أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو» والبورصات، العالمية لتداول الحبوب، أن ارتفاعات عالمية جديدة فى أسعار الغذاء، خاصة حبوب القمح والذرة الشامية، مما سيلحق الضرر ببعض الدول وفى مقدمتها مصر. ووفقا لخبراء الزراعة والمؤشرات العالمية، ستدفع مصر فاتورة أعلى من العملة الصعبة فى استيراد الذرة والقمح، مؤكدين أن مؤشر منظمة الفاو الخاص بأسعار الحبوب تحرك 6% خلال شهر يوليو، متأثرا بالجفاف وبفورة الأسعار الدولية للسكر والحبوب».
وأرجع تقرير صادر منذ يومين عن منظمة الفاو أن أسباب التدهور الشديد فى إنتاج محاصيل الذرة الصفراء لدى الولاياتالمتحدة، نتيجة لأضرار الجفاف الواسع لارتفاع أسعار الذرة بما يصل إلى 23% خلال شهر يوليو، كما ارتفعت تسعيرات محاصيل القمح بالأسواق الدولية بنسبة 19% وسط تدهور فرص الإنتاج لدى روسيا وتوقعات الطلب القوى على القمح للاستهلاك كعلف مع تراجع إمدادات الذرة الصفراء.
وتثير الارتفاعات العالمية وصعوبة إنتاج الذرة والقمح تخوفات الخبراء المصريين، باعتبار أن مصر تستورد نحو نصف استهلاكها من القمح من الخارج، خاصة من روسيا وأمريكا ودول أخرى، ونحو 50% من الذرة من الخارج أيضا، والذى يدخل فى صناعة الأعلاف للحيوانات التى تشهد بدورها ارتفاعات غير مسبوقة فى أسعارها، ما يزيد من إمكانية ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء مجددا مع زيادة الأزمة.
الدكتور عباس الشناوى، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة يؤكد أن إجمالى المساحة المزروعة بالذرة بلغ الموسم الحالى نحو مليونين و125 ألف فدان حتى الآن، وفقا لآخر التقارير الصادرة عن إدارة المديريات الزراعية بوزارة الزراعة، متوقعا زيادة المساحات المزروعة إلى 400 فدان إضافية.
ويرى الدكتور نادر نورالدين، خبير بورصات الغذاء والحبوب العالمية، أن هذه المساحة لا تكفى لسد العجز الشديد فى إنتاج الذرة والأعلاف، فى ظل الأزمة التى تتعرض لها أمريكا بسبب الجفاف والقحط فى ثلثى مساحتها، ما نتج عنه تدمير 38% من محصول الذرة.
وتابع نورالدين هذه العوامل تهدد مصر كمستورد كبير للذرة بكمية وصلت إلى 5.5 مليون طن لاستخدامه فى تصنيع الأعلاف، بما سيؤدى لارتفاع أسعار الدواجن واللحوم والبيض والزبد ومصنعات اللحوم. وكشف عن أن مجلس الحبوب العالمى توقع انخفاض محصول القمح هذا العام فى دول البحر الأسود، خاصة روسيا وأوكرانيا بنسبة 24% وصولا إلى 88 مليون طن بدلا من 118 مليون طن فى العام الماضى، بما قد يفجر أزمة طاحنة فى ارتفاع أسعار القمح بعد شهرين من الآن، بعد استنفاد الزيادة فى محصوله العام الماضى.
ودعا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الذرة من خلال زيادة المساحات المزروعة منه بما لا يتجاوز 1.5 مليون فدان إضافية إلى جانب ما يزرع منها حاليا، بينما لا يتجاوز المساحة المطلوبة لتحقيق الأمن الغذائى فى حاصلات الزيوت البذرية ثلاثة أرباع مليون فدان متوافرة أيضا فى العروة الصيفية الخالية، وكلاهما أصبح مربحا بسبب ارتفاع أسعاره العالمية، ودخول الذرة وزيوت الطعام فى إنتاج الوقود الحيوى بكثافة، وبالتالى نقص المتاح منه للتجارة العالمية وتجنبنا استيراد زيوت الصويا المعدلة وراثيا.