يرفض الفنان آسر يس الاتهامات التى وجهها البعض لمسلسله الجديد «البلطجى» باستخدام ألفاظ وعبارات خادشة لحياء الجمهور، مؤكدا أن الشارع المصرى به ألفاظ أكثر قسوة بكثير مما يعرضه فى عمله، وفى الوقت نفسه أشار إلى أن البلطجى شخص لديه مشاعر خاصة فى نظرته للحياه بقسوتها وعواطفها. ويطالب آسر مشاهديه أن ينتظروا حتى منتصف رمضان كى يعرفوا لماذا أصبح بلطجيا. ألا ترى أن قبولك لهذا الدور مغامرة خاصة فى أولى بطولاتك للدراما؟
عندما عرضوا على فكرة العمل أعجبت بها جدا خصوصا أننى ومنذ عدة سنوات أرفض ما يتم عرضه على من أعمال تليفزيونية لعدم وجود دور ملائم بالرغم من كونى لست غريبا على جمهوره فأنا قدمت من قبل عدة أعمال مثل «قلب حبيبة» و«عمارة يعقوبيان».
وأنا لست ممن يقسمون مشاهديهم لجمهور تليفزيون أو جمهور سينما المهم أن تصل دوما لجمهور جديد وأن يؤثر فيه ما تقدمه ومشكلتى كانت دوما فى الورق الجيد فمنذ عدة سنوات لم أقدم عملا تليفزيونيا سوى ظهورى الشرفى فى مسلسل «الجماعة». ولكن فى هذه الأعوام أيضا كانت ترتفع الإمكانات المتاحة والمتوافرة أمام الأعمال التليفزيونية.
البعض يفسر هذا التوجه منك وكثيرون محسوبون على السينما نتيجة لانخفاض الإنتاج السينمائى؟
دعنا نتفق أنه قد يكون سببا من هذه الأسباب لكنه بالتأكيد لن يكون الوحيد، هناك تقنيات وإمكانات أصبحنا نراها فى الأعمال الدرامية لم تكن موجودة من قبل، وبالطبع هو موسم صعب ومكدس وأنا قلق من هذا وإن كنت دوما أشعر بالقلق مع أى دور أقدمه وهل هو ملائم لى أم لا.
هذا يقودنا للتساؤل حول كيفية استعدادك لأداء شخصية «البلطجى»؟
تعودت ومنذ بدايتى أن أية شخصية أقوم بأدائها أدرس بناءها الدرامى، وأين تتجه وماذا تريد، وأهميتها فى العمل وهو ما قمت به هنا وشاهدت العديد من الأفلام الوثائقية عن الأماكن العشوائية فى مصر، كما قمت بعمل تمارين رياضية لأبدو ملائما من الناحية الجسمانية ومثلا لعبى بالنار فى أحد المشاهد ورقصى بها كان أحد هذه التفصيلات، وقررت أنه لابد أن يكون ليوسف شارب كبير إلى جانب الملابس الخاصة بالشخصية وطريقتها فى الحديث التى راعيت أن تكون خشنة بعض الشىء.
هذا غير ما واجهته خلال حياتى من قصص أو أشخاص واجهوا هذا العالم وانتموا إليه، قابلت بلطجية حقيقيين ورأيت أن البلطجة لم تعد فقط مقصورة على نموذج هؤلاء بل هناك بلطجة فى كل نواحى حياتنا سياسية وثقافية. والمهم إجمالا أن تكون هناك نهاية سيئة لهذه الشخصية السيئة خصوصا أننا لا نقدمهم ملائكة مجبرين بل هناك نوع ما من اختيار هؤلاء لهذه المهنة.
تعود الجمهور فى الفترة الأخيرة أن يراك فى أدوار الشاب المنتمى للطبقة الغنية أليست مغامرة أن تقوم بتغيير جلدك؟
لا أتفق معك فى هذا فدورى فى فيلم «الجزيرة» مثلا لم يكن منتميا لطبقة مترفة وفى «عمارة يعقوبيان»، الأمر نفسه وإن كنت أتفق معك فى أن البعض سيشعر بالدهشة عندما يعرف أننى خريج جامعة أمريكية ودرست هندسة وأقدم مثل هذه الشخصية.
