«اللعب معه أمام الكاميرا غاية فى الصعوبة نظرا لما يتمتع به من خبرة غير عادية وصداقة منقطعة النظير مع الكاميرا وقدرة على المعايشة والحضور غير عاديين». هكذا تحدث المخرج المسرحى سمير العصفورى عن وقوفه أمام الفنان محمود عبدالعزيز الذى وصفه بالكبير من خلال دور «عم مينا» فى أحداث مسلسل «باب الخلق».
العصفورى وصف مشاركته فى المسلسل بالتجربة الممتعة خاصة وأنه دائما ما كان يقف خلف الكاميرا على مدار أكثر من خمسين سنة وقال : وقوفى أمام الكاميرا فى هذا الدور الشيق وأمام نجم كبير مثل محمود عبدالعزيز حقق حالة من الانبهار به وبطريقته الطبيعية التى يظهر بها طيلة 6 أشهر تصوير بينما كنت أنا أشبه بالتلميذ الذى ينتظر نتيجة الامتحان ومازلت حتى الآن أنتظرها متجلية فى رأى الجمهور فى دورى بالمسلسل. وعلى الرغم من أننى لم أكن مستعدا لخوض تلك التجربة إلا أن عبدالعزيز أصر على وجودى معه وساندنى بكل ما يملك من قوة.
وفى حديثه عن تفاصيل شخصية «عم مينا» قال العصفورى: أقمت معايشة تامة معها بالتعاون مع المخرج عادل أديب وفريق العمل ، وهو شخص مسن يعيش وحيدا معظم وقته إلا أنه صاحب واجب يكثر من عيادة المريض وحضور أفراح ومآتم الحارة التى يعيش بها حتى أن الجميع يعتبرونه «أبو الحارة» للصداقة التى تجمعه بالجميع. وأضاف يمر مينا فى الأحداث بمرحلة تبنى شاب مسلم يربيه على مبادئ الإسلام وفى هذه الجزئية إشارة لانخراط المسلمين مع المسيحيين فى قالب واحد يسمى الإنسان المصرى حتى أنه يتنازل لذلك الشاب المسلم عن التاكسى والشقة المملوكة له ثم يتجه للدير ويخدم الرهبان الذين يعيشون به.
وواصل العصفورى: عم مينا شخصية شفافة وناعمة تحتم عليها مواقفها أن تكتسب احترام الجميع حتى أنه دائما ما يشعر أنهم لابد وأن يمتثلوا لكلامه باعتباره كبير الحارة ومن خلال تلك الشخصية المسيحية المحبوبة يظهر أواصر الوحدة الوطنية والدم المصرى الأصيل الذى يجمع أبناء الديانتين.
العصفورى تحدث عن سر إتقانه لشخصية المسيحى قائلا: لدى الكثير من الأصدقاء المسيحيين حيث كنت المسلم الوحيد الذى ينتمى لجمعية الكتاب المقدس فأصبحت شديد القرب منهم وعلى دراية كاملة بأدق تفاصيل حياتهم،
وأضاف : لا أستطيع أن أقول أننى تقمصت الشخصية لأننى لا أؤمن بهذه الكلمة ولكننى حدث لى نوع من التقارب والانسجام مع «عم مينا» حتى أنه أثر على حياتى الشخصية فى طريقة كلامه ومحبته لكل من حوله وقد سألنى محمود عبدالعزيز بعد فترة من أدائى للشخصية قائلا: من انتصر بداخلك العصفورى الممثل أم المخرج فقلت له : «الممثل بداخلى ضرب المخرج بخنجر مسموم «. وهو الشعور الذى زاد من رعبى وخوفى من أن أنتقد من المخرج كما كنت أفعل مع الممثلين حينما كنت مخرجا لذلك سعيت لأن أقيم نفسى أولا بأول لأمتلك الخبرة التمثيلية التى تفوق فيها تلامذتى عنى. وأنا بالطبع سعيد بالتجربة التى قدمتنى كوجه جديد وهو ما يحتاجه المشاهد للدراما وللفن بشكل عام.
العصفورى شارك دراميا فى مسلسل «أهل الهوى» المقرر عرضه العام القادم ولعب فيه شخصية المخرج المسرحى الكبير عزيز عيد وهو من طلب بنفسه تجسيد تلك الشخصية المركبة والمنسية التى لم تأخذ حقها على حد قوله. وهو مسلسل من تأليف محفوظ عبدالرحمن وإخراج عمر عبدالعزيز.