ليست هناك تعليمات عليا تحظر تناول قضايا بعينها فى الدراما.. لكننا لن ننتج أى مسلسل يمس جوهر النظام».. كانت هذه الجملة هى القاسم المشترك فى إجابات رؤساء القطاعات الانتاجية الحكومية الثلاث «مدينة الإنتاج الإعلامى، قطاع الإنتاج، صوت القاهرة» تعليقا على سؤال طرحته «الشروق» عن شكل الدراما فى زمن الإخوان.. جاءت الإجابة بشكل مباشر حينا، وبشكل مستتر أحيان أخرى.. لكنهم اتفقوا على أن الجدل حول رفض وزير الإعلام إنتاج الجزء الثانى من مسلسل «الجماعة» لوحيد حامد ليست تعليمات بالسير على هذا النهج أو اعتبار الإخوان خطا أحمر. حسن حامد: لم نتلق خطابات رسمية بحظر موضوعات بعينها
الأعمال تعرض على الوزير فى المرحلة الأخيرة بعد بدء التصوير
يقول حسن حامد، رئيس مدينة الانتاج الاعلامى، إنه لم يتلق أى خطابات رسمية تتضمن محاذير للموضوعات التى تناقشها الأعمال الجديدة المتوقع إنتاجها قريبا، مضيفا أن الحديث عن التضييق على حرية الرأى والتعبير بعد ثورة 25 يناير لا محل له من الإعراب لأننا نعيش مرحلة التعددية فى الآراء والأفكار.
غير أنه عاد وأكد أن ذلك بالطبع لا يعنى «فتح الباب لمسلسلات تمس جوهر النظام»، وتابع: كلنا حريصون على استقرار البلاد، وهناك فرق بين النقد البناء والهدام الذى يسعى لزعزعة البلاد والتأثير على معنويات المواطنين، ومثل هذه الأعمال لا مجال لها عندنا ولست بحاجة لكى أتأثر بتصريحات الوزير فى هذا الشأن.
وحول دور وزير الإعلام فى اختيار المسلسلات التى يتم إنتاجها، أوضح أن عرض الأعمال على الوزير يأتى فى المرحلة الأخيرة.. فنحن نعرض عليه الأعمال التى تم الاستقرار عليها ليس لنيل موافقته لأنه غالبا نكون قد شرعنا بالفعل فى إنتاجها ولكنه أمر معتاد أن يُعرض عليه كل الأعمال التى تنتجها القطاعات الحكومية الثلاثة، أما عن المرحلة الأولى فقد قررنا العودة إلى الجهات المشترية لعرض قائمة الأعمال المرشحة للإنتاج ليتم وضع الأولوية فى الإنتاج.. فما يهمنا التسويق أولا وأخيرا ولن أنتج اعمالا لتبقى حبيسة المكتبات، والمسلسلات التى تلقى تسويقا جيدا بالطبع ستكون فى مقدمة أولوياتنا.
عادل ثابت: نعمل فى قطاع حكومى والاستجابة للوزير «التزام مهنى»
لا علاقة لنا بمسلسل «الجماعة 2» رغم أننا لم نتلق تعليمات برفضه
النفى نفسه جاء على لسان عادل ثابت، رئيس قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون، مشيرا إلى أنه لم يتلق أى توجيهات فى اختيار أعمال بعينها، وقال: لدينا لجنة قراءة النصوص برئاسة الناقد على أبوشادى وهى وحدها صاحبة القرار فى قبول أو رفض الأعمال الجديدة، ولم يحدث أن تلقى أى توجيهات على الموضوعات التى يجب أن يختارها أو يرفضها.
وأوضح ثابت أن الموافقة النهائية على الخريطة هى لوزير الاعلام، معتبرا أن «هذا أمر طبيعى تماما»، وقال: يعقد اجتماع يضم وزير الإعلام ورئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون ورؤساء القطاعات.. وكل يعرض خريطة عمله الجديدة ويتم مناقشة تفاصيلها وإذا كانت هناك أى ملاحظات فالكل يستجيب وهذا أمر لا جدال فيه والتزام مهنى.. فنحن نعمل فى قطاع حكومى ولابد من الالتزام بالقرارات والتوجيهات!، بحسب قوله.
