••الغش سرقة، وتعاطى المنشطات فى الرياضة سرقة. وكل ما يؤثر على المنافسة العادلة والشريفة سرقة. وعندما أعلن عن تعاطى العداء الكندى بن جونسون المنشطات وسحبت منه ميدالية المائة متر فى دورة سول ومنحها إلى الأمريكى كارل لويس، خرجت الصحف العالمية والإقليمية بعنوان واحد: «فضيحة القرن العشرين». إلا أن تجريد الدراج الأمريكى لويس أرمسترونج من ألقابه السبعة التى حققها فى سباق فرنسا للدراجات (تور دى فرانس) فى الفترة من 1998 إلى 2005.. تعد واحدة من أكبر فضائح القرن الماضى.. هذا القرن الذى ولد فيه أرمسترونج كنجم، وهذا القرن الذى بدأ يمارس فيه رياضة الغش والسرقة.. ••يأتى هذا القرار بعدما انسحب أرمسترونج من مقاضاة الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات التى حركت ضده دعوى اتهام بالتعاطى، يتضمن قيامه بنقل حقن ومواد محظورة عبر مطار سان موريتز (سويسرا) بواسطة زميل له على اعتبار أنها مكملات غذائية، وأن مختبر جامعة كاليفورنيا غض النظر عام 1999 عن عينات تدين ارمسترونج، كانت تتضمن آثار عقار فى طور التجربة انتجه مختبر باكستر، يساعد فى ضخ كميات أكبر من الأكسجين فى الدم.. وهى معركة أزلية بين الذين يخترعون منشطات يصعب كشفها، وبين الذين يخترعون وسائل ومواد تكشف المنشطات التى يصعب كشفها..
••هذا يوم حزين بالفعل فى تاريخ الرياضة. فقد كان أرمسترونج نموذجا لقوة الإرادة الإنسانية والتفوق الرياضى. فهو أصيب بالسرطان وقاومه، وشارك فى أقوى وأصعب سباقات الدراجات واحتكره سنوات. لكنه فى النهاية «طلع غشاش كبير وحرامى قديم».. فقد بدأ يتعاطى المنشطات منذ عام 1990.. وتجريده من ألقابه عقاب شديد، لكنه يستحق أن تسحب منه كل الأموال التى ربحها من وراء بطولاته، ومن خلال شركات الإعلان والدعاية دون انتظار..
••من أهم ما فى هذا الخبر المؤسف أن أرمسترونج يعد أقيونة رياضية وبطلا قوميا أمريكيا. إلا أن وكالة مكافحة النشاط فى بلاده لم تصمت، وطاردته، لأنه لص، وغشاش، وفاز بما لا يستحقه. وهذا هو القانون الذى نحلم يوما بدخوله مصر.. وهذه هى العدالة التى ننتظرها بشغف فى مصر.. فعندما يعاقب كل مخالف مهما كان وضعه واسمه ومهما كانت قامته، ومهما كان بطلا سوف نكون فى يوم من الأيام دولة «مستيقظة ومش نايمة»..
•••
••لا جديد فى مباريات الكلاسيكو الإسبانى.. فاز برشلونة. وتجلت الإثارة فى الشوط الثانى الذى شهد الأهداف الخمسة. وكان الحضور الجماهيرى كبيرا (93 ألف متفرج). واعترض واحتج مدرب ريال مدريد مورينيو، الرجل الخاص (لقبه سابقا)، أو الرجل الأوحد (لقبه الجديد) على حكم المباراة. واعتبر مورينيو غريمه تيتو فلانوفا مدرب برشلونة رجلا محظوظا كما كان يرى فى غريمه الأسبق جوارديولا نفس القدر من الحظ..
هكذا لا جديد فى مباريات الكلاسيكو الإسبانى، خصوصا فى وجود العبقرى مورينيو الذى يجد صعوبة شديدة جدا جدا فى هزيمة برشلونة فى مباراتين متتاليتين.. ومع ذلك تتعدد ألقابه، وتزيد أمواله، ويعلو صوته.. اللهم لا شماته ولا حسد ولا قر..