث عن الحب وذكرياتها مع الرجل الذى تقترن به منذ عام 1969، ويجمعهما خمسة أبناء و19 حفيدا.. الرجل الذى يجعلها «تضحك دائما».. «الرجل المؤمن»، الذى يؤمن بأن «القدرة على مساعدة الآخرين نعمة من الله». آن رومنى (63 عاما)، ابنة ديترويت المنتمية لطائفة المورمون، وهى أقلية فى الولاياتالمتحدة، تكثر، مع اقتراب الحسم فى السباق الرئاسى، من الأحاديث لدعم زوجها، المرشح الجمهورى، ميت رومنى، الذى ينافس الديمقراطى، الرئيس باراك أوباما، فى انتخابات الثلاثاء.
وهو ما دفع الكثيرين إلى تشبيه «آن»، التى درست اللغة الفرنسية فى جامعة بريجام يونج، بنانسى ريجان، قرينة الرئيس الأمريكى الأسبق، رونالد ريجان، بل ذهب البعض إلى تشبييهها بقديسة أمريكا اللاتينية، إيفا براون. وبأحديثها المتوالية، فى التجمعات الانتخابية ووسائل الإعلام، تؤكد «آن» الدور المهم الذى تلعبه قرينة المرشح فى حملته الرئاسية، خاصة بعد أن أشعلت ميشيل أوباما حماس الناخبين الديمقراطيين، رافعة بذلك سقف المنافسة مع «آن»، التى تواجه مهمة صعبة فى تجميل صورة زوجها، الذى كثيرا ما يبدو فاترا وبعيدا عن اهتمامات ناخبيه.
«آن»، بحسب مراقبين، تعد ورقة رابحة فى حملة الحزب الجمهورى للعودة إلى البيت الأبيض، فبقدر ما يظهر رومنى، رجل الأعمال الثرى، والحاكم السابق لولاية ماساتشوستس، جديا وبعيدا عن الجمهور، بقدر ما تبدو هذه الزوجة الأم عفوية وودودة مع الناس، مقدمة وجها إنسانيا لزوجها.
وبالفعل، تمكنت «آن»، ربة المنزل ابنة الطبقة الأرستقراطية، من سحر القلوب فى الخطاب الأهم فى حياتها، وهو خطابها أم المؤتمر الوطنى للجمهوريين، حيث حرصت فيه على الإشادة بالنساء الأمريكيات «الامهات، العازبات، الزوجات والارامل اللواتى يجعلن هذا البلد متماسكا».
ومروجة لزوجها، الذى التقته أول مرة فى المدرسة الابتدائية، تردد أن رومنى «لن يفشل، هذا الرجل لن يدعنا نسقط، هذا الرجل سيرفع أمريكا إلى الأعلى»، ساعية إلى إثارة تعاطف النساء اللاتى تشير استطلاعات الرأى إلى أنهن يفضلن كثيرا أوباما على زوجها.
ولأن ميشيل تدرك جيدا أن زوجها مفضل لدى الأمريكيات عن منافسه الجمهورى، فقد ركزت هى الأخرى فى خطابها على الصفات الإنسانية لأوباما، كأب لطفلتين، وعلى بدايته المتواضعة وكفاحه فى الحياة. فهل تقضى ميشيل فترة رئاسية ثانية مع أوباما، أما تفلح «آن» فى قلب الطاولة، وإخراج ميشيل وعائلتها من البيت الأبيض؟