ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم "الأربعاء" أن حركة طالبان إتخذت نهجا استراتيجيا جديدا يعد أكثر تركيزا على الفوز في المرحلة التالية من الحرب الضارية التي بدأت منذ 11 عام من خلال تنفيذ أكبر قدر من الاغتيالات والهجمات البارزة ، وأقل تركيزا على استرداد الأراضي المفقودة ، وذلك في الوقت الذي تقوم فيه القوات الأمريكية بإجلاء المتمردين من رقعة واسعة في جنوبأفغانستان. ولفتت الصحيفة الأمريكية -في سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكتروني- إلى أن مسئولي الجيش والمخابرات الأمريكية يعتقدون أن قادة طالبان ، الذين يكتنفهم مزيج من اليأس والدهاء ، بدأوا في تجنيد المزيد من المقاتلين الإنتحاريين لتنفيذ هجمات متهورة ضد أهداف بارزة في جميع أنحاء أفغانستان ، بما في ذلك السفارة الأمريكية المحصنة وقواعد حلف شمال الأطلسي (ناتو). ونقلت الصحيفة عن المسئولين الأمريكيين قولهم: أن حركة طالبان ضاعفت حملة اغتيالات مسئولي الحكومة الأفغانية الرئيسية ومسئولي الأمن الذين من المرجح أن يلعبوا الأدوار القيادية في البلاد وقت انسحاب القوات الأجنبية نهاية عام 2014. كما أشارت الصحيفة إلى أن حركة طالبان تمكنت من قتل العديد من القوات الأجنبية من خلال إنضمام عناصرها إلى صفوف الجيش الأفغاني ، لافتة إلى أن ذلك قد يكون من قبيل المصادفة أو عن طريق التخطيط الدقيق،الأمر الذي لم يستطع المسئولون الأمريكيون التأكد منه. ونقلت الصحيفة عن جوشوا فوست الخبير في شئون أفغانستان وآسيا الوسطى في (مشروع الأمن الأمريكي) قوله "إن حركة طالبان تخوض حربا سياسية، في حين أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها ما يزالون يقاتلون في حرب تكتيكية عسكرية"، مضيفا "نحن ما نزال نركز على الأرض، في حين يتمثل تركيزهم على عرقلة عملية الإنتقال والإستحواذ على صفة المنتصر". وقالت صحيفة "واشنطن بوست"أن أثر التحول الإستراتيجي الذي حدث تدريجيا على مدى العام الماضي كان عميقا ، وقد أثارت الهجمات والاغتيالات البارزة شكوكا جديدة بين الأفغان حول قدرة حكومتهم وقوات الأمن على إبقاء المتمردين في مخابئهم مع إنتهاء مهمة حلف شمال الأطلسي القتالية عام 2014. ونسبت الصحيفة الأمريكية إلى مسئولين أمريكيين قولهم :أن "القواعد الجديدة التي تتطلب مستوى رفيعا من عمليات الشراكة ، جاءت نتيجة قلق من وجود هجمات محتملة على القوات الأمريكية وقوات الناتو من قبل القوات الأفغانية المستاءة من الفيلم الأمريكي المسئ للرسول والدين الإسلامي" ، مشيرين أيضا إلى أن قيادة العمليات ستخفف على الأرجح من القيود في الأيام المقبلة ، في حال تضاءلت حدة التوترات. ورأت الصحيفة أن التحولات المثيرة في استراتيجية حركة طالبان لم تؤثر على البيت الأبيض قط لوقف خفض القوات، حيث من المقرر انسحاب كافة القوات الإضافية بحلول نهاية الشهر الجاري، والإبقاء على نحو 68 ألف من أفراد الجيش الأمريكي في أفغانستان . وأشارت إلى أن نمط العنف السائد حاليا قد يؤثر على كيفية التعامل مع أعداد القوات في العام المقبل من قبل الفائز في الإنتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة -المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل -سواء كان الرئيس الحالي باراك أوباما مرشح الحزب الديموقراطي أو ميت رومني مرشح الحزب الجمهوري. واختتمت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قولها بأنه وبغض النظر عن الكيفية التي سيمارس بها قرار تنفيذ تدابير الحماية الجديدة حتى النهاية ، فإن حركة طالبان لا يبدو أنها ستسقط في وقت قريب ، حيث لاتزال مساحات شاسعة من جنوب وشرق أفغانستان تقع في قبضة زعيمها الملا عمر أو شبكة حقاني ، فضلا عن أن محادثات السلام الوليدة مع الحكومة الأفغانية لا يبدو أنها اكتسبت أي زخم إضافي.