ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن مستشاري الجيش الأمريكي المتواجدين في أفغانستان، باتت ترافقهم قوات حراسة خاصة، وقت وصولهم إلى القواعد الأفغانية؛ تخوفًا من تعرضهم للقتل في ظل تصاعد حدة أعمال العنف والهجمات والاغتيالات التي تشهدها البلاد، خلال الفترة الأخيرة. ولفتت الصحيفة الأمريكية - في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى مقتل نحو 51 جنديًا من القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" على أيدي نظائرهم الأفغان خلال العام الجاري، وأشارت إلى أن الحذر وحالة التخوف التي ظهر عليها المستشارون الأمريكيون عقب انسحاب القوات الأمريكية "الإضافية" الجمعة الماضية، باتت تمثل "تحديًا جديدًا"، لا سيما وأن المهمة القتالية التي تقوم بها قوات التحالف تتخذ حاليًا شكلا آخر، وهو إعداد القوات الأفغانية لتولي المسؤولية الأمنية، عقب انسحاب قوات التحالف نهائيًا عام 2014.
ونسبت الصحيفة إلى بعض قادة الجيش الأمريكي، قولهم: "إن الهجمات الداخلية التي تُشن ضد جنودهم والتي أصبحت سببًا رئيسيًا لانتشار الوفيات لم تترك لهم سوى القليل من الخيارات"، في إشارة إلى أن الهجمات الداخلية خلال الشهر الجاري فقط نتج عنها تدابير واحتياطات جديدة حول وقت ومكان تنفيذ العمليات المشتركة والدورات التدريبية.
وتابعت الصحيفة نقلا عن القادة: "وفي الوقت نفسه، ساهم الفيلم المسيء للرسول والمعادي للإسلام في تأجيج مشاعر الغضب والعنف لدى أبناء العالم الإسلامي ضد الدول الغربية."
وأشارت إلى أنه تم بالفعل تشكيل فريق، يتضمن عددًا من المستشارين الأمريكيين ممن يعملون حاليًا مع الوحدات الأفغانية للتعامل مع القصور الناتج عن سوء الفهم من جانب الطرفين، برغم إمكانية اندلاع مواجهات عنيفة، وبصرف النظر عن الخوف من التعرض للقتل، أوضح المستشارون أنهم أصبحوا أكثر يقظة؛ نظرًا لقلة ثقتهم في قدرة الجنود الأفغان على تأمين القاعدة من الهجمات المسلحة، حسبما أوردت الصحيفة.
من ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن أحد الجنود الأفغان استياءه الشديد بشأن ما وصفه ب"الصورة المضللة" التي تظهر أن قوات التحالف على أتم استعداد لخوض معارك بجانب القوات الأفغانية والتعاون معها، في حين أن الحقيقية تتمثل في تدني مستوى تعاملهم مع الجنود الأفغان.