يذكر أن نجيب محفوظ ولد في الحادي عشر من ديسمبر 1911، وتوفي في الثلاثين من أغسطس 2006.وخرج بإبداعاته الروائية من المحلية إلى العالمية، من حيث تجسيد صورة الأحياء الشعبية والحارة المصرية.
بدأ مشواره الإبداعي منذ بداية الأربعينيات، واستمر حتى 2004، تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها تيمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم.
ومن أشهر أعماله الثلاثية، وأولاد حارتنا، التي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها، وحتى وقت قريب، ويُصنف أدب محفوظ باعتباره أدبًا واقعيًّا، وقدمت جميع أعماله على شاشة السينما والتليفزيون.
تحدث ابنتا أديب نوبل العالمي، وعميد الرواية العربية، نجيب محفوظ أم كلثوم وفاطمة عن والدهما بمناسبة احتفاء الوسط الثقافي المصري قبل أسابيع بالذكرى السادسة لرحيل المبدع الكبير.
يرويان طقوس نجيب محفوظ في الكتابة: "عندما كان يكتب، كان يفتح محطة الإذاعة لسماع أغاني أم كلثوم، كما كان يكتب ونحن حوله، وبالتالي فإنه لم يكن يبدع في عزلة كما أشيع عنه، أما فيما يتعلق بالقراءة، فلم يكن يقرأ كتابًا واحدًا، وإنما أكثر من كتاب في وقت واحد، وكان يطالع في كل أنواع الكتب التاريخية والعلمية، وغيرهما من حقول المعرفة".
وتضيفان: "أبونا كان من النوع الذي لا يفضل الحديث عن عمله مع أحد أيا كان، وأنا لا أذكر سوى واقعة واحدة حدثت، ونحن طفلتان حين طلب منا المساعدة في اختيار عنوان لقصة «حارة العشاق» بعد أن كان قد كتب لها أكثر من عنوان".
وتقول أم كلثوم وفاطمة، عن شخصية محفوظ في المنزل: "إن أبانا كان شخصًا متسامحًا وطيبًا للغاية، ونحن طفلتان كان يلعب معنا، وكانت توجيهاته لنا بطريقة لطيفة لم تكن فيها قسوة، وكان دائمًا «يهرّج» معنا ويداعبنا، كما كان طيبًا وعادلا جدًّا، وكان إذا أخطأ في شيء يعتذر عنه، كما كان يصمت عندما يتملكه الغضب".
وأكدت أم كلثوم وفاطمة، أن نجيب محفوظ كان يحمل ميولا لحزب الوفد المصري، وكان يرى في سعد زغلول المثل الأعلى، وكان يحب ثورة 19 بشكل كبير.
كما كان يحب الكرة والمشي والموسيقى والفن التشكيلي والسباحة، والأفلام الأجنبية مثل أفلام "هيتشكوك" وغيرها إلى جانب الأفلام العربية، وباختصار كانت ثلاثة أرباع حياته ممارسة لهواية المشي، وأحيانًا كان يقوم بالمشي على أنغام أم كلثوم".
وتتحدث الابنتان عن علاقاته وصداقاته، فتقولان: "إن الكثيرين كانوا يدعون صداقته حبًّا في الشهرة، وقد سمعنا ادعاءات كثيرة بهذا الخصوص، ولكن ما كنا شاهدتين عليه هو حبه لأصدقاء الطفولة مثل توفيق صالح، وجمال الغيطاني، وكذلك لثروت أباظة وتوفيق الحكيم على سبيل المثال".
وتضيفان: "إن علاقته بالفنانة أم كلثوم لم تكن علاقة شخصية، وإنما علاقة معجب بها يتذوق فنها، غير أن «الست» فاجأته بحضورها احتفال عيد ميلاده الخمسين، الذي نظمته له صحيفة الأهرام".
وعند الحديث عن جائزة نوبل، أكدت أم كلثوم وفاطمة، أن عائلة محفوظ لم تكن تفكر في هذه الجائزة؛ لأنها جائزة ليست في متناول أي كان، كما أنه لم يسبق لأي أديب عربي أن تحصل عليها، وأشارتا إلى أن والدهما لم يكن يستطيع السفر بنفسه لاستلامها؛ لأنه لا يحب السفر، فضلا عن أنه كان متعبًا.
وعن آخر حادث له قبل وفاته أشارتا إلى أن الأطباء أهملوه أثناء العلاج، وأضافتا أن هذا الإهمال كان السبب الرئيسي في موت نجيب محفوظ، وأن حالته تدهورت وحدثت له مضاعفات بعد أن سقط من على السرير في المستشفى.