قتل 91 شخصًا على الأقل في سوريا الأحد، بينهم 59 مدنيًا، في حين طلبت تركيا من حلف شمال الأطلسي عقد اجتماع عاجل الثلاثاء المقبل لبحث إسقاط الدفاعات السورية لطائرة عسكرية تركية قالت أنقرة إنها أصيبت أثناء وجودها في الأجواء الدولية.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد القتلى الذين سقطوا في سوريا الأحد، ارتفع إلى 91 على الأقل، بينهم 59 مدنيًا، جراء الاشتباكات والقصف الذي تقوم به القوات النظامية في محافظات مختلفة.
وأفاد المرصد -في بيان- أن 11 مدنيًا قتلوا الأحد في محافظة حمص فيما قتل 21 مدنيًا في دير الزور، وأربعة في ريف دمشق، وسبعة في حلب وعشرة في إدلب، وخمسة في درعا، إضافة إلى مدني واحد في اللاذقية.
كذلك، قتل أربعة منشقين في دير الزور وريف درعا، فيما قتل 28 جنديًا في القوات النظامية على الأقل في اشتباكات في ادلب وحلب ودير الزور وريف دمشق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن مجموعة إرهابية مسلحة اختطفت في دير الزور الشيخ عبد القادر الراوي- مفتي دير الزور، فيما تتعقب الجهات المختصة الفاعلين وعلى رأسهم الإرهابي قيصر هنداوي.
ورأى مدير المرصد- رامي عبد الرحمن في حديث لفرانس برس، أن هذه حرب، تعليقًا على عدد القتلى الذين يسقطون كل يوم ويتجاوز المئة، مشيرًا إلى أن الأسبوع الجاري هو من أكثر الأسابيع دموية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس 2011، وأدت إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص. وأضاف أن معنويات عناصر الجيش النظامي في المناطق التي تشهد اشتباكات منهارة تمامًا.
وقتل يوم السبت 116 شخصًا في أعمال عنف في سوريا، بينهم 77 مدنيًا وعشرة جنود حاولوا الانشقاق، و28 جنديًا نظاميًا في مواجهات في حلب ودير الزور وادلب وحماة وحمص واللاذقية وريف دمشق.
من جانبه، قرر حلف شمال الأطلسي عقد اجتماع عاجل الثلاثاء، في بروكسل بناء على طلب تركيا بعد إسقاط الدفاعات السورية طائرة عسكرية تركية الجمعة، في البحر المتوسط.
واتهمت تركيا الأحد سوريا بإسقاط طائرتها المقاتلة التي كانت في مهمة تدريب من دون سلاح في المجال الجوي الدولي، وليس كما أكدت دمشق في المجال السوري. كما حذرت تركيا سوريا على لسان وزير خارجيتها أحمد داود اوغلو من تحدي الجيش التركي.
وقال داود اوغلو عبر محطة "تي آر تي" التركية "ليس مسموحًا لأحد أن يتجرأ على تحدي القدرات (العسكرية) لتركيا.. لا يمكن لأحد أن يهدد أمن تركيا"، مشيرًا إلى أن الطائرة التركية أسقطت في الأجواء الدولية، على بعد 13 ميلاً بحريًا عن سوريا.
وعلى الرغم من أن اوغلو اعترف بأن الطائرة دخلت لفترة وجيزة المجال الجوي السوري، لكنه أوضح أنها لم تصدر أي إشارة عدوانية تجاه سوريا، وأن السوريين كانوا يعرفون أنها طائرة حربية تركية وطبيعة مهمتها.
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق اونال، أن تركيا تعرف الإحداثيات الجغرافية لمكان حطام طائرتها الحربية التي أسقطتها سوريا الجمعة، لكنها لم تعثر عليها بعد. وقال أونال لوكالة فرانس برس، "نعرف في أي منطقة من المياه السورية سقطت طائرتنا، لكننا لم نتمكن من العثور عليها بعد".
وبحسب أونال، فإن الحطام موجود فعلاً في منطقة على هذا العمق، ولم يعرف ما إذا كان طيارا الإف-4 التركية اللذان لم يعثر عليهما حتى الآن، تمكنا من القفز منها. ويرى الخبراء أن فرص العثور عليهما أحياء ضئيلة.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي، وصف في حديث لصحيفة الوطن السورية الأحد، ما حصل بأنه كان حادثًا وليس اعتداء كما يحلو للبعض تسميته، معتبرًا أن الطائرة التركية أسقطت ضمن الأجواء الإقليمية السورية.
وشدد المقدسي على أن سوريا مارست حقها وواجبها السيادي والدفاع لا أكثر، لافتًا إلى أن لا عداء بين سوريا وتركيا لكن هناك توتر سياسي بين البلدين.
وفي ردود الفعل، عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية التركي السبت، عن قلقه العميق بعد إسقاط الجيش السوري للطائرة.
بينما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الأحد، أن وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، دعا في اتصال هاتفي مع اوغلو السبت أنقرةودمشق إلى التحلي بضبط النفس وحل المسالة بالحوار.
والأحد وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إسقاط الطائرة التركية بأنه عمل وقح وغير مقبول، متعهدة بالعمل مع أنقرة للخروج برد مناسب. وقالت كلينتون في بيان مكتوب إن "ذلك مثال آخر على استهتار السلطات السورية السافر بالأعراف الدولية، والحياة البشرية، والسلام والأمن".
وأضافت أنها تحدثت مع وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو السبت للتعبير عن القلق البالغ حول إسقاط الطائرة التركية من طراز إف-4 بنيران القوات السورية. وتابعت "أطلعني وزير الخارجية على تفاصيل الحادث بما في ذلك أن الجيش السوري أسقط الطائرة التركية دون إنذار".
من جهته، دان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان الأحد، قيام سوريا بإسقاط الطائرة التركية. وقال هيغ إن "هذا التصرف المثير للغضب يؤكد المدى غير المقبول لتصرفات النظام السوري، وأنا أدينه بشدة". وشدد على أن "نظام الأسد لا يجب أن يعتقد أن بإمكانه التصرف من دون حصانة.. وسيتحمل مسؤولية ما قام به".
ونددت روما الأحد، بالتصرف الخطير وغير المقبول للنظام السوري الذي أسقط الجمعة طائرة عسكرية تركية، وأكدت مشاركتها في اجتماع الحلف الأطلسي الذي سيناقش هذه القضية الثلاثاء في بروكسل.
وأعلن وزير الخارجية الايطالي جوليو تيرزي، في بيان أنه "عمل خطير جديد وغير مقبول من جانب نظام (الرئيس بشار) الأسد"، معربًا عن استنكاره الشديد وإدانته.
وجدد علي سالم الدقباسي- رئيس البرلمان العربي، الأحد، دعوته إلى أن يفرض مجلس الأمن الدولي منطقة حظر جوي فوق سوريا، ويشدد عقوباته على النظام السوري وكبار مسؤوليه، بحسب ما أفاد مصدر رسمي. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن ذلك جاء في بيان صدر في ختام اجتماع مكتب البرلمان العربي في مقر جامعة الدول العربية استمر يومين.
وأعلنت استراليا الاثنين، فرض مزيد من العقوبات على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وحظرت خصوصًا التبادل التجاري في القطاع النفطي والخدمات المالية.
وقال وزير الخارجية الاسترالي بوب كار، في بيان إن "القيود الجديدة تهدف إلى الضغط على النظام السوري ليضع حدًا للقمع، وتشمل أيضًا الاتصالات والمعادن الثمينة".