* الكاتبات : ما بيصير مصر تمرر أسلحة لقتلنا .. بدنا نموت حتى يستيقظ الضمير * سفير منشق كشف ترتيب بشار لوجود عناصر القاعدة * شائعة الفتنة الطائفية أطلقها النظام الفاسد والثوار عندنا سنة وشيعة * مليونيات عربية يوم 21 القادم لنصرة سوريا * كلمة مرسي تعيد الإطمئنان لو تحولت لواقع كتبت – شيماء عيسى: خمسة من المبدعات السوريات تدخلن يومهن الثالث من الإضراب عن الطعام أمام الجامعة العربية.. انطلقت حركتهن مع اجتماع القادة العرب ليوجهوا رسالة، قالوا ل"محيط" أنها ليست للحكام المتآمرون وإنما لشعوبهم، أن العبارات وحدها لا يمكنها إنقاذ شعب من القتل والتشريد اليومي، وأنه وجب عليهم التحرك لإجبار الأنظمة والمجتمع الدولي على فرض الحظر الجوي فوق أجواء سوريا لخنق بشار عسكريا، بعد أن فشل على الأرض.. كما استنكرن في حديثهن أن تستمر مصر في عبور السفن المحملة بالأسلحة الداعمة لنظام بشار المجرم عبر قناة السويس.. وأكدت الكاتبات أن دعوة الرئيس المنتخب محمد مرسي لنصرة سوريا تعد مؤشرا إيجابيا ينتظر التفعيل على أرض الواقع ليثبت أن مصر عادت لنفسها بعد الثورة ولضميرها العربي.
الكاتبات تخرج كلماتهم بصعوبة؛ متحدية الإنهاك الذي أصاب أجسادهن بعد طول صوم عن الطعام والشراب، لكن أرواحهن بدت قوية وصامدة تستلهم صمود المقاومة السورية أمام عصابات بشار. السطور التالية تحمل التفاصيل.
تعتبر الشاعرة السورية لينا الطيبي أن اعتصام "حرات سوريا" وهو الاسم الذي أطلقنه على أنفسهن، جاء مشاركة لآلام شعبهن ولو من بعيد، مؤكدة أن الأطفال والنساء بالأخص في سوريا بحاجة للإغاثة العاجلة، فالنساء تتعرضن للإغتصاب من الجماعات الموالية للنظام، بينما يتعرض اللاجئون لخطر التشرد بعد رفض عدد من البلاد استقبالهم إلا في مقابل مادي ضخم، أو يتعرضوا للإذلال من خلال وضعهم بمخيمات لا تشي بأنهم يلجئون لدول شقيقة عربية، وهو ما جرى في الأردن ومصر على سبيل المثال .. وفي المقابل فإن عشرات العائلات السورية يلجأن لمعارفهم بالبلاد المتاخمة لسوريا وهو ما يشكل ضغطا رهيبا على الأطراف المستضيفة.
ولفتت الطيبي إلى أن الصبية في سوريا لا يذهبوا للمدارس والجامعات وهو ما يهدد جيل كامل بضياع مستقبله.. ولذلك فإن الحركة تطالب بحظر جوي يخفف المعاناة عن العائلات والأطفال ويسمح بإغاثة الشعب عبر ممرات آمنة، وتطالب حرات سوريا بمنطقة عازلة آمنة لإيواء شعبهم المهدد بالإبادة، وبدخول الإعلام الحر لكافة المناطق السورية.
وتشير الشاعرة السورية المقيمة بالقاهرة إلى أن مثقفين سوريين في بلاد مختلفة من العالم لجئوا للإضراب عن الطعام أو الاعتصام لتحقيق المطالب نفسها، ولفت نظر المجتمع الدولي لهم، ومنهم هلا جديد بفرنسا، علياء منصور بلبنان، ريما فليحان بالأردن، والمفكر فراس قصاص بألمانيا والذي رفضوا التجديد له للاعتصام فذهب لمخيمات اللاجئين بتركيا.
