قال الفنان التشكيلي حسين شريف، إنه في تواصل دائم مع لوحته، ولايبتعد عنها، لأنها طقس يومي بالنسبة إليه، بل هي جزء رئيس من عالمه، وإنه في ما إذا كان يرسم اللوحة قبل كل شيء، فذلك للإجابة عن سؤال داخلي ملح، إلا أنه لايتلكأ في العمل على تحقيق عملية التواصل بين لوحته ومتلقيها، وإن كان هذا لايأتي -عادة- بشكل مباشر، وإنما يتم عن طريق المعارض، حيث تمر اللوحة بأكثر من محطة حتى تصل إلى متلقيها، إذ لابد من اتفاقات محددة، وسوى ذلك، وقال: لم تتوقف مشاركاتي في المعارض، بل إن لوحتي تسجل حضورها باستمرار، ولو كان ذلك عن طريق المعارض الجماعية . وحول الفضاء الذي حققته شبكة التواصل الاجتماعي بالنسبة إلى المبدعين عامة، وإلى الفنانين التشكيليين خاصة قال: اكتشفت خلال تجربتي في الفترة الماضية، مع الفيس بوك، أن لوحتي استطاعت أن تجد لنفسها رئة إضافية، حيث صار من الممكن أن تصل اللوحة عبرالفضاء الافتراضي نفسه إلى متلقيها، في كل مكان، من دون أن تقف أية حدود في وجهها، وهي مسألة مهمة.
وأضاف: ولكن، لقد تعرفت بوساطة هذه الشبكة إلى فنانين جد مهمين على المستوى الخليجي، ومن بينهم فنانون كبار في السعودية، تحديداً، كما أنني تعرفت في الوقت نفسه إلى فنانين عرب، من بلدان كثيرة، وتواصلت مع نتاجاتهم الإبداعية، كما أنهم تواصلوا مع منجزي الفني، وهي مسألة مهمة، لعل بعض الفنانين، لم ينتبه إليها، وأؤكد من جهتي، أن على الفنان التشكيلي، ألا يتردد في إيجاد فضاء إضافي للوحته، لأن في ذلك إغناء لتجربته، وتوسيعاً لآفاق حركة لوحته .
وفي ما إذاكانت شبكة التواصل الاجتماعي تعوض المتلقي من التفاعل المباشر مع اللوحة أجاب: إن دخول اللوحة في الفضاء الإلكتروني، من شأنه أن يعطي للمتلقي فكرة ما عن لوحته، فما يصله من هذه اللوحة هو الصورة وحدها، وليس اللوحة، لأن هناك دقائق وخيوطاً وملامح جمالية في اللوحة، تحتاج إلى أن يتم كشفها من دون أي حاجز، وهو ما لايستطيع العالم الإلكتروني تحقيقه بالنسبة إلى اللوحة، ومن هنا، فإن مشاهدة اللوحة، في معرض ما، أومرسم ما، ترفع من مستوى التفاعل مع اللوحة إلى أقصى مدى .
وعن تقويمه للتشكيل الإماراتي قال: هناك حركة تشكيلية مهمة في الإمارات، التي تعد من أنشط الدول الخليجية والعربية تشكيلياً، وإن كانت هناك دول خليجية وعربية تقدم فيها التشكيل بشكل لافت، وفي هذا مايؤكد منزلة التشكيل الإماراتي.
وأضاف: لايمكن لأحد أن يتجاهل بينالي الشارقة الذي يعد من البيناليات العشرة الأفضل في العالم، وقس على ذلك آرت دبي وآرت أبوظبي، ولعلك تعرف أن المعارض الموجودة في دبي أو أبوظبي لها حضور عالمي، وهناك معرض كل 15 يوماً، في أقل تقدير، على مستوى السنة، ويتم استقبال لوحات عالمية مهمة، وأضاف: كلية الشارقة للفنون مهمة جداً، وهي الوحيدة والأولى خليجياً، وسيكون لها دور كبير في تقديم أسماء إبداعية في عالم التشكيل، كما أن إيفاد أبوظبي للفنان المقيم لأشهر إلى دولة أوربية، له أهمية كبيرة بالنسبة للفنان، وما يمكن أن أوجزه، هنا، أن الفنان التشكيلي الإماراتي يحصل على دعم كبير، وما عليه إلا أن يوصل لوحته إلى مستوى هذا الدعم وقال: لابد لي من أن أعترف، هو أن هناك وافدين وللوحاتهم حضورها الكبير، ومانريده أن تشق اللوحة المحلية طريقها، وتحقق ما هو معول عليها في هذه المعادلة .