قال مصدر أمنى إن وزارة الداخلية غير معنية بمذكرتى الاعتقال الصادرتين بحق الرئيس السودانى عمر البشير من المحكمة الجنائية الدولية، واللتين تنسبان إليه «الإبادة الجماعية، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب فى دارفور». وأضاف المصدر طالبا عدم ذكر اسمه أن وزير الداخلية «لن يتدخل فى أى شأن سياسى خاص بتلك الزيارة، ولن يأمر بالقبض على البشير واعتقاله، لأن مصر ليست من الدول الأعضاء فى ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية».
كانت منظمة العفو الدولية أرسلت خطابا إلى الحكومة المصرية، تطالبها باعتقال البشير فور وصوله إلى مطار القاهرة أمس،على خلفية مذكرتى التوقيف الصادرتين بحقه من المحكمة.
يذكر أن مصر ليست عضوا فى ميثاق روما فى الجنائية الدولية، وهو ما لا يضع أى شروط أو عقابات على مصر فى حالة عدم أخذها بمذكرتى التوقيف وتنفيذ قرار الاعتقال، وهو ما استندت إليه الحكومة المصرية فى ردها على منظمة العفو الدولية بهذا الشأن، ومعه تستقبل القاهرة البشير دون أى موانع أو محاذير.
إلى ذلك قال مدير المركز العربى لاستقلال القضاء والمحاماة، الحقوقى ناصر أمين أن: «عدم التصديق على اتفاقية روما يعنى أن مرسى لا يرغب فى أن تجرى محاكمات حقيقية وملاحقات قضائية حقيقية إذا ما ارتُكبت جرائم مثل التى ارتبكت فى 25 يناير مرة أخرى».
وتابع أمين: «مجرد دعوة البشير لزيارة مصر، يعنى أنه لا توجد نية لدى حكومة مرسى أن تصادق على الاتفاقية فى الأجل القريب أو البعيد لأنها لا تتورع فى استقبال مجرمى حرب».
واعتبر أمين أن هذه الخطوة من قبل الحكومة المصرية «مؤشرا على أنها ستستمر فى نفس سياسة نظام مبارك القمعية، وقال إنه «لو كانت مصر صدقت على اتفاقية روما لما تجرأ مبارك أو وزير داخليته حبيب العادلى وكل الأجهزة الأمنية على ارتكاب جرائم 25 يناير التى توصف وفقا للقانون الدولى بأنها جرائم ضد الإنسانية، وبالتالى كان الجميع سيحاكمون بمحاكمات مختلفة عن التى صدرت بموجبها أحكام براءة للمتهمين».
مرسى يبحث مع البشير سبل تعزيز التعاون الثنائى
عقد الرئيس محمد مرسى ظهر أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة جلسة مباحثات مع الرئيس السودانى عمر البشير تم خلالها بحث سبل تعزيز علاقات التعاون والتكامل بين البلدين وآخر التطورات فى العالم العربى والشرق الأوسط.
كما يبحث الطرفان الطريق البرى المزمع افتتاحه خلال الأسبوع المقبل بين الدولتين، بالإضافة إلى بعض المشروعات الهامة فى مجالات الزراعة والكهرباء والثروة الحيوانية.
وبدأت المباحثات المصرية السودانية بجلسة مباحثات ثنائية بين مرسى والبشير.
وامتدت المباحثات المصرية السودانية فى جلسة مباحثات موسعة على مأدبة غداء لاستكمال بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.
حضر المباحثات من الجانب المصرى الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء ومحمد كامل عمرو وزير الخارجية ووزراء الرى والكهرباء والصناعة والاستثمار.
وحضر المباحثات من الجانب السودانى الوفد المرافق للرئيس البشير والذى يضم وزير رئاسة الجمهورية ووزير الخارجية ومدير جهاز الأمن والمخابرات الوطنى ووزراء الزراعة والكهرباء والسدود والثروة الحيوانية والصناعة ومقرر المجلس الأعلى للاستثمار بالسودان.
من جهة أخرى، بعث الرئيس ببرقية تعزية إلى نظيره الباكستانى آصف على زردارى فى ضحايا الحريقين اللذين اندلعا بمصنعين فى مدينتى كراتشى ولاهور وأسفرا عن مقتل المئات.