سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الشروق» تنشر كواليس وأسرار الحالة الصحية للرئيس السابق من مستشفى السجن إلى المعادى العسكرى والعكس قرار النائب العام كان بالكشف الطبى لمعرفة إمكانية نقله إلى مستشفى طرة.. ولم يتضمن موضوع العفو الصحى
كشف الدكتور إحسان كميل جورجى، كبير الأطباء الشرعيين ل«الشروق» عن كواليس وأسرار اللجنة الطبية التى شكلت بأمر من النائب العام لتوقيع الكشف الطبى على الرئيس السابق حسنى مبارك قبل أيام من نقله إلى محبسه بمستشفى سجن طرة منقولا من مستشفى المعادى العسكرى. وقال جورجى: يوم الأربعاء 4 يوليو جاءه قرار من النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود، بتشكيل لجنة طبية برئاستى وعضوية كل من الدكتور محمود أحمد على، نائب كبير الأطباء الشرعيين، والدكتور محمد عيسى الشافعى، مساعد كبير الأطباء الشرعين، ومن خارج مصلحة الطب الشرعى الدكتور محمد محمود عبدالنبى، طبيب أمراض قلب وأوعية دموية بكلية طب جامعة القاهرة، والدكتور أحمد عبدالحميد، أستاذ جراحة عامة وأوعية دموية بجانب مدير القسم الطبى بمصلحة السجون.
وأوضح جورجى أن قرار النائب العام كان ينص على أن تقوم اللجنة بتوقيع الكشف الطبى على المتهم محمد حسنى مبارك، للوقوف على مدى حالته الصحية لمعرفة إمكانية عودته إلى محبسه بسجن طرة أو نقله إلى مستشفى سجن طرة، مؤكدا أن القرار لم يتضمن أى إشارة من قريب أو بعيد عن موضوع الإفراج الطبى عن مبارك أو بقائه فى مستشفى المعادى العسكرى.
وأضاف جورجى أن قرار النائب العام ترك له، مهمة تحديد موعد انتقالها إلى المستشفى للكشف على مبارك، وبالفعل تم إخطار أعضاء اللجنة مساء يوم الأربعاء، لكن تصادف وجود أحد أعضاء اللجنة خارج مصر، وبعد اتصال تليفونى معه، تبين أنه سيحضر إلى القاهرة مساء السبت 7 يوليو، وتم تحديد ميعاد أول اجتماع للجنة الطبية داخل مكتب كبير الأطباء الشرعيين يوم الأحد 8 يوليو الساعة 11 ظهرا، وتم إخطار مستشفى المعادى العسكرى أن اللجنة الطبية ستنتقل للكشف على مبارك الساعة الثانية عشرة ظهرا.
وطلب جورجى من إدارة المستشفى تجهيز الملف الطبى الكامل للمريض محمد حسنى مبارك للاطلاع عليه وعلى نوعية الأدوية والعقاقير التى يتناولها.
وعند بداية الاجتماع الأول لأعضاء اللجنة يوم الأحد تم الاتفاق على خطة العمل وطريقة التنفيذ، التى تضمنت تنصيب الدكتور محمود أحمد على منسقا للجنة لجمع التقارير من الأطباء لكتابة التقرير النهائى المجمع والاتصال بالأعضاء جميعا، وبعدها انتقلت اللجنة إلى مستشفى المعادى فى الحادية عشرة ظهرا.
وعند دخول اللجنة إلى الغرفة التى يرقد فيها مبارك، أخبره جورجى بصفته وقدم له أعضاء اللجنة جميعا، ورحب بهم مبارك، وبعدها أخبروه بقرار النائب العام، وأخبروه أنه بإمكانه قبول أو رفض توقيع الكشف الطبى عليه، لكن جورجى أوضح أن مبارك وافق على الكشف الطبى عليه.
وبدأت اللجنة عملها بشكل فعلى وتخصص كل طبيب فى فحص الأعضاء محل تخصصه، واستقر عمل اللجنة إلى ما يقرب من ساعة ونصف الساعة، كان كل طبيب قد جهز تقريرا طبيا خاصا به، وبعدها تولى المنسق تجميع التقارير لدراستها جميعا أمام أعضاء اللجنة فى الاجتماع الثانى يوم الاثنين 13 يوليو.
