سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تضارب الروايات حول مقتل شاب على يد الشرطة بحلوان شقيقه: ضباط القسم عذبوه 3 ساعات حتى فارق الحياة.. والشرطة: القتيل وأصدقاؤه أشهروا السلاح الآلي في وجوهنا
اتهمت أسرة الشاب، دياب محمد، الذي لفظ أنفاسه الأخيرة، على أعتاب إحدى المستشفيات الخاصة قبل أربعة أيام، ضباط قسم شرطة حلوان بقتله بدماء باردة، بعد تعذيبه 3 ساعات، فيما نفت الشرطة تلك الاتهامات، وقالت في محضر رسمي: «القتيل ومعه ثلاثة من أصدقائه كانوا يستقلون سيارة وأشهروا السلاح الآلي من نوافذها، ورفضوا الانصياع لقوة الكمين بالتوقف وبادروا بإطلاق النيران عليها». وما بين تضارب الروايتين، يصر شقيق القتيل، على توجيه أصابع الاتهام إلى الشرطة، ويقول: «شقيقي كان في نزهة مع أصدقائه بعد انتهاء زفاف أحد معارفهم، وتناولوا العشاء سويًا، وحال مرورهم بالقسم، اصطدمت السيارة التي كانت تقل بعضهم بالمرآة الخاصة بسيارة تابعة لقسم الشرطة، مما جعلهم يهربون خوفًا، ويرفضون الامتثال لأوامر بعض الضباط بالتوقف».
ويواصل عبد الفتاح محمد، شقيق القتيل، اتهاماته للشرطة، مؤكدًا أنهم في القسم عمدوا لتلفيق قضية سلاح لشقيقه وزملائه رغم أنهم طلبة بمعاهد عليا ومن أسر ليس لها سوابق جنائية، وأضاف أن الضابط الذي حرر المحضر قام بتلفيق القضية لهم، بعدما عذبوا شقيقه على مدار 3 ساعات في قسم الشرطة بعد اصطحابه إلى القسم، موضحًا أن الطلقة النارية التي أصيب بها كان يمكن أن يتعافى منها، لكن التعذيب المستمر له قبل نقله للمستشفى كان سببًا في تدهور حالته؛ حيث مكث في الرعاية المركزة أيامًا قليلة قبل أن يفارق الحياة.
وقال عبد الفتاح: "إن شقيقه يحمل أيضًا الجنسية التونسية، مما دفع أصدقاءه، إلى اللجوء للسفارة؛ حيث تم انتداب مستشار منها لمتابعة التحقيقات في القضية."
ونقل عبد الفتاح عن أصدقاء القتيل، أنهم أكدوا له أن الشرطة اصطحبت دياب، إلى مكان بمفرده داخل القسم، لضربه وتعذيبه وهو ينزف، بينما تم الاعتداء على زملائه الثلاثة الآخرين خلال تواجدهم مع بعضهم البعض داخل قسم حلوان.
وجاء محضر الشرطة المحرر بالواقعة، بأن المتهمين الأربعة كانوا يسيرون بالسيارة أمام نقطة المرور، حاملين أسلحة آلية يمكن رؤيتها بالعين المجردة، مما دفع الضابط المسؤول عن الكمين لمحاولة إيقافهم، فقاموا بإطلاق النار حيث وقعت عملية تبادل لإطلاق النار بينه وبينهم حتى تمت السيطرة عليهم.
ويؤكد المحضر المحرر، أن دياب اعترف بقيامه بإطلاق النار على القوة الأمنية، وذلك قبل أن يتم حجزه بالمستشفى نظرًا لإصابته، واصطحاب زملائه إلى قسم الشرطة، كما أثبت أيضًا وجود آثار لإطلاق أعيرة نارية على سيارة الشرطة التي تواجدت في الكمين.
ونفى زملاء القتيل في التحقيقات أمام نيابة حلوان الجزئية أية علاقة لهم بالسلاح المحرز أو قيامهم بإطلاق أعيرة نارية على القوة الأمنية، وقال قائد السيارة ويُدعى إسلام فارس، طالب بأكاديمية المستقبل، إنهم كانوا يسيرون بسيارتين في الشارع بعد خروجهم من حفل زفاف وتناول العشاء، ارتطمت إحداهما بالمرآة الخاصة بسيارة الشرطة.
وبرر فارس عدم توقفه؛ لتخوفه من أن يكون الموجودون بالكمين مرتدين لزي الشرطة، وليسوا من رجالها أو سحب رخصة سيارته مما دفعه للهرب، والسير بسرعة، لكن إصابة دياب وتدفق الدماء من جسده أجبراه على التوقف.