بينما تضرب معها عن الطعام بالقاهرة سيدة الأعمال سلمى جزايرلي والشاعرة رولا الخش والفنانة لويز عبد الكريم والشاعرة رشا عمران، وبالمناسبة فالأخيرتان شيعيتان ما يدحض الأفكار المروجة إلى أن ما يجري بسوريا هو فتنة طائفية بين الشيعة والسنة، قائلة أن الثوار من المذهبين وكذلك الموالون لبشار.
وتؤمن الشاعرة لينا بأن الرسائل يجب أن توجه للشعوب وليس للأنظمة التي فقدت ضميرها منذ أمد بعيد، مؤكدة أن من يعتبر نظام بشار ممانعا فهو مغفل، لأن والده حافظ الأسد سلم الجولان لإسرائيل، بينما الإبن يبيد شعبه ولم يطلق رصاصة ضد إسرائيل لتحرير الجولان، ولكنه يتفنن بالقصف والأسلحة الكيماوية لقتل السوريين فقط.
ومن السخرية التي لا يصدقها عقل، ما ذكرته الطيبي من أن قمة عدم الإنحياز تقام هذا العام لدى دولة منحازة لسوريا وتورد الأسلحة لبشار بانتظام، وهي إيران.
وأضافت أنها وصديقاتها اضطررن لترك سور الجامعة العربية نظرا لتعرضهن للخطر، وهن يستكملن إضرابهن في الصباح من أماكن مختلفة ثم تتفقن على العودة عصرا.
وبسؤالها حول طبيعة القوات الموالية لبشار الأسد، ذكرت الطيبي أنها من العصابات بعد أن سقط النظام وأعمدته، ومن تنظيم القاعدة، وكلهم اتفق معهم بشار الأسد ليبدو للعالم أن البلاد تتعرض لعمليات مسلحة وأن الجيش السوري يقاومها.
انتقلنا للشاعرة سلمى جزايرلي، وأكدت أن ما من مسئولين من الجامعة العربية أو الخارجية المصرية قد توجهوا إليهن لمناقشتهم، باستثناء محاولة من مكتب نبيل العربي أمين الجامعة العربية للذهاب إليه، وهي محاولة باءت بالفشل؛ حيث تؤمن الشاعرات أن خطابهن لم يعد للحكام الذين لاذوا بالصمت سنة ونصف أمام مجازر سوريا، ولكنه خطاب لضمير الشعوب.
وأكدت الشاعرة أن أسبوعا واحدا كفيلا بإسقاط نظام بشار الذي لم يعد له وجود قوي على الأرض، ولكن المعضلة هي القصف بالطائرات للعزل، ومن هنا فإن الحل في إجباره على الحظر الجوي. وأبدت في سياق آخر أسفها من معاملة اللاجئين السوريين في الدول العربية ، كالأردن التي ذكرت أنها طالبت بثلاثة أرباع مليار دولار نظير إيوائهم، ولفتت أيضا لعدم حصول الشعب السوري على الإغاثة بكل أشكالها لمنع عصابة بشار دخولها إليهم عبر الحدود، ومن هنا فإنها عادة ما تتوجه لمخيمات اللاجئين بتركيا والأردن.
وتعتبر "جزايرلي" أن سوريا بشار الأسد ، مدعومة من أمريكا وإيران وإسرائيل، ولو كانت ثورتها نجحت لكانت ثورة مصر سيتم إبادة شعبها كما يجري اليوم في سوريا ، لسبب بسيط أنهما دولتا الممانعة العربية ضد الإستعمار والصهيونية، وحين نجحت مصر في إسقاط مبارك لم يكن من السهل ترك سوريا تخلع بشار.
وبعبارة متحدية تقول الشاعرة: ما يعرفوا أننا شعب أبي وعلمنا أولادنا الإباء والمقاومة، ونموت ولا نذل.
