سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تسريب خطة ترشيد الطاقة وراء تحقيق مستوردى «المولدات» أرباحًا طائلة لجنة فنية لدراسة أسباب أخطر كارثة كهربائية فى القاهرة بعد أزمة محولات العاشر من رمضان
كشف عدد من المستوردين فى ميناء العين السخنة بمحافظة السويس، ل«الشروق»، أن عددا من رجال الأعمال، حققوا أرباحا تقدر بعشرات الملايين من الجنيهات، خلال الأيام القليلة الماضية، بسبب استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائى، بعدما بدأوا فى استيراد آلاف المولدات الكهربائية والكشافات صينية المنشأ، كبدائل لمواجهة انقطاع الكهرباء خلال الفترة الماضية. وأكد المستوردون أن رجال الأعمال تعاقدوا على استيراد المولدات والكشافات منذ الشتاء الماضى، بعد تلقيهم معلومات حول خطة وزارة الكهرباء لترشيد استهلاك الطاقة، حسبما يقول صاحب شركة القناة العالمية للاستيراد، عبد الواحد عرفة، موضحا «رجال الأعمال حققوا أرباحا بملايين الجنيهات من انقطاع الكهرباء، باستيراد المولدات الكهربائية الصينية رخيصة الثمن، والتى تضاعفت أسعارها بصورة جنونية خلال الفترة الماضية، لتصل إلى أربعة أضعاف الثمن الأصلى».
ويشير أحد مستوردى المولدات الكهربائية الصينية، عبدالله رشدى، إلى أن «الملاحظ خلال العام الحالى، أن إقبال تجار قطاع غزة على استيراد المولدات الكهربائية انخفض إلى النصف، بخلاف الأعوام السابقة، خاصة أن هناك رجال أعمال مصريين تخصصوا فى استيراد أجهزة ومولدات وكشافات كهربائية لقطاع غزة، وتمريرها من معبر رفح أو عن طريق الأنفاق».
ويضيف رشدى، أن عمليات استيراد المولدات العملاقة الخاصة بالمصانع والشركات الكبرى، ارتفعت خلال العام الحالى بنسبة 200%، مقارنة بالأعوام الماضية».
ويطالب عدد من المستوردين بإجراء تحقيقات داخل وزارة الكهرباء، عن كيفية تسرب معلومات بشأن خطة الترشيد منذ فترة كبيرة، وهو ما أدى إلى استفادة عدد من الأشخاص ورجال الأعمال باستيرادها، محققين أرباحا بملايين الجنيهات، بالإضافة إلى عدم قيام مستوردين آخرين بعملهم، لأن خطة ترشيد الكهرباء كانت لدى عدد قليل منهم.
ومن جهتها، بدأت لجنة فنية تابعة لوزارة الكهرباء والطاقة، أمس، فحص أسباب أزمة انقطاع الكهرباء عن مناطق شرق وشمال القاهرة، يوم الخميس الماضى، نتيجة انصهار الموصلات، وتعطل دائرتين بمحطة محولات العاشر من رمضان، وهو ما أدى إلى انقطاع التيار عن عدد من المصالح الحيوية، والمستشفيات، والبنوك، ومترو الأنفاق، فيما وصفته مصادر رسمية فى الوزارة بأنه «أخطر كارثة كهربائية تشهدها القاهرة منذ عشرات السنين».
فيما تسابق وزارة الكهرباء الزمن للانتهاء من تجارب تشغيل الوحدة الأولى بمحطة توليد كهرباء أبو قير، بقدرة 650 ميجاوات، والتى ستنتهى عملية ربطها بالشبكة القومية للكهرباء، غدا أو بعد غد على أقصى تقدير، وهو ما سيسهم فى مواجهة زيادة الأحمال، خاصة فى ساعات الذروة المسائية، وفقا لما أكده المتحدث الرسمى للوزارة، د.أكثم أبو العلا، بالإضافة إلى الانتهاء من عملية ربط محطة توليد غرب دمياط، التى تعمل بقدرة 500 ميجاوات، بالشبكة الموحدة، يوم الأربعاء المقبل، للمساعدة فى حل أزمة انقطاع الكهرباء.
