قد يساهم العمل التطوعى فى تنظيف الشوارع لبعض الوقت، ولكن تحسين أحوال عمال نظافة وتجميل الشوارع هو الضامن للحصول على شوارع نظيفة طوال الوقت. ولكن من واقع شكاوى العاملين فى هذا القطاع من ظروف العمل غير اللائقة يبدو أن الحكومة لا تقتنع بهذا المنطق. «أعمل فى تلك المهنة بمكافأة منذ عام 1994، ولم يتم تعيينى الا فى شهر نوفمبر الماضى بعد أن خضت أنا والعديد من زملائى العديد من الاحتجاجات لتحقيق هذا المطلب، ولا تزال هناك العديد من حقوقنا لم تتم الاستجابة لها» يقول مجدى سعد، العامل فى هيئة نظافة وتجميل القاهرة.
يبدأ يوم سعد فى الساعة الثامنة صباحا وينتهى عمله فى الثانية والنصف ظهرا، ويتقاضى دخلا شهريا يصل متوسطه إلى نحو 1100 جنيه، يتطلع سعد والعديد من زملائه إلى تحسين ذلك الدخل بما يتناسب مع ظروف المعيشة الصعبة، حتى وان جاءت زيادة دخولهم من خلال ساعات عمل اضافية « لا توجد وظيفة متاحة لى للعمل بعد الظهر لتحسين دخلى، لو طلبت الهيئة منى عملا أكثر بأجر أفضل سأقبل ذلك» كما يضيف سعد.
وتشمل مطالب سعد وزملائه جعل مكافأة نهاية الخدمة بحد أدنى 100 شهر، بدلا من شهر على كل سنة حاليا، ورفع قيمة بدل المخاطر من 60% من الراتب الاساسى إلى 100 % إلى جانب زيادة قيمة بدل الوجبة وبدل العدوى.
عمال التشجير يتطلعون ايضا إلى ظروف عمل أكثر استقرارا، وهو ما دفع قطاعا منهم مؤخرا إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة التابعين لها، وهى الوقفة التى شهدت احداث عنف متبادل بين الطرفين « نحن نطالب بالتعيين فنحن نعمل باليومية واليوم الذى نتغيبه، حتى الراحة الاسبوعية يخصم من أجرنا، إلى جانب عدم حصولنا على خدمات التأمين الصحى وتعرضنا للوقف عن العمل فى أى لحظة» بحسب قول أحد عمال التشجير المشاركين فى تلك الاحتجاجات والذى طلب عدم ذكر اسمه حتى لا يتعرض للإيذاء من مديره فى موقع العمل
«نحن على استعداد دائما للعمل بحماس لتجميل الشوارع ولكننا نريد أن نشعر بالاستقرار، حتى ولو تسبب تعييننا فى نقص رواتبنا الشهرية»، يقول عامل آخر شارك فى الاحتجاجات.