الناقد والمخرج سيد سعيد يرى أن التظاهرات السينمائية التى تقام فى المحافظات لا تضيف لمواطنيها الكثير ويقول: للأسف المهرجانات السينمائية التى تقام فى مصر تفتقد الى النوعية فمثلا لا تجد فارقا كبيرا بين الافلام التى تعرض فى القاهرة وتلك التى تعرض فى الاسكندرية، حتى انك تلاحظ خلطا كبيرا من حيث المكان نفسه اذ انك تجد افلام البحر المتوسط تعرض فى الاقصر وهو شىء عليه علامات استفهام كثيرة واغلب الظن أن اصحاب هذه المبادرات لعمل مهرجانات سينمائية يذهبون الى المحافظات كلها والمحافظة التى توافق على الدعم هى التى يقام فيها المهرجان دون اى مراعاة لهذه المسألة. فى النهاية انا مع أن يكون هناك عدد كبير من المهرجانات السينمائية والفنية بل اتمنى أن يكون فى كل مدينة مصرية مهرجان ولكن يكون ذلك بالمعنى الاحترافى بأن تكون تظاهرات سينمائية فيها تفاعل حقيقى مع الناس فى هذه المحافظات حتى يمكن الاستفادة منها، لكن للأسف العشوائية التى تسيطر على الحالة الفنية فى مصر هى التى تجعل هذه المهرجانات للنخب فقط ويلاحظ أن الذين يتابعونها هم النخبة الذين يسافروا من القاهرة من نقاد وصحفيين فقط لكن اهل هذه المحافظات لايستفيدون بصورة كبيرة منها.
ويضيف: فكرة عرض الافلام فقط على اهل المحافظات المصرية التى تقام فيها المهرجانات لم تعد فكرة صائبة خاصة مع التقدم التكنولوجى الذى اصبح من الممكن الآن مشاهدة اى فيلم تريده، والمطلوب هو برنامج اكثر تفاعليا مع اهالى المحافظات من خلال ندوات أو ورش عمل سينمائية أو محاولة لاكتشاف المكان سينمائيا، المسألة الآن تحتاج تفكيرا مختلفا، وتحتاج الى تفاعل حقيقى وليس احتفالا سياحيا وان كان ترويج السياحة هدفا مهما لكن فى النهاية لابد وان يعى اصحاب هذه المبادرات والمهرجانات أن السينما هى الهدف الذى يسعون إليه وان كان لابد وان نقدم لهم الشكر على هذه المبادرات التى اغلبها فردية ولكن عليهم أن يأتوا بجديد.
المخرج محمد كامل القليوبى رئيس جمعية «نون» التى تقيم مهرجان الاقصر للسينما المصرية والاوربية يتحدث عن حق المواطن الأقصرى فى الاطلاع على سينما العالم ويقول: مصر من اقل الدول فى العالم التى بها مهرجانات سينمائية فبلد عربى مثل المغرب لديه عدد كبير من المهرجانات ونحن لسنا اقل منه ويجب أن يكون لدينا فى كل محافظة مهرجان ومن حق المواطن الذى يعيش فى المكان أن يكون متواصلا مع الثقافة العالمية وأن يرى افلاما من جميع انحاء العالم ونحن فى مهرجان الاقصر لدينا أكثر من خطة لهذا الهدف فلأول مرة فى مهرجان مصرى يتم عرض كل الافلام بترجمة عربية و بالمجان فى اربع من الصالات بالمحافظة وبخلاف العروض الجماهيرية هناك ندوات للصناعة سوف تتاح للمواطنين لتكرس للثقافة السينمائية وان نتيح الفرصة لمواطنين المدينة لأن يشتبكوا سينمائيا مع المهرجان وتفاعلاته وفى النهاية نحاول على قدر المستطاع أن نكسر احتكار القاهرة للانشطة الثقافية والسينمائية فمن حق كل المواطنين أن ينعموا بالفن والثقافة وان يكون لدينا مهرجانات فى كل مكان خاصة واننا نمر بظروف ملتبسة وغامضة تجاه الثقافة والفنون بشكل عام.
اما الفنان محمد هنيدى فيرحب بوجود المهرجانات فى المحافظات المصرية ويقول: عندما دعيت لمهرجان الاسكندرية لبيت النداء وانا شخصيا مع وجود المهرجانات فى المحافظات وذلك لأن اهالى هذه المحافظات اهالينا ومن حقهم علينا أن نشاركهم مثل هذه التظاهرات الفنية المهمة ومن حقهم أن يشاهدوا الاعمال الفنية المميزة واعتقد أن وجود مثل هذه المهرجانات فى المحافظات يعطى انطباعا جيدا عن الامن والامان فى مصر وهى رسالة مهمة وإن شاء الله ننعم كلنا بالامن فانا واثق أن البلد سوف تعود افضل ان شاء الله.
ماجدة واصف رئيس مهرجان الأقصر تقول: منذ البداية والمهرجان وضع امامه تلافى جميع السلبيات التى تقع فيها مثل هذه الفاعليات خاصة حالة الخصام مع جمهور المكان، لذلك راعينا التنسيق الجيد اولا مع المحافظة وجميع الهيئات بالاقصر، ثم مع مجموعات الطلبة والشباب هناك واستطاع توفير مكان ل60 شخصا من أهل الاقصر ليقيموا بنزل الطود ليتمكنوا من متابعة الفاعليات يوميا، كما عقد المهرجان عدة اتفاقات مع مجموعة من شباب الاقصر للمشاركة فى تنظيم الفاعليات اليومية فى اماكنها «قاعة المؤتمرات قصر الثقافة بيت الادباء نادى التجديف»، كما يعقد المهرجان الآن اتفاقا مع بعض اصحاب البازارات للترويج للاماكن السياحية التجارية كالسوق السياحية وما يشابهه اثناء الفاعليات للسياح ولضيوف المهرجان، اما بعض الترتيبات التى تتم فى القاهرة فهذا طبيعى لأى فاعلية مثل هذا المهرجان، ولكن كل ما يتم فى القاهرة نحاول توجيه ليصب فى مصلحة اهل الاقصر، ونرحب بل وننتظر اى نصيحه أو توجيه فى هذا الصدد».