وفى محافظة المنوفية، زاد اقبال المواطنين على شراء المولدات الكهربائية، لمواجهة الانقطاعات المتكررة للكهرباء، وهو ما دفع التجار إلى رفع الأسعار بنحو 300 جنيه للمولد الواحد، مع رواج حركة البيع.
ومن جانبهم، أعرب أصحاب ورش الملابس الجاهزة فى المحافظة، عن غضبهم قطع التيار الكهربائى لفترات طويلة منذ بداية شهر رمضان، بحجة تخفيف الأحمال، مؤكدين أنهم تكبدوا خسائر فادحة، بعدما فشلوا فى الالتزام بتعاقداتهم، فيما هدد أصحاب المحال التجارية بشارع سيدى خميس التجارى فى مدينة شبين الكوم، بالدخول فى اعتصام مفتوح أمام مديرية الكهرباء.
وكشف المحامى طلعت عبدالسلام، أن أمصال وتطعيمات المركز الحضرى بقرية زاوية الناعورة، تعرضت للتلف نتيجة انقطاع التيار الكهربائى، مشيرا إلى أن ثلاجة الأمصال تحتوى على أمصال العقارب والثعابين والأنسولين، بالإضافة إلى تطعيمات الأطفال، التى تكفى لمدة شهر واحد، مطالبا بإدراج المركز الملاصق للمستشفى المركزى بزاوية الناعورة على ماكينة توليد الكهرباء الخاص بالمستشفى.
وشهدت أسواق المولدات الكهربائية فى محافظة كفر الشيخ، حالة من الرواج، مع الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائى.
وتواصلت الاحتجاجات على انقطاع الكهرباء فى قرى ومدن محافظة القليوبية أمس، بعدما تسببت فى تعطل العمل فى المصالح الحكومية ومكاتب البريد والمستشفيات.
وسادت حالة من الاستياء بين المواطنين، أثناء صرفهم المعاشات والحولات من مكاتب البريد فى عدد من قرى المحافظة، بسبب انقطاع الكهرباء عنها، وهو ما أدى إلى تكدس الأهالى داخلها، ليصاب عدد من كبار السن بحالات اختناق، كما وقعت مشاجرات بين المواطنين وموظفى المكاتب، الذين أكدوا تعطل أجهزة الكمبيوتر، وهو ما يمنعهم من صرف المعاشات.
وامتد انقطاع التيار الكهربائى معظم المصالح الحكومية فى بنها، حيث غادر الموظفون مكاتبهم، وخرجوا إلى الطرقات هربا من حرارة الجو والغرف المظلمة، بالإضافة إلى تكدس المواطنين داخل أقسام الجوازات وتصاريح العمل وأماكن استخراج صحف الحالة الجنائية فى مديرية أمن القليوبية، بسبب توقف أجهزة الكمبيوتر عن العمل.
من ناحية أخرى، اشتكى عدد من المرضى بمستشفى بنها العام من الانقطاع المتكرر للكهرباء، وتوقف العمل فى وحدات الغسيل الكلوى، فيما تجمهر عدد من أهالى قرية ميت نما بشبرا الخيمة على طريق القاهرةالإسكندرية الزراعى، وقاموا بقطعه هو وخط السكك الحديدية لمدة 4 ساعات، احتجاجا على ما قالوا إنه تقاعس من جانب المسئولين فى كهرباء شبرا الخيمة، عن صيانة المحولات، وهو ما أدى إلى إظلام الشوارع، وزيادة حوادث السرقة.
وأدى تكرار قطع التيار الكهربائى عن أحياء مدينة الفيوم ليلا، إلى تجمهر الأهالى بصورة متكررة أمام استراحة المحافظ أحمد على، وإيقاظه من النوم فى ساعات متأخرة من الليل، لمطالبته بالتدخل لإعادة التيار مرة أخرى، فيما هدد أهالى عدد من قرى مراكز المنيا، بحرق مقار شركة الكهرباء فى حالة استمرار قطع التيار عنهم.
وزادت حدة الغضب الجماهيرى من انقطاع الكهرباء فى المنيا، بعد فشل لقاء المحافظ سراج الدين الروبى ومدير الأمن مع مسئولى شركة الكهرباء، فى الوصول إلى حل للأزمة، وهو الاجتماع الذى دعا إليه الروبى، على خلفية تكرار الاحتجاجات الشعبية على انقطاع التيار لفترات طويلة.