يطل صوت النقشبندي عميقا روحانيا مبتهلا كعادته عقب أذان المغرب على الموجة الشهيرة 107.4 إذاعة البرنامج العام، بعدها يقول المذيع، علي مراد: «الشعب يسأل والرئيس يجيب، مرحبا بأول رئيس جمهورية منتخب بعد ثورة 25 يناير، ونشكر لك سعة صدرك»، فيحيى الرئيس جمهور الأثير. فى برنامجه الأول الذي يخاطب فيه الشعب، يلتقي الدكتور محمد مرسي يوميا لدقائق معدودة بالجمهور، هو لا يجيب عن أسئلة محددة كما يفهم من عنوان البرنامج، لكنه يتحدث في 3 دقائق تقريبا عن قضية معينة تطرحها مجموعة من الأسئلة التي وجهها الناس باتصالات مسبقة.
الأمن والإسكان ومشروع ابن بيتك وتبوير الأراضي الزراعية والبطالة، هي القضايا التي تدور حولها كلمة الرئيس في الحلقات العشر الأولى التي قامت الإذاعة المصرية بتسجيلها بالفعل معه، في أقل من ساعة.
عندما وافقت مؤسسة الرئاسة على فكرة الإذاعية المعروفة، آمال فهمي، كانت تدرك بالتأكيد أنها بذلك تحقق سبقا إعلاميا وتاريخيا في حياة الشعب المصري، لأن البرنامج سيكون الأول من نوعه الذي يخاطب فيه رئيس الجمهورية شعبه بشكل شبه مباشر، ويجيب عن أسئلتهم ويتعرف على مشكلاتهم.
كسر مرسي القاعدة التي رسخها رئيسان من قبله، كان اهتمامهما بالإذاعة المصرية باهتا، فكان آخر لقاء تحدث فيه رئيس مصري لجمهور الأثير قبل 8 سنوات، أجراه الرئيس السابق مبارك فى يناير 2004.
بينما لم يكن للرئيس جمال عبد الناصر اهتمام ملحوظ بإجراء المقابلات التليفزيونية أو الإذاعية، وكان يكتفي بأن تنقل خطاباته الجماهيرية المتعددة عبر الإذاعة التي نشأت وتطورت على يديه.
وظهر عبد الناصر في أول نقل تليفزيوني على الهواء، الذي كان وقت افتتاح التليفزيون في يوليو عام 1960، ليلقي كلمة أمام مجلس الأمة.
ورغم أن الباحث عن حوارات ولقاءات مصورة أو مسجلة بصوت عبد الناصر تخص التليفزيون أو الإذاعة المصرية سيعود خالي الوفاض، إلا أن سامي شرف، سكرتير الرئيس للمعلومات، ذكر في مذكراته التي نشرت في كتاب بعنوان «سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر»، أن الرئيس كان قد استن تقليدا في حواراته الصحفية والتلفزيونية، حيث كان يطلب أن يحضر الكاتب أو المراسل الصحافي أو المحاور الذي يرغب في إجراء الحوار معه قبل موعده بوقت كاف لإجراء مناقشة من نوع مختلف معه، يستمع هو فيها للزائر قبل أن يحاوره.
أما السادات الذي كان مشهورا بولعه الشديد للظهور التليفزيوني والتصوير الفوتوغرافي، فقد كان له حديث سنوي مذاع كل عيد ميلاد، بدءا من 24 ديسمبر 1975، وحتى وفاته في 1981، كانت تجريه معه المذيعة همت مصطفى.
اهتم الرئيس السابق محمد حسني مبارك بالحوارات الصحفية على حساب الحوارات المصورة أو المسجلة للإذاعة والتليفزيون، فالقارئ في تاريخ حواراته على مدى 30 عاما مضت، سيجد له عددا هائلا من الحوارات الصحفية لجرائد مصرية وعربية، كان للصحف الكويتية نصيب الأسد منها، بينما لم تظهر صورته في حوار خاص للتليفزيون والإذاعة المصرية إلا باستثناءات.