بعد مرور 60 عاماً من ثورة 23 يوليو 1952، تجاهل الدكتور محمد مرسي؛ رئيس الجمهورية، وكذلك مؤسسة الرئاسة، الاحتفالات الرسمية والشعبية الضخمة التي كانت تنظم في يوم 26 يوليو "العيد القومي لمحافظة الإسكندرية"، وهو اليوم الذي ارتبط بمناسبة خروج أخر ملوك مصر "الملك فاروق" من مصر، عبر ميناء رأس التين بالإسكندرية، مستقلا اليخت الملكي المحروسة، متجها إلى إيطاليا. حيث كانت الإسكندرية تستعد قبل الاحتفال بأكثر من شهر، بتنظيم مهرجانات فنية وثقافية وسياسية وشعبية، وكذلك عروض للفرق الشعبية علي الكورنيش، وإطلاق طلقات مدفعية تحية لذكري اليوم في رأس التين، وكذلك الموسيقات العسكري علي الكورنيش، وميدان الجندي المجهول بالمنشية، وميدان الشهداء في محطة مصر، فضلاً عن زيارات محافظ الإسكندرية خلال ذلك اليوم وقائد القوات البحرية، ووضع أكاليل من الزهور في ميادين الشهداء والجندي المجهول.
وقد أثار هذا التجاهل استياء الملايين من شعب الإسكندرية، الذي تسأل عن سبب هذا التجاهل من رئيس ذو مرجعية إسلامية، خاصة بعد عملية التجاهل التي ظهرت خلال ذكري ثورة يوليو.
الدكتور هشام صادق؛ أستاذ الاقتصاد بجامعة الإسكندرية، أكد أن عدم الاحتفال بالعيد القومي لمحافظة الإسكندرية، جاء بنفس الموقف "المتجاهل" الذي اتخذ في ذكري ثورة 23 يوليو، علي مستوي مصر، حيث لم يحدث نوعا من الاحتفال، باستثناء خطاب الرئيس "مرسي" عبر شاشات التلفزيون، والذي وصفه البعض بالتوازن، ولكن تم انتقاده من قبل البعض الأخر، نظراً لعدم ذكره قائد الثورة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وأضاف "صادق" أن جماعة الإخوان المسلمين لديهم شعور أن ثورة 23 يوليو قد اتخذت إجراءات جاءت مصادمة لهم، مشدداً علي ضرورة تجاوز الخلافات والمواقف الشخصية خلال المناسبات الوطنية، خاصة المناسبات التي لا يمكن تجاهلها، قائلاً "لابد من الاحتفال بالحركة الوطنية المصرية سواء حققت النجاح أو لم تنجح".
فيما وصف القيادي اليساري أبو العز الحريري؛ المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، التجاهل الاحتفال بالعيد القومي للإسكندرية ب"العملية المقصودة"، مؤكداً أن التجاهل هو تجاهل عام علي مستوي الدولة، والذي ظهر بشكل كبير خلال ذكري 23 يوليو التي ألقي خلالها الرئيس كلمته إلي الشعب، والتي لم يتم تناولها بالشكل الحقيقي.
وأضاف "الحريري" أن المناخ العام في المحافظات، ووجود محافظين يعملون كموظفين ولا يمتلكون قرارات استقلاليه بالاحتفال، لا يواكب الاحتفال بأعياد قومية وينفي عن الذاكرة أحداث هامة غير مقبول تجاهلها.
وأوضح "الحريري" أنه من غير المعقول أن القوي التي كانت معادية لثورة 23 يوليو، أن تحتفل حالياً بها، مشيراً إلي أن موقف تلك القوي أصبح الآن واضحاً، وأصبح عدم احتفالها "شئ طبيعي".
وقال أحمد سلامة؛ أمين الإعلام بحزب التجمع بالإسكندرية، أن التجاهل لذكري 26 يوليو، جاء ضمن حملة التجاهل التي اتبعها الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان، تجاه ثورة 23 يوليو، والتي انقلبت عليها جماعة الإخوان منذ البداية بعد أن اكتشف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومجلس قيادة الثورة، هدف الإخوان في الاستيلاء علي الحكم، قائلاً "هو أثار ثأر قديم لم تنساه الجماعة التي تكشف حقدها علي الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في كل مناسبة، رغم أنه زعيم نادر الوجود، وأن ثورة 23 يوليو قد غيرت خريطة العالم"، متابعاَ "لكن عزائنا أن ملايين الفقراء من الفلاحين والعمال والطلبة، قد احتفلوا بها في قلوبهم رغم أنف جماعة الإخوان".