رغم ارتدائها النقاب فإن دموعها التى انسابت من عينيها كانت ظاهرة وهى تروى حكاية ابنها معاذ سيد، 20 عاما، الذى استشهد فى جمعة الغضب 28 يناير 2011، دون أن يتم القصاص من قتلته. بجوار حائط فى شارع محمد محمود، وقفت والدة معاذ حاملة صورة ابنها، تشاهد فاعليات أمسية إحياء ذكرى ميلاد الشهيد مينا دانيال، والذكرى السنوية الأولى لاستشهاد محمد محسن فى موقعة العباسية الأولى، وحملت الاحتفالية عنوان «كاذبون.. سارقون عيشنا».
تقول: «معاذ خرج فى 28 يناير ضمن مسيرة من شبرا الخيمة واستشهد فى ميدان التحرير، كان مصابا ب4 طلقات، وزى ما شوفنا فى المحاكمة كله الناس أخدت براءة ما عدا العادلى ومبارك مؤبد، ولو أى محامى صغير عمل نقض هايخدوا براءة».
تشير والدته ل«الشروق» إلى أن معاذ كان فى عامه الأول بالجامعة، وكان يعمل أثناء الدراسة لتوفير نفقاته، علاوة على مساعدتها فى نفقات المنزل، وقبل يومين من استشهاده رأى فى منامه رؤية ترويها والدته قائلة: «قبل الثورة بيومين شاف رؤية إنه طلع لربنا واتكلم معاه، قال لى يا ماما ربنا قال لى كلام حلو أوى، وبعدها نزل التحرير فى المظاهرات عشان يحقق الحرية والعدالة الاجتماعية، لكن لغاية دلوقتى مافيش حاجة اتحققت، نفسى أهداف الثورة تتحقق عشان أحس إن دم ابنى مارحش هدر».
وتطالب والدة معاذ الرئيس محمد مرسى بأن يفى بوعده بإعادة محاكمة قتلة الشهداء، تضيف: «مش عايزين فلوس والحاجات اللى بيقولوا عليها دى، إحنا كنا متوقعين يشتغل على طول، وأدينا منتظرين 100 يوم ونديله الفرصة اللى قال عليها، أنا احتسبت ابنى عند الله هو هايجيب له حقه».
بجوارها جلست والدة شهيد آخر فى جمعة الغضب واسمه محمد مصطفى، ودعت إلى تحقيق نفس ما طالبت به أم معاذ، قالت: «الرئيس ما عملش حاجة خالص، لا حاكم حد ولا أعاد المحاكمات، كلهم أخذوا براءة، عايزين القصاص، هو وعدنا إنه هايجيب حقهم».