سألناها حول الحل الغربي العسكري، فرفضت . وقالت : لسنا ليبيا ، فلا عندنا البترول ولا العقود التي يمكن أن يبرموها، وهم يتشدقون بالحرية لسوريا ورحيل الأسد ولكنهم أكبر مؤيديه . ولو تركونا لأعدنا أعمار سوريا بأموالنا، فنحن شعب نملك ثروات هائلة بالداخل والخارج، لكن أن يقوموا بفرض إعادة الإعمار علينا فهذا مرفوض.
وبخصوص الإعداد لمليونية الشعوب العربية لإسقاط بشار الأسد يوم 21 سبتمبر المقبل، لم تبد الشاعرة تفاؤلا كبيرا بها، وإن كانت تشعر أن تغييرا بالمعادلة قد يجري في أي وقت وتؤدي هبة شعبية لنصرة سوريا والتعريف بقضيتها عالميا وإجبار العالم على الوقوف لصالح حق شعبها في الحياة الكريمة. أما عن سبب عدم تفاؤلها فكانت تلك التجارب السابقة مع حركات وأحزاب مصرية لم تبد أكثر من الكلام لنصرة سوريا، كحزب الوفد الذي لم يخرج حتى بيانا واحدا، وقالت أن حزب الحرية والعدالة أبدى تعاون خاصة في مجال الإغاثة الإنسانية.
عدنا لحديث الطائفية، فذكرت الشاعرة أن السوريين يعيشون منذ القدم في فسيفساء يمزج المذاهب والديانات أيضا، وقالت أن أصهار لعائلتها من الشيعة رغم أنها سنية، كزوج عمتها. وذكرت أن نظام بشار لم يكن يميز حتى المنطقة التي تربى فيها بشار نفسه كمنطقة القرداحة التي تعد من أفقر القرى السورية، مؤكدة أن بشار ليس علويا إلا من جده الأول فقط ولكنه مدسوس على تلك الطائفة. أما بخصوص وجود عناصر تنظيم القاعدة في سوريا، فقد كشف سفير سوري منشق بالعراق بالمستندات أنهم مدعومون من نظام الأسد لوأد الثورة.
أخيرا، تحدثت الشاعرة رشا عمران، وأبدت معارضة لفكرة الإضراب عن الطعام رغم مشاركتها للإعتصام منذ يومه الأول، وعللت ذلك في حديثها لمحيط، بأنه أسلوب يحقق نجاحا في تعريف الشعوب الغربية بقضية سوريا، وفي الخارج تضغط الشعوب على أنظمتها، أما عندنا فالأنظمة لا تستمع لشعوبها، ولا تبدي أي اهتمام بالروح الإنسانية، فلو مات المضربون عن الطعام لن يمنعهم ذلك عن مواصلة تآمرهم على سوريا.. ومع ذلك أكدت عمران أهمية الحركة في لفت النظر لويلات سوريا وخاصة الأطفال والأمهات اللاتي سقط منهم 30 في يوم واحد.
ودعت عمران لأن تستعيد مصر دورها كحاضنة للعرب، لأن نظام بشار الأسد يوصل شعبه إلى أن يصبح إما قاتلا أو شهيدا. وأشارت إلى أن مأساة سوريا متضاعفة لأن الإعلاميين لا يدخلونها بسهولة من الخارج، والإعلام الداخلي المتمثل بالصحف والإذاعة كله موال لنظام بشار.. وهو وضع أجبر الشباب في مناطق سوريا المختلفة لأن يتحولوا لصحفيين يكتبون الأحداث ويصورونها وينشرونها عبر شبكات التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر وغيرهم. مواد متعلقة: 1. الصين تعلن دعمها لمرحلة انتقالية بسوريا 2. سقوط 99 سوريا بينهم 25 طفلاً معظمهم في حلب 3. اللاجئات السوريات بالأردن يواجهن مصيرا مجهولاً (فيديو)