تواجه الإدارة الجديدة لمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط برئاسة الناقد وليد سيف أزمة كبيرة بعد اشتراط وزارة الثقافة تسوية المخالفات المالية للدورة السابقة التى ترأسها الناقد نادر عدلى قبل صرف الدعم المخصص للدورة الجديدة، وهو الامر الذى قد يطيح بالدورة 28 رغم الانتهاء من جميع التجهيزات والترتيبات لإقامتها. وأكد مجدى أحمد على رئيس المركز القومى للسينما أن جمعية كتاب ونقاد السينما المنظمة للمهرجان يجب أن تقدم تقريرا شفافا ونزيها عن الدورة السابقة التى شهدت مخالفات جسيمة ولم تقدم فواتيرها حتى الآن وهو الامر الذى يثير الشكوك حول وجود شبهة إهدار مال عام.
واقترح على أن يجلس القيادات الجديدة للمهرجان مع أعضاء الجمعيه لتسوية هذه المخالفات، وتقديم تقرير يجاب فيه عن كل التساؤلات والشبهات التى تسىء للجمعية والمهرجان.
وكشف رئيس المركز القومى للسينما أنه حتى الان لم تصدر اى قرارات ضد مهرجان الاسكندرية، وأنه شخصيا لن يقف ضد إقامته، بل على العكس سيسعى لمساندة الإدارة الجديدة لأن المهرجان بالفعل يستحق المساعدة، وأكد أن هناك تعاطفا كبيرا مع وليد سيف والمجهود الذى يبذله من أجل إقامة الاسكندرية السينمائى، لكن هذا ليس له علاقه بأن الصمت على المخالفات المالية السابقة تستر على فساد وإهدار مال عام.
وشدد مجدى أحمد على أنه نصح فور انتهاء الدورة السابقة التى تولى رئاستها نادر عدلى بأن تطهر الجمعيه صفوفها وتقدم تقريرا نزيها وشفافا حتى لا تتعطل الدورات الجديدة، وهو ما لم يحدث حتى الان لهذا السبب ستكون الجمعية المسئول الاول والاخير عن تعطيل المهرجان وليس أى طرف آخر سواء داخل وزارة الثقافة أو خارجها.
أما رئيس المهرجان وليد سيف فأكد أنه على تواصل بقيادات وزارة الثقافة وأن هناك تفهما منهم لخصوصية الإسكندرية السينمائى، ولإقامة دورة جديدة تمحوا آثار الماضى، وأوضح أن جميع المشكلات المتعلقه بالدعم فى طريقها للحل، وأن المهرجان سيتجاوز كبوته.
وأشار سيف إلى أن المهرجان وصل الى المرحلة الحرجة لأن الافلام بدأت تصل بالفعل، كما أن ادارة المهرجان مطالبة حاليا بتأكيد حجز الطيران ومواعيد حضور الضيوف، لأنه فى حالة التأخر عن حسم هذه الامور سيخسر المهرجان أفلاما مهمة تم تأكيد حضورها وضيوف كبيرة،.
وكشف سيف أنه بالفعل انتهى من اختيار جميع افلام المسابقة الرسمية للمهرجان التى تصل الى 16 فيلما تمثل 16 دولة وهى حسب تأكيده أعلى نسبة مشاركة فى تاريخ المهرجان، كما أعلن عن عرض فيلم «حب» الفائز بسعفة الدورة الاخيرة لمهرجان كان السينمائى، وكذلك فيلم «العظم والصدأ» الذى شهد النقاد بأنه من أفضل الأفلام التى عرضت فى نفس المهرجان.
وأكدت مصادر داخل وزارة الثقافة أن جمعية كتاب ونقاد السينما هى السبب فى أزمة مهرجان الإسكندرية، خاصة أن رئسيها ممدوح الليثى هو من كشف الفساد المالى والإدارى فى الدورة الأخيرة، والآن الجمعية مطالبة بتسوية هذه المخالفات وتقديم تقرير نهائى ومحكم للميزانيه بلا شوائب أو تلاعب حتى يسمح للإدارة الجديدة باقامة المهرجان الذى تطارده سمعه سيئة داخل جدارن وزارة الثقافة.
من ناحيه أخرى، أكد مجدى أحمد على أن هناك مفاجآت كثيرة ستكشف اليوم فى المؤتمر الصحفى الذى يقام للتعليق على أزمة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، موضحا فى الوقت نفسه أن إعادة المهرجان لأحضان الدولة خيار غير مستبعد، ولكنه لن يحدث الا فى حال فشلت كل المحاولات الديمقراطية لضمان إقامته بشكل محترم عن طريق جمعيات المجتمع المدنى