نظم مركز بيروت للفن، بالاشتراك مع مؤسسة سرادار، معرض "الجدار الأبيض" الهادف إلى إعطاء زخم جديد لفن الجرافيتي في لبنان.
وانضم 14 فنانا من أوروبا، وأميركا، ومصر، وتونس، إلى 19 فنانا لبنانيا لتزيين جدران مركز بيروت للفن، فضلا عن عشرات الجدران في العاصمة وضواحيها على مدى شهرين.
ولد فن الجرافيتي أو فن الشارع ليتفاعل مع محيطه، ولا يمكن حصره بغرفة أو صالة، ولكن استثنائيا لجأ رسامو الجرافيتي إلى تزيين جدران "مركز بيروت للفن" سعيا لتعريف الجمهور اللبناني والعربي بفن الجرافيتي، وإعطاء هذا الفن زخما جديدا.
وتقول مديرة مؤسسة سرادار التي شاركت إلى جانب مركز بيروت للفن في تنظيم المعرض "تانيا حلو": إنه المعرض الأول للجرافيتي في لبنان والعالم العربي، فلم نشهد قبل اليوم عرضا لفن الشارع في الداخل، والهدف هو أن الجمهور سيتمكن من أخذ وقته في تأمل هذه الرسوم وتقدير الجرافيتي وتقدير الفنان أيضا.
وأضافت الحلو، أن الجرافيتي الذي نشأ أيام الحرب بلبنان تطور مع الأيام، وأصبحت الرسوم تدعو إلى التوحيد بدلا من التقسيم.
وتشير تانيا إلى أن الجرافيتي عادة يرسم بالخفاء وبسرعة، إذ إن الرسامين يخشون دائما من ملاحقة الشرطة لهم، وفي هذه الحالة تغيرت المعادلة، وتمكن الفنانون من كشف هوايتهم أمام الجمهور، والرسم من دون خوف أو عجلة.
وتوزع الجزء الذي شارك فيه عشرات الرسامين من أميركا وأوروبا والدول العربية على جدران بيروت وضواحيها لخلق تفاعل بين العروض ومساحات المدينة.
وحصل القائمون على المشروع على التراخيص اللازمة، ما سمح للفنانين وللمرة الأولى بأخذ الوقت في تزيين جدران العاصمة، دون خوف من ملاحقة قضائية على غرار ما حصل للعديد من فناني الجرافيتي في لبنان.
وشكل هذا المشروع فرصة لتشارك الخبرات والأساليب والأفكار بين الرسامين العرب والأجانب، ومناسبة لتطوير الجرافيتي العربي لجهة مضمونه أو شكله.
ويقول الرسام اللبناني يازان حلواني: "أنا فضلت استخدام الخط العربي في رسوماتي فهو يحمل قيما فنية تتماشى مع الجرافيتي".
و"بيروت جمهورية الموز"، هو عنوان الرسم الذي قام به يازان على الحائط المقابل لمركز بيروت للفن، ويقول: إن الرسم يعبر عن مدينة تعمها الفوضى والفساد.