دخلتم مباشرة فى موضوع البلطجة دون تمهيد لشخصيتك وكيف أصبحت بلطجيا؟
هذا سؤال سابق لأوانه وأنا أطالب المشاهد بالانتظار حتى الحلقة الخامسة عشرة أو السادسة عشرة وستجد فيها إجابات لأسئلة. وسيتضح فيه أصله ومن هو والده وهل هو مع الشعب أم مع النظام.
ألا ترى معى أن كثرة البلطجية فى الأعمال الدرامية ظاهرة هذا العام؟
وما الغريب فى هذا؟ الفن هو انعكاس للواقع ورصد له بطرق مختلفة وهذا الموسم انعكاس لكل ما نسمعه ونشاهده طوال عام ونصف العام.
هل شاهدت باقى الأعمال التى تحدثت عن البلطجة ك«طرف ثالث» و«ابن موت»؟
لا للأسف فنحن مازلنا فى مرحلة التصوير الذى يستمر حتى يوم 20 رمضان، وأنا شخصيا أؤكد لكل عمل تميزه وشخصيته المختلفة والمستقلة ونحن هنا نتحرك فى مسار درامى إجبارى مشوق يحمل ظواهر الواقع الذى نعيشه.
انتقد الكثيرون الألفاظ الخارجة بالعمل؟
نحن نقدم عملا عن البلطجية وهذا العالم بالتاكيد يحتوى ألفاظا خارجة وخادشة للحياء بصورة مبالغ فيها وكثيرة ونحن حاولنا فقط تقديم إشارة لهذا دون خدش مشاعر المشاهدين خصوصا أنك لو سرت فى الشارع لسمعت ألفاظا أكثر قسوة بكثير مما نستعمله، ونحن لم نخدع المشاهدين أو نفاجئهم، فمنذ اللحظة الأولى للعمل ونحن نخبرهم وحتى من خلال اسمه أنه عن البلطجية.
قدمت مشهدا فى العمل يتضمن الرقص بالنار كيف استعددت له؟
أقوم بممارسة الرقص واللعب بالنار منذ فترة طويلة ووجدتها ملائمة للشخصية فقدمتها فى العمل وأنا شخصيا ومنذ فترة طويلة أقوم بالتدريب على أشياء كثيرة وغير متوقعة كى تفيدنى فى أية شخصية أقوم بتقديمها.
ما أصعب المشاهد فى هذا العمل؟
بالتأكيد مشاهد المشاجرات التى تطلبت وقتا كبيرا ومجهودا أكبر ومشهد آخر عندما يواجهنى يوسف إسماعيل بحقيقتى.
هل من المنطقى أن تكون هناك قصة حب بهذه الرومانسية بينك وبين وصال؟
بداية لماذا تعتقد أن البلطجى تخلو حياته من الرومانسية فكل الناس تحب وتكره، والمهم أن يكون كل شىء فى إطاره.
ألا تعتبر المنافسة هذا العام قاسية خصوصا أنها تجربتك الأولى؟
المنافسة التى تتحدث عنها لم تمنع مسلسلى من العرض. والمهم هو الاجتهاد فى العمل وأن تختار نصا جيدا والتوفيق من عند الله.
لكن كثرة الأعمال بهذه الطريقة يجعل من الصعب الحكم على نجاح أى منها؟
هناك عدة معايير توضح نسبة المشاهدة ففى السينما مثلا هناك شباك التذاكر، وفى الدراما تعتبر الإعلانات هو معيار المشاهدة فعندما تجد عملا يجلب إعلانات كثيرة فى أوقات عرضه فلتعرف أنه يحقق نسب مشاهدة كبيرة.
ما جديدك؟
انتهينا أخيرا من تصوير فيلم «أسوار القمر»، وانتظر عرضه قبل نهاية العام الجارى وأنتظر بعد شهر رمضان أن أنتهى من تصوير فيلمى «فرش وغطا» مع المخرج أحمد عبدالله.