صدر الجزء الأول من كتاب "روايات السيرة الهلالية في قنا" عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، جمع وتوثيق الدكتور خالد أبوالليل، وقدم الدكتور شمس الدين الحجاجي هذا الجزء، موضحا أن السيرة الهلالية لها علاقة موثقة بالمجتمع القناوي، وأن عملية رواية السيرة لم تنفصل عن عملية معايشة الحياة. كما اعتبر الحجاجي أن ما يحدث في إبداع السيرة تجسيد حي للعبقرية الفنية العربية، مشيرا إلى أن هذا البحث الجديد يقف دليلا على أن هناك مدرسة يمكن أن نسميها المدرسة العربية في دراسة السير الشعبية.
ويوضح الحجاجي أن السيرة عمل فني مختلف عن التاريخ، فهي عمل فني متكامل يحكي حكاية فرد أو جماعة من بدايتها إلى نهايتها من وجهة نظر الوجدان الشعبي، وإن كان لها بذور تاريخية، فشخصيات أبو زيد ودياب وحسن السلطان يذكرهم المؤرخ الشهير ابن خلدون على أنهم الجيل الثاني من مهاجري بني هلال.
وسيرة بني هلال إحدى أشهر السير المصرية وأهمها، ولها روايتان مختلفتان بالصعيد ووجه بحري، لكن أهم ما يميز الرواية الصعيدية البدء بالصلاة على النبي، وقصر الأبيات ووحدة القوافي والآلات المستخدمة والمصاحبة للراوي، كأن يقول الراوي: "أول ابتداء القول نصلي على النبي المختار خليفة لما دخل تونس ومرغ البل فيها".