أصدرت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية us food and drug administration توصية باستبعاد كل أنواع البلاستيك التى يدخل فى تركيبها مادة البسلفينول من صناعة كل ما يتعلق بالأطفال من أدوات: زجاجات الرضاعة، الأكواب والأطباق وأدوات المائدة التى تستخدم فى إطعامهم. الواقع أن كل زجاجات رضاعة الأطفال تصنع من هذا النوع من البلاستيك إلى جانب أنه يستخدم فى الطلاء الداخلى لعبوات الطعام المعلبة بلا استثناء إلى جانب كل زجاجات المياه الغازية والمياه المعدنية وأنواع أوعية حفظ الطعام البلاستيكية على أنواعها. قرار هيئة الغذاء والدواء جاء بعد دراسات غذائية علمية عديدة ومناقشات تكررت فى مؤتمرات عالمية حول أخطار استخدام البسفينول فى صناعة البلاستيك (Bisphenol A) خاصة ما يستخدمه الإنسان إذ إن البسفينول يدخل أيضا فى تركيب منتجات البلاستيك الأخرى مثل المواسير والدعامات القوية ومواد البناء.
كانت حكومة كندا أول من اتخذ القرار بتحريم استخدام أنواع البلاستيك التى يدخل فى تركيبها البسفينول فى أكتوبر 2010 نظرا لخطورته على الأطفال الرضع الذين يتناولون الحليب من زجاجات الرضاعة. بعد ان اكدت دراسة علمية موسعة أن للبسفينول أثر على الأجنة من الإناث دون الذكور يصيبهم بالسلوك العدوانى فى سنوات الطفولة الأولى.
ما هو البيسفينول ومدى خطورته على صحة الإنسان؟
البيسفينول مادة عضوية كيميائية تدخل فى تركيب أنواع من البلاستيك يطلق عليها (بولى كربونات). تلك البولى كربونات تستخدم فى تصنيع العديد من المنتجات البلاستيكية التى تستخدم فى العديد من الصناعات الغذائية التى تمس حياة الإنسان. زجاجات المياه المعدنية، زجاجات المياه الغازية كبيرة الحجم، زجاجات رضاعة الأطفال كما تستخدم أيضا فى طلاء كل أنواع العبوات الغذائية ومنها بالطبع أصناف طعام الأطفال الجاهزة. علب التونة والسردين واللحوم السابقة التجهيز مثل اللانشون والبولوبيف وكل ما يعبأ بعد تجهيزه فى علب معدنية. ملامسة السوائل والطعام بصورة مباشرة مدعاة لأن يتسرب بعض من مادة البيسفينول إليها وبالتالى إلى جسم الإنسان الذى يستهلكها.
للبيسفينول متى عرف طريقه إلى دم الإنسان أثر مماثل لهرمون الاستيروجين (هورمون الأنوثة المعروف).
الواقع ان مادة البيسفينول مثيرة للجدل فهناك دراسات جادة تؤكد أن لها آثارا سلبية على صحة الإنسان تبدأ بتأثيرات تطال الجهاز العصبى للجنين قبل ولادته وتنتهى بأنها مادة قد يتسبب عنها سرطان الثدى لدى السيدات إلى جانب أنها تحفز على زيادة وزن الإنسان وإصابته بارتفاع ضغط الدم والسكر من النوع الثانى.
تعددت أيضا تقارير مختلفة من أماكن متفرقة فى العالم تشير إلى إصابات أنواع أخرى من السرطان إلى جانب خلل فى وظائف الجهاز التناسلى للرجل. أغلبها دراسات أجريت على عمال مصانع البلاستيك الذين يتعرضون لمخاطر العمل ومنها التعرض للأبخرة أثناء «طبخ» البلاستيك وبالتالى يتعرض لتركيزات عالية منه.
على الجانب الآخر كان للأوروبيين وجهة نظر تخالف وجهة النظر الأمريكية والكندية ترى أن التجارب التى أجريت على الإنسان ليست كافية لتحريم استعمال البيسفينول وان كانت تعترف بعلاقته القوية بالنشاط السرطانى فى نتائج التجارب التى أجريت على الحيوانات.
كيف يمكننا معرفة إذا ما كان البيسفينول يدخل فى تركب منتج من البلاستيك نستعمله؟
أنواع البلاستيك المستخدمة فى تعبئة المواد الغذائية لها علامات كودية تستخدم فى عمليات تدويرها (Recycling) تبدأ من 1 7. تلك العلامات تجدها مطبوعة على العبوة ذاتها (يجب أن يحدث ذلك بالقانون فى كل البلاد التى تحترم قوانينها).
الأكواد 1، 2، 4، 5، 6 تدفع على أنواع من البلاستيك غالبا لا يستخدم فى تحضيرها البيسفينول بينما الكود 3، 7 غابا ما يميز تلك الأنواع من البلاستيك الذى يدخل فى تركيبها البيسفينول.
لذا يجب دائما البحث عن تلك العلامة المهمة إذا ما قررت أن تتبع توصيات هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.
ما الذى نفعله إذن إذا قررنا تفادى استخدام البلاستيك فى حفظ الطعام؟
بداية يجب تفادى استخدام الأوعية البلاستيكية لحفظ طعام الحامل والأطفال خاصة زجاجات الرضاعة وبرطمانات الطعام الجاهز حتى التى تعدها أكثر شركات الغذاء شهرة فى العالم. يجب استبدالها بأوعية وزجاجات من الزجاج أو البورسلين (الصينى) أو المصنوعة من الفخار.
إذا كان من الضرورى استخدام الأوعية البلاستيكية وأكياس حفظ الطعام والساندويتشات فى الثلاثة فيجب مراعاة ألا ينقل إليها الطعام ساخنا بأى حال من الأحوال.
منتجات خالية من البيسفينول
صناعة البلاستيك أحد الصناعات العملاقة فى العالم وقد كان من الطبيعى ان تنهض الشركات المنتجة له لتواجه بشراسة نتائج الدراسات التى تشير إلى علاقة بين البيسفينول والآثار الصحية الخطيرة له على صحة الإنسان. لكن ذلك لم يمنع بعض الشركات التى يعلو لديها الوازع الإنسانى على الحرص على جمع المكاسب من الإعلان عن أنها لن تنتج أى منتجات يدخل فى تركيبها البيسفينول.
شركة Mountain equipment co -op فى كندا كانت أولى الشركات التى رفضت استقبال زجاجات المياه المعدنية المعبأة فى عبوات بلاستيكية تحتوى على البيسفينول طواعية.
هناك أيضا بعض الشركات فى كندا وأمريكا والتى تطبق قوانين الحفاظ على البيئة انتهت إلى قرار بيع المنتجات الخالية تماما من البيسفينول تحت اسم منتجات خالية من البيسفينول PBA.ferr. أول تلك المنتجات كان زجاجات رضاعة الأطفال الذين فيما يبدو قد حققوا انتصارا حاسما على صناع البلاستيك ونقلوا البيسفينول إلى قائمة السموم.