مرت الذكرى الثلاثون لرحيل عميد المسرح العربي الفنان يوسف وهبي دون ذكره أو إقامة مؤسسات المسرح أي احتفالات لإحيائها، رغم ما لوهبي من دور بارز في تطوير فن المسرح، حفر اسمه في ذاكرة المسرح المصري بل والعربي.
توفي وهبي في 17 أكتوبر من العام 1982 عن عمر ناهز 80 عاما قضى أغلبها على خشبات المسارح، بعد أن اختار الغربة وهاجر من مطاردة أسرته له، لرفضها امتهانه التمثيل.
ولد عميد المسرح العربي، في 14 يوليو عام 1902، في مدينة الفيوم، حيث كان والده يعمل مفتشا للري في المحافظة، وكانت أسرته ميسورة وعائلته من علية القوم في ذلك الوقت، وكانت لفرقة الفنان اللبناني سليم القرداحي أعظم الأثر في اتجاه وهبي للتمثيل، بعد أن شاهد أحد عروضها في سوهاج، وبدأ حياته الفنية بإلقاء المونولوج وأداء أدوار صغيرة في عروض فنية في النادي الأهلي ومدرسته.
سافر وهبي إلى إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى، بعد أن بدأت عائلته في ملاحقته لرفضها امتهانه التمثيل، وسمى نفسه رمسيس، وزمل وتتلمذ على يد الممثل الإيطالي كيانتوني، ولم يعد إلى مصر إلا بعد وفاة والده.
كون يوسف فرقة رمسيس المسرحية التي ضمت عمالقة الفن في ما بعد، أمثال حسين رياض وزينب صدقي وأمينة رزق وفاطمة رشدي، قدمت أكثر من 300 رواية مؤلفة ومعربة ومقتبسة، ما جعله يستحق لقب عميد المسرح العربي، إذ لم يقتصر نشاطه الفني على مصر بل جال على مختلف البلدان العربية.
وحول وهبي فرقته المسرحية إلى شركة سماها بنفس الاسم، كما أسس شركة "رمسيس فيلم"، وأخرج 30 فيلما، وقام بتأليف 40 أخرى، واشترك في تمثيل 60 فيلما.