حذر خبراء من تأثير أزمة الغذاء العالمية التى أدت الى زيادات فى أسعار عدد من السلع الاستراتيجية مثل القمح والذرة والسكر وفول الصويا على أسعار السلع الغذائية فى السوق المحلى خاصة أن مصر تصنف من أعلى الدول استيرادا للقمح والذرة على مستوى العالم، مشيرين إلى أن الذرة التى تمثل علفا أساسيا للماشية تتحكم فى أسعار إنتاج العديد من المواد الغذائية مثل اللحوم والدواجن والبيض والزبد والزيوت، بينما قلل مسئولون من ارتفاع أسعار السلع عالميا على السوق المصرية، مؤكدين توافر مخزون من بعض هذه السلع يكفى حاجة البلاد حتى انقضاء الأزمة. دول ستخفض صادراتها
يرجع الدكتور نادر نورالدين أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة وخبير بورصات الحبوب أزمة الغذاء العالمية التى بدأت منذ شهر ونصف الشهر إلى موجة الجفاف التى ضربت الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهو ما أدى إلى تدمير نحو 40% من محصول الذرة الأمريكى، مشيرا إلى أن أمريكا تنتج 50 مليون طن سنويا، بينما حجم التجارة العالمى من الذرة يقدر ب97 مليون طن بما يعنى أن الإنتاج الأمريكى يساهم بما يقرب من نصف المتاح للتجارة العالمية، ويرصد نور الدين الارتفاعات فى أسعار بعض السلع بالخارج والتى تشمل زيادة 50% فى أسعار القمح خلال 45 يوما، وارتفاعا فى أسعار الذرة بنسبة 48%، بينما ارتفع سعر فول الصويا بنحو 37%، والسكر بنسبة 12%، وقال إن مصر تصنف وفقا لبيانات مجلس الحبوب العالمى بعد المكسيك كثانى دولة مستوردة للذرة الصفراء حيث تستورد سنويا ما بين 5 و5.5 مليون طن تستخدم فى تصنيع الأعلاف الجافة التى تتحكم فى أسعار اللحوم والدواجن والزبد والبيض، متوقعا حدوث زيادات فى أسعار هذه السلع على المستوى المحلى خاصة بعد أن دمر الجفاف 30% من محصول فول الصويا على المستوى العالمى الذى يدخل فى تصنيع اللحوم والأعلاف أيضا، فضلا على أنه مكون أساسى فى زيوت الطعام، مشيرا إلى ارتفاع عالمى فى ىسعر الزيوت قدر ب5%، وهو ما سوف ينعكس على أسعار الزيوت فى السوق المحلية، حيث تستورد مصر 92.5% من احتياجاتها من زيوت الطعام، وأشار إلى ارتفاع أسعار السكر عالميا خلال الأسبوع الماضى بنسبة 12% بعد أن أعلنت البرازيل أن الجفاف دمر 20% من محصول قصب السكر بما يعنى أنها سوف تقلل من صادارتها من السكر، وكذلك الهند وبعض دول أوروبا الشرقية التى اصابها الجفاف، وهو ما سوف يضطرهم إلى استيراد العديد من السلع مثل السكر والقمح، وتوقع نور الدين زيادة فاتورة استيراد القمح من 13 مليار جنيه فى موازنة العام الحالى إلى 20 مليار جنيه، وهو ما سوف يسحب هذه المبالغ من مخصصات التنمية.
حد أقصى لربح التاجر
وينبه نور الدين الى استغلال التجار للوضع الحالى برفع أسعار السلع مدللا على ذلك بزيادة أسعار الأعلاف المستوردة بنسبة 40% على أثر زيادة أسعار الذرة ليرتفع سعر طن العلف من 2000 جنيه إلى 2850 خلال الأسبوع الماضى كذلك زاد سعر كرتونة البيض بثلاثة جنيهات، وارتفعت أسعار اللحوم ب5 جنيهات للكيلو، كما ارتفع سعر كيلو الدواجن بجنيه فى الوقت الذى لم يتم استيراد الذرة بالأسعار الجديدة بعد ولن يتم ذلك قبل شهرين من الآن، لافتا إلى أن دولتى الإمارات والسعودية رغم أنهما يطبقان سياسة السوق الحرة إلا أنهما يمنعان زيادة أسعار السلع إلا بتقديم فواتير الاستيراد بالأسعار الجديدة، وقال إن الإمارات وضعت حدا أقصى لربح التاجر لا يزيد على 25% حماية للمستهلك، وطالب نور الدين الحكومة بتشديد الرقابة على الأسواق خلال الفترة المقبلة منعا لزيادة الأسعار.
