أطلق منظمو مهرجان «الفن ميدان» حملة إنقاذ بعنوان «ادعم الفن ميدان.. تبرع من أجل استمراره فى ميادين مصر المختلفة». وجاء فى صفحتهم بموقع «الفيس بوك» أن الاحتفالية التى تنظم للعام الثانى على التوالى «تواجه أزمة مالية تهددها بالتوقف».
وحسب مروة حلمى نائب مديرة مؤسسة المورد الثقافى وإحدى منظمى الفن ميدان فإن تمويل المهرجان كان يتم بمبادرات فردية سواء من أفراد أو مؤسسات ثقافية مستقلة، حتى وافق عماد أبوغازى أثناء توليه وزارة الثقافة على دعم المهرجان بقيمة 30 ألف جنيه مخصصة من صندوق التنمية الثقافية.
نصف هذا الدعم كان يذهب لاحتفالية ميدان عابدين الرئيسية ويتم توزيع باقى الدعم على المحافظات الأخرى، ولكن برحيل أبوغازى عن الوزارة كان الدعم المنتظم هو الآخر قد رحل، فطالبوا الوزير التالى شاكر عبدالحميد بأن يبقى الدعم ثابتا وليس متقطعا، وأخيرا تم التواصل مع قطاع الإنتاج الثقافى الذين اشترطوا فى البداية دعم المهرجان بشرط الإشارة صراحة إلى أن المهرجان تحت رعايتهم، وهو ما رفضه القائمون على هذا المهرجان المستقل، فتم الاتفاق بعدها على سحب هذا الشرط، ولكن لم يتم الحصول على هذا الدعم منذ بداية هذا التواصل قبل شهرين.
اللافت بالنسبة لمروة حلمى التى قامت أيضا بنشر صفحة دعم الفن ميدان على الفيس بوك كان ردود الأفعال السريعة التى واكبت نشر الصفحة، حيث استقبلت عشرات الرسائل الداعمة للمهرجان معنويا، وأخرى تعلن بالفعل رغبتها فى التبرع حتى ولو بقيمة 20 جنيها بصفة شهرية.
«عدد المتطوعين فى الفن ميدان ليس كبيرا، وعلى الرغم من أن الفنانين المشاركين بالمهرجان يتطوعون بأجورهم، فإن هناك مصاريف أخرى خاصة بتأجير المسارح والإضاءة والصوت والفراشة وتنظيف الميدان وأجور العمال» تتحدث مروة التى تتذكر أياما وليالى طويلة شهدها ميدان عابدين وميادين المحافظات المختلفة فى حضرة الموسيقى والمسرح.
تعتقد مروة أن «الفن ميدان» استطاع كسر تابوه كبير لم تستطع وزارة الثقافة بكل هيئاتها تحقيقه بعد أن نقلت الثقافة والفنون إلى الناس فى الشارع بالمجان على الرغم من ضعف الإمكانيات، وشاركت المصريين تفاعلهم مع الأحداث السياسية حتى أكثرها قسوة مثل مجرزة بورسعيد وأحداث محمد محمود والعباسية، حيث كان الجمهور يعبر عما يساوره من حزن وحداد خلال المهرجان، «لا تعارض بين الفن والتعبير عن الحزن، فالفن ليس مرادفا ل«الفرفشة» وحسب» حسب تعبيرها. مروة وزملاؤها يقومون رغم «ضيق الحال» على الإعداد لبرنامج «الفن ميدان» لشهر سبتمبر المقبل، وعلى حد تعبيرها «لن ننقطع عن التنظيم، ولكن فى حدود ما لدينا من مال».