وخلال الاجتماع انتهى أعضاء اللجنة إلى قائمة بالتحاليل والأشعة الطبية التى سوف تجرى للمريض محمد حسنى مبارك تحت إشراف مستشفى المعادى العسكرى، وشملت التحاليل والأشعة فحص المخ والأوعية الدموية والقلب والكلى والرئتين والكبد، والتحاليل الخاص بالكشف عن الأورام السرطانية، وتركيب جهاز تسجيل نبضات القلب وذلك لمدة 24 ساعة.
وبعد إخطار المستشفى بقائمة التحاليل والأشعة، رد المستشفى بأن جميع التحاليل ستكون جاهزة فى مساء يوم السبت 19 يوليو، وتم عقد الاجتماع الثالث للجنة فى ظهيرة يوم الأحد 20 يوليو، والذى أسفر عن كتابة التقرير الطبى النهائى الخاص بالحالة الصحية، الذى كشف عن أن مبارك لا يعانى أية حالة صحية خطيرة، لكنه لوحظ أنه يعانى أمرين، الأول «لما بيوقف ضغط الدم بيقل 30 درجة مللى زئبق»، على حد تعبير جورجى، وهو ما يسمى بهبوط وضعى فى ضغط الدم، والثانية هى قصور فى الدورة التاجية، وهى ناتجة عن نقص وصول الدم إلى القلب نتيجة الهبوط الوضعى للضغط، كما أنه يعانى خشونة شديدة فى مفصل الركبتين، لكن الخشونة فى الركبة اليمنى أشد وهى تحتاج إلى تغيير مفصل الركبة ككل.
وعلى ضوء ما انتهى إليه التقرير الطبى، أوضح جورجى أن اللجنة اتخذت قرارها بالإجماع على أن مبارك يحتاج إلى رعاية طبية من غير إمكانات تقنية طبية عالية، وأن الحالة لا تستدعى بقاءه فى مستشفى المعادى أو أى مستشفى طبى آخر ذى إمكانات طبية عالية، وعليه فإنه يمكن نقله إلى مستشفى سجن طرة مع توفير رعاية طبية ملازمة له من طبيب أو ممرض يساعده فقط فى الحركة بسبب هبوط الضغط الوضعى، الذى لا يسمح بنقله إلى السجن حتى لا يتوفى فجأة بدون أن يشعر أحد لو تحرك حركة سريعة ومعها انخفض الضغط.
وحول ما أثير عن إصابة مبارك بسرطان وارتجاف أذينى، أوضح جورجى أن تحليل دلالة الأورام كشف عن أنه لا يعانى فى الوقت الحالى أى أمراض سرطانية، وأن جهاز تسجيل نبضات القلب خلال مدة 24 ساعة لم يظهر أنه يعانى ارتجافا أذنيا، «لكن لو الجهاز اتركب لمدة أسبوع ممكن يظهر ارتجاف أذنى».
وعن الموت الإكلينكى والجلطة فى المخ، التى على إثرها تم نقل مبارك إلى مستشفى المعادى العسكرى أوضح جورجى أن مبارك لا يعانى أى جلطات فى المخ أو القلب، وأنه عندما سئل عن الحالة الصحية التى كان مبارك عليها وقت دخوله مستشفى المعادى، أخبروه بأن مبارك طلب دخول «الحمام» فقام نجله جمال بمرافقته حتى باب الحمام، ودخل مبارك دورة المياه بمفرده، لكن بعد دقيقتين سمع جمال «بهبدة على الأرض»، وعند فتح باب دورة المياه تبين أن مبارك سقط مغشيا عليه، ويفسر ذلك جورجى نتيجة الهبوط الوضعى الذى يعانى منه، مؤكدا أن ما أثير عن الموت الإكلينكى ما هو إلا شائعات لا أساس لها من الصحة، وأنه سأل فى مستشفى المعادى العسكرى عن أى وضع صحى حرج تعرض له مبارك أثناء وجوده فى المستشفى فأخبروه بأنه لم يتعرض لأى حالة صحية حرجة منذ لحظة دخوله المستشفى.