المخزون يكفى
من جهته قلل الدكتور أحمد الركايبى رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية من تأثير زيادة الأسعار العالمية على السلع فى السوق المحلية خاصة القمح والسكر مرجعا ذلك إلى الزيادة التى حدثت الموسم الماضى فى محصول القمح بزيادة 1.1 مليون طن مقارنة بالعام الماضى تكفى حاجة البلاد حتى شهر يناير المقبل، وهو ما سيخفض من حجم الاستيراد بحسب الركايبى، مشيرا إلى أن هيئة السلع التموينية تعاقدت مؤخرا على شراء 120 ألف طن قمح روسى للشحن فى الفترة من 10 إلى 20 سبتمبر المقبل يتم استهلاكها فى عام 2013، وقال: لا توجد تعاقدات على الاستيراد منذ حوالى 45 يوما.
فيما توقع رئيس القابضة حدوث ارتفاع فى أسعار زيت الطعام. مشيرا إلى أن مصر تستورد 95% من احتياجاتها من الزيوت، ورغم ذلك بحسب الركايبى. فإن المخزون الاستراتيجى يكفى 3 شهور ووجود زيت الطعام على بطاقة التموين يحد من استهلاك الزيت الحر بالأسواق. ونفى حدوث أزمة فى السكر، وقال: مصر لديها مخزون من السكر يكفى حتى شهر مارس المقبل بخلاف إنتاج الموسم المقبل من القصب والبنجر.
فى نفس السياق، أكد نور حلمى الرئيس السابق لمصانع الدقهلية للسكر أن موسم إنتاج قصب السكر الجديد سيظهر فى شهر ديسمبر يعقبه بشهر موسم البنجر، وهو ما سوف يوفر رصيدا كبيرا من السكر خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى زيادة فى إنتاج سكر البنجر خلال العام الحالى مقارنة بالماضى فيما أكد أيمن قرة مستورد زيوت ونائب رئيس غرفة الزيوت باتحاد الصناعات على استقرار أسعار الزيوت فى الأسواق المحلية نتيجة المنافسة الشديدة وتوافر معروض من الزيت الحر يساوى ضعف الطلب عليه، واستبعد قرة تأثير ارتفاع أسعار الزيوت عالميا بسبب فقدان نسبة من محصول فول الصويا على أسعار السوق المحلية، موضحا أن مصر لا تستورد فقط زيوتا مصنعة من فول الصويا، لكن تستورد زيوتا من النخيل، وعباد الشمس.
للأسف سوف تزداد أسعار بعض المواد الغذائية خلال الفترة المقبلة، وفى مقدمتها الألبان والبيض والزيوت، وذلك لأن مصر تستورد منتجات وخامات عديدة تدخل فى صناعة الأغذية بحسب سامح زكى مستورد مواد غذائية وعضو غرفة تجارة القاهرة، مشيرا إلى أن فول الصويا من المحاصيل التى يصعب تخزينها، ويدخل فى تصنيع اللحوم والزيوت، منوها بأن التجار غير حريصين على تخزين سلعهم، وعانوا كثيرا من حالة الكساد التى تسود الأسواق والتى اضطرتهم للبيع بخسارة 15%، وأشار إلى أن الغرفة التجارية عقدت اجتماعا مع رؤساء الشعب التجارية من جميع التخصصات لتحديد المخزون المتوافر من السلع لدى التجار وإعلان الأسعار، وسوف تتم التوصية خلال اجتماعات مقبلة بعدم رفع أسعار المواد الغذائية، مؤكدا أن أزمة الغذاء يتضرر منها التاجر والمستورد حيث تقل المبيعات.