طالب الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، دول الغرب بتفعيل القوانين الحالية المناهضة للتمييز وازدراء الأديان، ومنع الإهانة والإساءة للمقدسات والرموز الروحية لدى الآخر، وكذلك المبادرات الحالية بالأمم المتحدة، الخاصة بمنع ازدراء الأديان، وتحويلها إلى قوانين ونصوص وآليات ملزمة لجميع الدول الأعضاء؛ لضمان تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي العالمي. وطالب جمعة، في الجزء الثاني من حواره مع وكالة «أسوشيتدبرس»، الدول الغربية أن يأخذوا الإسلام ومبادئه، ويتعرفوا عليه من خلال مرجعياته الدينية وعلمائه المعتبرين المؤثرين والمشهود لهم بالعلم والكفاءة، لافتًا إلى أن تطبيق العدل يستلزم من الإعلام الغربي أن لا يحملوا جموع المسلمين تهور شخصًا أو أكثر منهم، أو أن يجمع ولا يفرق بين القلة القليلة المخطئة، وينسبها إلى جموع الأمة الإسلامية المشهود لها بالوسطية والاعتدال والبعيدة كل البعد عن العنف، أو إباحة القتل وإراقة الدماء.
وأشار المفتي إلى قلق المسلمين من استمرار هذه الموجة العدائية ضد نبيهم ومقدساتهم، ومحاولات البعض من الموتورين في استغلال تلك الأعمال الفاشلة في الدخول إلى مصر حصن الأمة العربية المتين، من خلال إحداث فتنة طائفية، التي لم ولن ينجحوا في الوصول إلى مآربهم أبدًا، لافتًا إلى أن أول من وقف ضد الإساءات للرسول العظيم كان الآباء بالكنيسة المصرية باختلاف طوائفهم.
وأكد الدكتور علي جمعة، أنه لا أحد في العالم يستطيع أن يتحكم في محبة العوام من الناس لرسولهم الكريم، وأنه على العالم أن يتفهم هذه العلاقة شديدة الخصوصية، بالرغم من محاولات الإساءة المستمرة للإسلام والمسلمين التي رصدت في مدينة لندن وحدها، منذ عام 1970 إلى 1980 على سبيل المثال، نشر حوالي 1400 رواية تسب المسلمين، بمعدل رواية مسيئة كل 10 أيام، وأن المسلمين يصبرون على ذلك.
كما حذر من أن نشر الكراهية والحروب والقتل وإراقة الدماء لن تصل بالبشر إلى شيء، وأن نشر السلام والحب والتعايش والتواصل والحوار هو الطريق الوحيد الذي يصل بالجميع إلى بناء حضارة إنسانية مؤسسة على العدل والمساواة، واحترام حقوق الغير في الحياة الكريمة.