على الرغم من وجود أصوات مصرية شابة تمتلك كل مفردات الطرب الجميل، وتتمتع بموهبة أصيلة.. فإنها محدودة الانتشار، وحدود شهرتها تقع داخل نطاق دار الأوبرا على اعتبار أن أغلب أصحابها من أبناء هذا الكيان الكبير. مشكلات أصحاب هذه الأصوات أنهم ينتمون لفرق الموسيقى العربية وكأن الأمر «سُبَّة» فالشركات تتخوف من الاستعانة بهم لأنهم يرون أن الأرباح مضمونة مع مطربات العُرى، والملابس الساخنة، لذلك ليس غريبا أن تلهث شركات الإنتاج خلف العاريات، وتترك الأصوات الجادة التى يرفض أصحابها البورنو كليب. الأزمة التى تعيشها رحاب مطاوع، وأجفان، وآيات فاروق، ورحاب عمر، ومى فاروق وغيرهن، سببها أنهن أصوات محترمة تتمسك بالفن الجاد. لذلك هناك ظلم كبير يقع على هذه الأصوات التى تحدثنا مع بعضهن لعلنا نسهم فى حل تلك المشكلة. ويبدو أن هذه الأزمة هى أزمة عامة فى مصر.. فالموهبة ليس لها مكان.. مع الوضع فى الاعتبار أن هذه الأسماء على الرغم من انتمائها للأوبرا، فإن هذا الكيان فى حقيقة الأمر مقصر أيضا فى حقهم لأنه يجب أن يوفر لهم مزيدا من الحفلات لكى يزداد تواصلهم مع الجماهير، إلى جانب فرضهم على الإعلام وعمل دعاية ضخمة لهم أسوة بالنجوم التى يتم استضافها فى الأوبرا. لذلك فالأمر يحتاج إلى دعم كبير من الأوبرا، ومن الإعلام المصرى لكى نقول للناس «لسه المغنى بخير». وأن الطرب لايزال موجودا. الأزمة ليست بالأمر الهين لأنها فى حقيقة الأمر أزمة قومية، ويجب أن ندرك أن ظهور موهبة تمتلك مقومات الغناء السليم أمر لا يتكرر كل يوم. وما ينطبق على نجمات الأوبرا ينطبق على أسماء أخرى كثيرة بدأت تبتعد عن ساحة الغناء لأنها رفضت العُرى ولغته. وكفانا ما فقدناه من أصوات جادة مثل سوزان عطية وأخرى تعانى فى أحيان كثيرة من الاكتئاب مثل محمد الحلو، وعلى الحجار وهانى شاكر وغيرهم. أزمة رحاب، وأجفان، وآيات ومى هى أزمة أجيال متعاقبة. والحل يتطلب تكامل بين العديد من الهيئات مثل التليفزيون، والأوبرا. فى هذا الملف نطرح القضية من خلال آراء بعض هذه الأسماء الشابة، والملحن الكبير حلمى بكر، ورئيس دار الأوبرا المصرية الدكتور عبدالمنعم كامل.