سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الشروق» فى إضراب نسائى سورى أمام الجامعة العربية الشاعرة لينا الطيبى تدعو مرسى لمنع مرور السلاح إلى سوريا.. والممثلة لويز عبدالكريم تطالب بضغط يبدأ من القاهرة
ممثلتان وشاعرة وناشطتان سياسيتان مضربات عن الطعام «حتى الموت» تضامنا مع شعبهم السورى ضد مجازر نظام الرئيس بشار الأسد. المضربات اخترن مكانهن بجوار سور جامعة الدولة العربية، التى يعتبرونها «بيتا للعرب»، وهناك عاشت «الشروق» يوما معهن للتعرف على دوافعهن وتوقعاتهن. فتقول الناشطة رولا الخش: «أضربت جراء الإحباط أو اليأس من حل قادم لأزمة سوريا، خصوصا مع الصمت الدولى». رولا، التى تعيش فى أبوظبى وتملك شركة لتنظيم المؤتمرات، تؤكد أن «الإضراب بدأ بالعديد من الدول، لكن إضراب مصر مميز لكون المضربات نساء يبعثن برسالة للعالم مفادها أن شعبنا يتعرض لحملة إبادة شاملة».
لكن «رسالتنا الأهم هى للداخل السورى، وهى أننا متضامنات معه فى مواجهة نظام فاقد للصلاحية، وندعو العالم، عبر قرارات دولية حاسمة، لوقف القتل، فالجيش السورى الحر غير قادر على معركة تحرير كاملة؛ نظرا لنقص الأسلحة.. سوريا يتم تدميرها والمدن الأثرية تمت تسويتها بالأرض، وأهلها إما يموتون أو مشردون تحت القصف».
وتتوجه «رولا» بنداء لكل نساء العالم للتضامن معهن بأى شىء»، مشددة على أن «هذا الإضراب مفتوح حتى الموت أو حتى نجد من يسمعنا ونحن بجوار بيت العرب». وعن قلة عددهن، تقول «لا نعانى مشكلة مع هذا، والدعوة مفتوحة لكل النساء».
«(الشاعرة والناشطة السورية) لينا (الطيبى) هى من اقترحت الفكرة فى مصر، فبدأنا فى المبيت بالشارع وجاءنا شباب سوريون يحكون لنا عن كيف سرقوا (التابعون لنظام الأسد) كلية هذا، وقتلوا شقيق ذاك، ويومها بدأنا الإضراب عن الطعام»، وفقا لمهندسة الديكور، والناشطة السورية، سلمى الجزايرلى.
سلمى تتابع: «فى اليوم التالى كانت زيارة الرئيس محمد مرسى (للجامعة)، فوضعنا الأمن على الرصيف المقابل، بل وحاول إجلاءنا تماما، لكننا رفضنا، وأصررنا على إيصال رسالتنا لمرسى، الذى توقف واستمع لإشارتنا وهتافنا.. ثم تركنا».
ويومها «عرفت أنه لا ملجأ للشعب السورى سوى الله، وتمسكنا بالإضراب المصحوب باعتصام من الساعة الرابعة مساء وحتى الثانية عشرة»، وفقا لسلمى التى تعجبت من «عدم وجود طبيب معهن، ولا أمن يحرسهن، رغم إبلاغهن، وكما يحدث فى العالم كله، أجهزة الأمن تؤمن إضرابهن».
أما الشاعرة لينا طيبى، فتقول إنها استقالت من المجلس الوطنى السورى المعارض منذ أكثر من شهر، «لكن لم أعلن ذلك حتى اليوم كى لا يمثل حديثى انتقادا للمجلس فى وقت يواجه فيه انتقادات كثيرة». لكن بعد إلحاح تختص «الشروق» بهذه الأسباب، قائلة: «السبب الأول هو حول طبيعة دور المرأة التى كانت فى الصفوف الأولى للثورة السورية، كما حدث بمصر وتونس. لفترة لم يكن أحد يستطيع تهريب الدواء والغذاء إلا هى.. أما الآن وكما حدث بمصر وتونس فهم يريدون نساء سافرات يتصدرن المشهد ليقول البعض اننا متمدينون، ونحن مضطرون لوجودهن للقاء وزير الخارجية أو البرلمان الأوروبى».
أما السبب الأخير، فهو «أننى دخلت إدلب (شمالى غربى سوريا) متسللة عبر الحدود التركية، وأعلمت المجلس الوطنى قبل دخولى، ورغم ذلك لم أتلق أى دعم من المجلس الذى ردد أنه لا يمتلك عضوا داخل سوريا، وأننى دخلت بشكل شخصى.. حينها شعرت بأننى فى المكان الخطأ، وأن الداخل (السورى) هو من يقود كل من فى الخارج، فنحن نتبع الداخل وهو لا يتبعنا»، بحسب الشاعرة السورية.
ولمدة خمس دقائق، قابلت المضربات المبعوث الأممى والعربى إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمى، أمس الأول على باب الجامعة، وكان برفقته الأمين العام، نبيل العربى. ودعاهن الإبراهيمى إلى الغداء ليفكوا إضرابهن، قبل أن يعود إلى داخل الجامعة، وفقا ل«لينى»، التى تضيف أن العربى تحدث إليهن بقوله: «تطالبن بحظر جوى (فوق سوريا) لكن كل الدول اصحاب القرار (فى مجلس الأمن الدولى) لا يريدون». وبسؤال استنكارى، تتوجه الشاعرة السورية إلى الرئيس مرسى: «كيف تقول إنك تدعم الشعب السورى بينما السلاح يمر عبر قناة السويس لقتل النساء والأطفال؟!». وبعد قراره بمعاملة الطلاب السوريين مثل المصريين، تدعو لينا «مرسى إلى معاملة الجرحى السوريين معاملة المصريين فى أسعار الدواء والعلاج.. بيننا أشياء كثيرة نستحق معها أن تعتبرنا مصر مصريين.. لكن لا نستطيع تجديد جوازاتنا.. ويوم 21 سبتمبر سننظم مظاهرات فى كل العالم العربى لنصرة سوريا». أما الممثلة السورية لويز عبدالكريم، فتصف الصمت الدولى تجاه سوريا ب«القتل»، مضيفة: «لابد من ضغط شعبى على الحكومات لتتحرك، ولنبدأ من مصر لمنع مرور السلاح عبر قناة السويس إلى نظام الاسد». لويز ستشارك فى فعالية مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى، المتضامنة مع الثورة السورية، وهى تطالب ب«توفيق أوضاع من تنتهى إقامته من السوريين فى مصر؛ لأن السلطات تبلغهم فجأة بوجوب مغادرة القاهرة». فى وقت لاحق إنضمت الممثلة وفاء سالم للمضربات الأربعة.