سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
انقسامات بين الخبراء العسكريين حول «تغييرات مرسى» اليزل: وراؤها قطر وأمريكا.. مسلم: انقلاب على الدستور.. بخيت: منطقية وتمت بالتنسيق مع قادة الجيش.. طلبة: تقاعد المسئولين طبيعى
أثارت قرارات الرئيس محمد مرسى المتعلقة بتغييرات فى صفوف القيادات العليا بالقوات المسلحة، ردود فعل متباينة بين الخبراء العسكريين، فاعتبرها البعض انقلابا على الدستور، مشيرا إلى وقوف دول أجنبية خلفها مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وقطر، بينما وصفها آخرون بأنها «تكريم للقوات المسلحة». من جانبه وصف الخبير الإستراتيجى اللواء سامح سيف اليزل قرارات الرئيس بأنها «خطأ كبير»، وتكشف عن رغبة فى السيطرة على كل شىء، وقال ل«الشروق»: «لابد من الانتظار بعض الوقت لنعرف ماذا سيحدث، الوضع الآن صعب ولا يبشر بالخير مطلقا، فالرئيس خرج ليشكر رجال القوات المسلحة بعد قراراته الأخيرة، وهؤلاء هم الإخوان دائما، يقولون ما لا يفعلون».
وشدد على وجود علاقة أكيدة بين زيارة أمير قطر لمصر، واتخاذ الرئاسة تلك القرارات، وأن هناك معلومات حول اتفاق جرى بين مؤسسة الرئاسة ودول خارجية، منها الولاياتالمتحدة وقطر، وأن قرارات مرسى «جاءت تنفيذا لهذا الاتفاق»، بحسب اليزل.
وأضاف: «الولاياتالمتحدة لا تفكر سوى فى مصالحها فقط»، فيما أعرب عن استيائه الشديد لإحالة المشير طنطاوى والفريق سامى عنان للتقاعد قائلا: «هؤلاء حموا الثورة وقدموا لمصر خدمات جليلة».
فى السياق نفسه اعتبر اللواء أركان حرب متقاعد طلعت مسلّم قرارات الرئيس مرسى بأنها تمثل «انقلاب على الدستور»، المتمثل فى الإعلان الدستورى المكمل الذى تم إلغاؤه، وقال: «هذه القرارات جزء من خطة يحاول مرسى تنفيذها منذ توليه السلطة، بدأت ضد القضاء ثم توجهت نحو القوات المسلحة».
وأضاف: «الرئيس يمنح نفسه سلطة مطلقة ليفعل ما يشاء، ويحاول أن يمنح قراراته صفة القدسية كما لو كان يصدرها بناء على أوامر من الله، ويبدو لى الرئيس مرسى غير مقدّر لخطورة قراراته الأخيرة، فقد تؤدى إلى انقسامات داخل المؤسسة العسكرية، وفى أوساط الشعب المصرى، كما أن توقيت إصدارها ليس مناسبا، وأتوقع تغيير من تم تعيينهم بالمناصب القيادية بالقوات المسلحة مرة أخرى فى وقت لاحق».
فى المقابل رأى الخبير العسكرى اللواء حمدى بخيت قرارات مرسى «منطقية وليست بحاجة لتفسير»، وأنها جاءت بالتنسيق مع القوات المسلحة، مشيرا فى تصريح ل«الشروق» إلى أول خطاب للرئيس مرسى ليلة صدور تلك القرارات وتأكيده على أنه «لم يقصد أن يظلم أحدا»، فضلا عن «تكريمه للمشير طنطاوى وللفريق سامى عنان ومنحهما قلادة النيل وقلادة الجمهورية، وتعيين قادة الأفرع الرئيسية، الذين أحيلوا للتقاعد، فى مناصب هامة، حيث تم تعيين الفريق رضا حافظ وزير دولة للإنتاج الحربى، والفريق مهاب مميش رئيسا منتدبا لمجلس إدارة هيئة قناة السويس، والفريق عبدالعزيز سيف الدين رئيسا للهيئة العربية للتصنيع.
ورأى بخيت أن «ما حدث فرصة للتوافق العام، والتفاف الشعب حول قياداته، والبعد عن إثارة العداوات»، مضيفا: «العبرة الآن بمستقبل أداء الرئيس حيال المؤسسة العسكرية».
واعتبر الخبير الإستراتيجى اللواء محمد عبداللطيف طلبة قرارات مرسى الأخيرة بمثابة «تكريم للمؤسسة العسكرية وللمشير حسين طنطاوى وقادة الجيش»، مضيفا: «الطبيعى أن يتقاعد أى مسئول، وهذا ما حدث»، مشددا على أن الأمر «تم بالتوافق التام بين المؤسسة العسكرية ومؤسسة الرئاسة فى لقاء جمع الرئيس مرسى وقادة الجيش مؤخرا، بدليل تكريم القادة الذين أحيلوا للتقاعد»، مضيفا: «دراية الرئيس بأمور القوات المسلحة محدودة، ولا تمكنه من تقرير أمور هامة دون مناقشتها مع قادة الجيش، تماما مثلما يلجأ إلى أهل الاقتصاد حينما يناقش أمرا اقتصاديا».