أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد يوم الثلاثاء في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الثلاثين للثورة الإسلامية أن إيران مستعدة للحوار مع الولاياتالمتحدة لكن في إطار المساواة والاحترام المتبادل. وقال أحمدي نجاد أمام عشرات آلاف الأشخاص تجمعوا في طهران : "أعلنت الحكومة الأمريكيةالجديدة أنها ترغب في التغيير والبدء في سلوك نهج الحوار , لكن التغيير الحقيقي يجب أن يكون جوهريا وليس تكتيكيا , إن الشعب الإيراني على استعداد للحوار لكن في مناخ من المساواة والاحترام المتبادل". وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال الإثنين : "أتوقع أن نبحث في الأشهر المقبلة عن فرص يمكن توفيرها حتى نتمكن من الجلوس إلى الطاولة وجها لوجه مع إيران". وأضاف : "أعتبر أن الإمكانية متوافرة ، على الأقل ، لقيام علاقة من الاحترام المتبادل" , لكنه شدد على أن الوقت حان الآن لإيران لتبعث مؤشرات تثبت أنها تريد التصرف بطريقة مختلفة". ويتواجه البلدان بشأن عدة ملفات بينها البرنامج النووي الإيراني الذي تؤكد إيران أنه مدني في حين تشتبه الدول الغربية في أنه يخفي طموحات عسكرية. وقال أوباما : "من المهم ، حتى مع اعتمادنا دبلوماسية مباشرة ، ان نكون واضحين في شأن الهواجس العميقة التي لدينا حيال إيران , وأن تدرك إيران أن تمويل منظمات إرهابية أمر غير مقبول , وأننا واضحون في أن إيران النووية قد تؤدي لسباق إلى التسلح في المنطقة سيكون مزعزعا كثيرا للاستقرار". وفي مؤشر على الارتياب الذي يطبع علاقات البلدين وجه الرئيس الإيراني تحذيرا للولايات المتحدة , وقال : "العالم لا يرغب في أن تتكرر المرحلة السوداء للرئيس السابق جورج بوش , وإذا حاول البعض تكرار تجربته - وإن كان ذلك بأساليب جديدة - فعليهم أن يدركوا أن مصيرهم سيكون أسوأ من مصير بوش". وعدد الرئيس الإيراني الانجازات العلمية والتكنولوجية لبلاده وخصوصا في المجال النووي , فضلا عن وضع قمر صناعي في المدار أخيرا مؤكدا أن إيران أضحت قوة عظمى. وأضاف : "بفضل الله ومقاومة الشعب الإيراني زال إلى الأبد شبح تهديد إيران , وإني أعلن رسميا أن إيران أصبحت قوة عظمى فعلية". وقرب المكان الذي ألقى فيه نجاد الخطاب أقامت السلطات مجسما للصاروخ الذي أتاح لإيران أن تضع الأسبوع الماضي قمرا صناعيا في المدار. وحمل المتظاهرون بالمناسبة لافتات تقليدية تحمل شعارات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل". ورفع آخرون لافتة كتب عليها "30 عاما من الحرية 30 عاما من العزة". وتقدم إيران نفسها اليوم على أنها زعيمة جبهة معادية للامبريالية والنظام الجائر الذي تقول أن القوى الكبرى تفرضه في مجلس الأمن الدولي. وبث التلفزيون الإيراني مشاهد لتظاهرات مماثلة شهدتها مختلف أنحاء البلاد. وقال حسين جودارزي وهو متقاعد يبلغ من العمر 65 عاما : "بعد 30 عاما أنا فخور جدا , لقد أصبح الشبان يحظون بمكانة أفضل , والبلاد حققت الكثير من التقدم , ونحن نتبع قيم الإمام الخميني".