«لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك».. بالتكبيرات ارتفعت أصوات أكثر من ألفى مصرى ضمن فوج الحجاج فى الطريق من المدينةالمنورة إلى مكة، عقب صلاة الجمعة أمس، لتسكينهم فى الفنادق. وخضع الحجاج المصريون، وبخاصة كبار السن، إلى الكشف الطبى وبدت حالتهم الصحية جيدة، حيث يمثل العجائز نحو 50% من عدد البعثة المصرية، فيما عقدت جميع الجهات الرسمية المشرفة على حجاج القرعة عددا من الاجتماعات بالمدينةالمنورة، أمس الأول، وضمت ممثلى وزارات «الداخلية والأوقاف والسياحة»، لبحث المشاكل التى تعوق البعثة.
وأشارت لجان تم تشكيلها لتلقى أى استفسارات أو شكاوى من الحجاج، عدم تلقيها بلاغات عن حالات مرضية، باستثناء تعرض أحد الحجاج المصابين بالفشل الكلوى لوعكة بسيطة وتم نقله إلى وحدة الغسيل الكلوى بأحد المستشفيات.
كما تلقى المشرفون على بعثة الحج استغاثة من أحد الفنادق تفيد سقوط حاج مصرى بعد تعرضه للصعق بالكهرباء، وتم نقله إلى المستشفى وتماثل للشفاء، فيما سلمت البعثة كل حاج «أسورة» من البلاستيك مدون عليها بياناته وأرقام الاستغاثة.
ولم ينفصل الشأن المصرى عن أحاديث الحجاج فى جلساتهم بالحرم النبوى، وتجادلوا حول الحكم القضائى بتبرئة جميع المتهمين فى موقعة الجمل، ورفض النائب العام تنفيذ قرار الرئيس مرسى بإقالته، وأعربوا عن استيائهم لانتهاء القضية بهذه الصورة، مرجعين السبب إلى عدم كفاية الأدلة التى تدين المتهمين، ووصف آخرين الحكم بأنه «صفعة على وجه ثورة يناير»، ويمثل بداية جديدة لمزيد من الصراعات والعنف فى البلاد.
وقال اللواء محمد العطار، الرئيس التنفيذى لبعثة الحج ل«الشروق» إنه جرى تقسيم رجال البعثة على مجموعات متناوبة بجميع الفنادق، حتى يكونوا على مقربة من الحجاج لسرعة حل مشاكلهم، وتم السماح باستخدام 3 سيارت اسعاف مصرية مع بعثة طبية بجوار مخيمات المصريين ب«عرفات والمزدلفة ومنى»، وتم دعم البعثة ب70 شيخا من وزارة الأوقاف لتعريف الحجاج بالمناسك، إلى جانب تخصيص 3 من دار الإفتاء للرد على استفسارات الحجاج أثناء أداء المناسك.
وأوضح العطار أن البعثة تضم المئات من المصابين بأمراض مزمنة، وأكثر من مائة كفيف يتم التعامل معهم بحرص شديد، وأن هناك استعدادات كاملة لنقل الحجاج من عرفات إلى المزدلفة بعد الاتفاق مع شركات النقل التى وفرتها السلطات السعودية للحجاج المصريين بصفة خاصة.