وسعت السوق خسائرها الأسبوع الماضى، مخالفة التوقعات باستمرار الصعود، ووصول مؤشرها الرئيسى إلى نحو 6400 نقطة، بسبب تراجع الأسواق العالمية، على خلفية الأداء السلبى الذى أظهرته العديد من الشركات العالمية، وفقد مؤشر EGX30 نسبة 0.48%، ووصل إلى 6163.29 نقطة، كما فقد مؤشر EGX70 نسبة 0.53%، ووصل إلى 637.11 نقطة. وأدت عودة المؤشر الرئيسى إلى مستوى أقل من 6200 نقطة، مجددا، إلى حالة من عدم القدرة على التكهن بحركة السوق الأسبوع الحالى، وإن كان معظم المتعاملين يعتقدون أن الاتجاه سيكون مستقرا (صعود وهبوط طفيف)، خاصة أن هذا الوقت من العام عادة ما يشهد تراجعا لنشاط البورصة بصفة عامة بسبب أجازات المصايف. وقال أحمد توفيق، رئيس مجلس إدارة شركة هيرمس للسمسرة فى الأوراق المالية، من غير المتوقع أن تحقق السوق خسائر أو مكاسب كبيرة خلال الأسبوع الحالى، كما أن الهدوء النسبى فى تعاملات الصيف سيعمل على استمرار هذه الحالة حتى نهاية تلك الفترة، من وجهة نظره، وتوقع أن «يظل المؤشر الرئيسى يتردد بين 6000 نقطة، و6500 نقطة حتى سبتمبر». بينما يرى أحمد فاروق، مسئول التداول فى شركة كاونسل للسمسرة فى الأوراق المالية، أنه ليس بالضرورة أن يتكرر سيناريو السنوات الماضية، «لقد أصبحت السوق تتحرك بطريقة مخالفة للموضات المعروفة». وتراجعت الأسواق الأمريكية على مدى 3 جلسات متوالية، بسبب الأداء السلبى لعدد من الشركات الكبرى، وهبط مؤشر داو جونز مجددا إلى أسفل ال8500 نقطة، ولحقت به الأسواق العربية، وخاصة السعودية، والتى توقع فاروق أن تشهد انخفاضا بنسب أكبر، مرجعا ذلك إلى المشكلات التى تواجهها شركة السعد، وهى واحدة من أهم الشركات المدرجة هناك. ويرى توفيق أن هبوط السوق أمر طبيعى بعد المكاسب الكبيرة التى حققتها الشركات، «من الطبيعى أن يسعى المستثمرون لجنى أرباح»، حسب تعبيره. وأشار إلى أن السوق ارتفعت فى أيام التداول الأولى من الأسبوع الحالى، رغم هبوط الأسواق الأوروبية والأمريكية، «ولن تظل فى ارتفاع إلى الأبد، وهذا يعد من الأمور الصحية التى تحتاجها السوق حتى يتمكن المستثمرون من إعادة الشراء»، من وجهة نظره. وعلى الرغم من هبوط الأسهم الكبيرة، حقق عدد من الأسهم الصغيرة مكاسب ملحوظة، «وهذه من الظواهر المقلقة»، كما قال فاروق، مضيفا أن نشاط التعاملات والمكاسب ركز الفترة الماضية فى الأسهم الصغيرة، وهذه علامة غير صحية، لأنها تشير إلى تحكم المضاربين فى السوق. وقاد قطاع الغزل والنسيج صعود الأسهم الصغيرة، وعلى رأسها العربية لحليج الأقطان التى ارتفعت بنسبة14.4%، ووصل آخر سعر للسهم إلى 6.25 جنيه، كما كسب سهم النصر للملابس والمنسوجات (كابو) زيادة بنسبة 9%، وبلغ آخر سعر للسهم 2.77 جنيه. وعلى العكس؛ تحول اتجاه الأسهم العقارية نحو الهبوط، حيث خسر سهم طلعت مصطفى نسبة 1.2%، وبلغ آخر سعر للسهم 5.63 جنيه، إلا أن سهم القاهرة للإسكان خالف اتجاه القطاع، بسبب شدة المضاربة عليه، كما يرى فاروق، وارتفع بنسبة 5.4%، ووصل سعر السهم إلى 10.65جنيه. وأرجع توفيق هبوط معظم الأسهم العقارية إلى أنها كانت من أكبر الشركات تحقيقا للمكاسب على مدى عدد كبير من الجلسات، لذلك يسعى المستثمرون إلى جنى أرباح فيها. وأشار إلى أن توصيات إيجابية لشركات مثل العز للحديد، صدرت الأسبوع الماضى من قبل بعض المؤسسات العالمية، مثل «إتش إس بى سى» الذى حدد السعر المستهدف عند 19.30 جنيه، ولكنها لم تفلح فى التأثير على اتجاه السهم بنفس الصورة، حيث فقد نسبة 4.6%، ووصل سعر السهم إلى 13.03 جنيه. كما رفعت بعض المؤسسات المحلية السعر المستهدف لشركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة إلى نحو 340 جنيها، وأعلنت الشركة يوم الأربعاء عن فوزها بعقدين لتنفيذ مشروعين حكوميين قيمتهما 186 مليون دولار، أحدهما لتنفيذ جزء من طريق مصر إسكندرية السريع، والثانى عبارة عن محطة مياه فى مدينة 6 أكتوبر، ومع ذلك تراجع سهمها بنسبة 3.17% فى مجمل الأسبوع، ووصل آخر سعر للسهم تم التداول به إلى 201.01 جنيه، وتوقع فاروق موجة شراء جديدة فى السهم إذا هبط سعره إلى أقل من 200 جنيه. كم انخفض سهم أوراسكوم تيليكوم بنسبة 4.82%، وبلغ آخر سعر للسهم 33.5 جنيه، واستقر سهم موبينيل تقريبا عند 206.11 جنيه، بعد أن كسب نسبة 0.19%. وقال فاروق إن هذه الأسهم تتحرك مع اتجاه السوق الهبوطى، إضافة إلى أنها ما زالت تتأثر سلبا بعدم وضوح الرؤية فى مسألة الصفقة المعلقة لاستحواذ فرانس تيليكوم على حصة أوراسكوم فى موبينيل. وهبط سعر سهم بايونيرز بنسبة 8.3%، ووصل آخر سعر للسهم 7.06 جنيه، وذلك بسبب السماح بتداول أكثر من مليونى سهم كانت مجمدة لمدة عام، وهى تخص كبار العملاء والعاملين فى الشركة، وهو ما أدى إلى زيادة الأسهم المعروضة منها.