أقام الأديب الكبير "يوسف زيدان" صالونه الشهري بساقية عبد المنعم الصاوي يوم الاربعاء الماضى، تحت عنوان "تاريخ الأزمة".
وقد اكد زيدان فى حديثه انه لفهم الحالة الحرجة التى تمر بها امتنا هذه الايام لابد من مراجعة تاريخ الازمات التى حلت بامتنا على مر العصور.
وأشار أن أكثر الحالات شبهًا للوضع الحالي هي ثلاثة مؤلفات، الأول: كتاب لإمام الحرمين "أبو المعالي الجويني" بعنوان " غايات الأمم في إلتياث الظُلم"...وذكر فيه كاتبه أنه لا يجوز النص على الإمامة، بمعنى أنه لا يوجد هناك إمام للناس يتم ذكره في الدساتير ويجب طاعته، ولكن للجماعة الحق في اختيار الإمام وتغيره.
المؤلف الثاني هو مخطوطة بعنوان "الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف" ل "جلال الدين السيوطي" وكانت رسالتها الأساسية محاربة الشائعات التي يبرع المصريون في اختلاقها ونشرها.
المؤلف الثالث والأكثر أهمية هو كتاب "إغاثة الأمة بكشف الغمة" ل"المقريزي" وكانت بنت المقريزي قد توفيت في مجاعة حدثت في مصر، فكتب المقريزي الكتاب ليعيد فيه استحضار الأزمات السابقة لتعليم الجماعة المصرية كيف تتصرف، وذكر فيه أن المعاينة والمعاصرة للأحداث تضخم رؤيتنا لها.
وكان هناك تصور قبل المقريزي أن الأزمات والمحن تأتي من الخارج ولا يحلها إلا الله، وقد أصدر المقريزي الكتاب ليبين للناس الأسباب الحقيقية لنزول المحن، وكيفية الخلاص منها، وأن المحن لا تنزل من السماء ولكن يمكن أن يصنعها البشر، وأن ما يحل بالناس من محنة ما هو إلا سوء تدبير من الحكام والزعماء وغفلة منهم عن النظر في مصالح العباد.