وعن المسلسلات ذات الطابع السياسى والمخاوف من الاعتراض عليها خاصة تلك التى تتعرض لجماعة الإخوان المسلمين مثل الجزء الثانى لمسلسل «الجماعة» الذى يكتبه حاليا وحيد حامد، قال: لا علاقة لنا بالجزء الثانى الذى يكتبه وحيد حامد. وأشار رئيس قطاع الإنتاج إلى وجود عدد هائل من الأعمال المرشحة للإنتاج حرصا على عنصر التنوع حيث ستكون خليطا بين الدينى والتاريخى والكوميدى والاجتماعى، موضحا أن هذا ما بدأ فيه بالفعل هذا العام. ودافع ثابت عن استمرار نظام الإنتاج المشترك رغم اعتراض البعض عليه ، موضحا أن التجربة كانت ناجحة العام الماضى سواء مع مسلسلات «سر علنى» لغادة عادل و«سيدنا السيد» لجمال سليمان و«فرقة ناجى عطالله» لعادل امام والتى حققت نسبة مشاهدة كبيرة جدا والاعتراض على هذا النظام فى غير محلة خاصة فى الظروف المادية الصعبة التى يمر بها القطاع.
سعد عباس: عبدالمقصود طالب بأعمال مثل «ليالى الحلمية»
قال لنا إن الإخوان يتذوقون الفن مثل كل المواطنين
«ما تستحسنوه من أفكار ورؤى نفذوها على الفور وما تستهجنوه استبعدوه.. فذوقنا واضح»، جاءت تلك الجملة على لسان وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود مخاطبا رئيس شركة «صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات» خلال زيارته لها بوجود مجموعة من المؤلفين والمخرجين والممثلين. وقال سعد عباس رئيس الشركة: أعتقد أن هذه الجملة تؤكد أنه لا تدخل فى حرية الابداع خاصة أن الوزير أكد للمبدعين الذين حضروا اللقاء أن الاخوان المسلمين ليس لديهم أى موقف من الفن.. فقد بادروا وقدموا مسرحيات وهم يتابعون الأعمال الدرامية مثل كل المواطنين ويتذوقونها، وشدد على ضرورة تقديم أعمال تعيد بناء القيم فى المجتمع وتحافظ على العادات والتقاليد واستشهد بمسلسلات مثل «ليالى الحلمية» و«الشهد والدموع».
وعن منطقة الاقتراب من الاخوان المسلمين أنفسهم، قال: لم يتحدث فى هذا الموضوع على الإطلاق ولم يشر اليه من قريب أو بعيد، وعن نفسى لا أعود اليه فى إنتاج الأعمال وكنا معا فى رحلة تسويقيه للمسلسلات بالإمارات وشاهد الأعمال التى أعرضها على المائدة لأول مرة مثله مثل المسئولين هناك ولم يبد أى اعتراض، وها نحن بصدد السفر الى قطر والكويت ولم يحدث أن اجتمعت به لأعرض عليه الأعمال التى نسعى لتسويقها.
وعما إذا كانت هذه الاعمال تحتوى على قضايا سياسية شائكة، أوضح: هى بالمناسبة أعمال انتجناها بالفعل خاصة أننى قررت عدم الدخول فى أى مشروعات جديدة إلا بعد تسويق تلك التى أنتجناها بالفعل وعلى الرغم من أن هذا ليس دورى ولكنه دور القطاع الاقتصادى لكن بعد أن واجهت أعمالنا هذا العام صعوبة فى التسويق اتخذت هذه المبادرة ومن هذه الأعمال «ويأتى النهار» و«مدرسة الأحلام» لميرفت أمين و«كان يا ما كان» و«ضابط وضابط».