قالت مصادر أمنية وطبية لبنانية الثلاثاء إن سبعة أشخاص قتلوا في اشتباكات بين مسلحين من السنة والعلويين في مدينة طرابلس الواقعة شمال البلاد مع اشتداد التوترات بين الجانبين بسبب الحرب التي تشهدها الجارة الكبرى سوريا منذ قرابة 18 شهرا. وأضافت المصادر أن نحو 100 شخص آخرين أصيبوا بجروح في المعارك التي بدأت مساء الاثنين وتجددت الثلاثاء بين مناصرين للرئيس السوري بشار الأسد وآخرين مؤيدين للانتفاضة الشعبية ضده. وقال سكان محليون إن مسلحين من حي باب التبانة ذي الغالبية السنية وخصومهم العلويين في جبل محسن المجاور تبادلوا إطلاق النار والقنابل في معارك متقطعة، وذلك على الرغم من تدخل الجيش اللبناني الذي انتشر في المدينة. وقالت مصادر طبية إنه تم التعرف على شخصية اثنين من القتلى من سكان منطقة جبل محسن، وهو تل أغلب سكانه من العلويين ويطل على منطقة بات التبانة غالبية سكانها من السنة وينتمي إليها القتلى الخمسة الآخرون. بيان الجيش من جانبه، قال الجيش اللبناني في بيان أصدره الاثنين إن جنوده داهموا المباني التي يستخدمها المسلحون من كلا الطرفين وردوا على الفور على مصادر النيران. وذكر بيان الجيش أن خمسة جنود أصيبوا بجروح مساء الاثنين أثناء محاولتهم الحيلولة دون تطور الاشتباكات بين الطرفين. اندلعت الحرائق في عدد من المنازل في منطقة الاشتباكات جرَّاء إطلاق القذائف الصاروخية عليها كما أًصيب خمسة عسكريين آخرين أيضا، بينهم ضابط، الثلاثاء في انفجار قنبلة يدوية ألقيت على قاعدة للجيش. وبالإضافة إلى ذلك أفاد سكان ومصادر طبية بأن عشرات من المدنيين والمقاتلين في باب التبانة وجبل محسن أصيبوا بجروح جرَّاء الاشتباكات بين الطرفين. يُذكر أن المنطقة الفاصلة بين جبل محسن وباب التبانة من أكثر خطوط التماس الطائفية اضطرابا في لبنان. زيادة التوتر وقد زادت الانتفاضة المستمرة في سوريا قرابة العام والنصف ضد النظام السوري من حدة التوتر في لبنان، ولا سيما طرابلس حيث أسفرت الاشتباكات بين مؤيدي الأسد ومناوئيه في المدينة في أوائل يونيو/ حزيران الماضي عن مقتل 15 شخصا. وكان مراسل بي بي سي في بيروت قد قال إن الاشتباكات بين منطقتيْ باب التبانة وجبل محسن تجددت الثلاثاء، وذلك رغم الجهود التي يبذلها الجيش للفصل بين الجانبين المتصارعين. ويسيِّر الجيش اللبناني من حين إلى آخر دوريات عند "الخط الفاصل" بين المنطقتين اللتين تشهدان عملية نزوح كثيفة للسكان منهما. وقد اندلعت الحرائق في عدد من المنازل وتضرر العديد من السيارات جرَّاء إطلاق القذائف الصاروخية عليها في الحيين المذكورين.