«لن أسمح بأن يتحول معهد إعداد القادة مرة أخرى إلى مكان لغسل مخ الطلاب وفقا لكل نظام سياسى» هذا ما وعد به الدكتور مصطفى مسعد وزير التعليم العالى، فى تصريحات صحفية أمس، على هامش حضوره لقاء طلابيا فى معهد إعداد القادة بحلوان، حيث قال: «الحزب الوطنى المنحل ذهب ولن نسمح بأن ينشأ حزب وطنى آخر»، مشددا على حق الطلاب فى تشكيل أفكارهم الخاصة دون تدخل أو وصاية من حزب أو تيار سياسى معين. ونفى مسعد فى رده على الصحفيين أن يكون لقاء الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية مع نحو 2500 طالب وطالبة الذى تحدد له غدا الأربعاء فى إطار سلسلة لقاءات معهد إعداد القادة يهدف لتوجيه أو فرض وصاية على أفكار الطلاب كما فعل حسنى مبارك رئيس النظام السابق لتوجيه الطلاب من أجل دعم أركان النظام واستمراره، «رغم فساده وظلمه» على حد قوله، وتابع: «الطلاب بعد ثورة 25 يناير لا يمكن توجيههم وهم أحرار فى اختيار من يريدون أن يقابلوه من المسئولين والشخصيات العامة».
وقال مسعد فى المؤتمر الأول لاتحاد طلاب مصر تحت شعار «نهضة مصر رؤية طلابية» إن الجامعات كانت من أكثر المؤسسات التى تعرضت للقهر والتسلط فى ظل النظام السابق، قائلا: «الشباب هم أكثر ما تعمل له الأنظمة القهرية حسابا» موضحا أن الجامعات مازالت تعانى مما وصفه بمخاض ما بعد ثورة 25 يناير، تحتاج إلى عمل متواصل لسنوات عديدة، قائلا «نأمل فى ظل الإمكانيات القليلة المتاحة أن نعمل على الارتقاء بالطالب المصرى وجميع عناصر العملية التعليمية.
واعتذر مسعد للطلاب عن تغيب رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل لارتباطه بظروف عمل طارئة، محذرا من أن يتحول العمل السياسى داخل الجامعة إلى فوضى، ودون الإخلال بالأعراف الجامعية، ودعا الطلاب إلى المشاركة فى مبادرات للقضاء على الأمية والعشوائيات، مضيفا: «لو اهتم الشباب بتلك المبادرات القومية ممكن أن تتخلص مصر من عار الجهل خلال أربع سنوات على الأكثر».
ومن جانبهم عبر العديد من الطلاب فى حديثهم مع الوزير عن مشكلات كثيرة يعانون منها داخل الجامعات والمدن الجامعية بعد الثورة، ومنها عدم الرقابة على موارد ميزانيات الاتحادات الطلابية فى جامعة حلوان، وتحويل الطلاب إلى مجالس تأديب بسبب آرائهم فى جامعة عين شمس، والقبض وتلفيق القضايا لبعض الطلاب فى جامعة الإسكندرية.
كما طالب ممثل جامعة أسيوط الوزير للتدخل للإفراج عن الطلاب المعتقلين فى السجون العسكرية، كما طالب ممثل جامعة القاهرة أن يتدخل الوزير لتحديد موعد نهائى لانتهاء صياغة اللائحة الطلابية لإجراء انتخابات فى موعدها فى أكتوبر، واشتكى ممثل جامعة دمنهور من وجود أربع كليات فى مبنى واحد فى الجامعة، وسوء الخدمة التعليمية، ودعا الوزير إلى السفر ورؤية مشكلتهم على أرض الواقع.