سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هيكل: سيناء رهينة عند إسرائيل وإذا دخلنا في خلافات معها سنجد قواتها عندنا لقد كسرنا (بيضة) النظام القديم.. ولكنها مازالت موجودة (وممكن تسيح علينا وتعملنا مشكلة كبيرة).
أكد الكاتب محمد حسنين هيكل، أن "صندوق الانتخابات لا قيمة له بدون الناخب الذي يعتبر المحور في العملية الانتخابية، فصندوق الانتخاب وسيلة صماء تحتوي أوراقاً وإذا لم تكن هذه الأوراق تمثل وعي حقيقي فنحن على خطأ، وعلى مشارف بناء جمهورية ثالثة حيث إن الجمهورية الأولى بدأت بثروة 52 وحتى أكتوبر 73، وبعدها نشأت الجمهورية الثانية على يد الراحل أنور السادات بعد انتصارات أكتوبر، ولذلك أنا غير متفق مع من يقول أننا سنبني الجمهورية الثانية، بل الثالثة". وقال هيكل، خلال لقائه الإعلامي شريف عامر، في برنامج "الحياة اليوم" على تلفزيون الحياة، إن المشهد الإعلامي في مصر حالياً يشهد حالة من الفوضى ليس لها حدود، وإنه لا يريد أن يكون هناك إعلام مملوك للدولة وفي نفس الوقت لديه تخوف من الإعلام الخاص، ولذلك فهو يظهر اليوم على قناة الحياة بشكل استثنائي.
مؤكدًا أنه "لا يوجد لدينا عمل اكتمل إلى آخره، وهذا بسبب صبرنا أو أن هذا العمل مرتبط بشخص واحد أو أنه وهم، فثورة 19 لم تصل لأهدافها وتحقيق الجلاء عن مصر وثورة 52 توقفت ولم تحقق أهدافها بالكامل"، وشدد هيكل على "إننا لا نريد فراعنة جدد مثل عبد الناصر ومبارك، فنحن نريد بداية جديدة لهذا البلد حيث أن كل رئيس جاء حاول أن يهدم ما بناه من كان قبله".
وأضاف هيكل، إننا نحتاج إلى جيل الشباب ليرسي قواعد جديدة، فثورة 25 ألغت ممارسات ما قبلها ولم تلغي التاريخ نفسه، والشباب أخطأوا بعد الثورة ولم يكونوا نسقًا واحدًا وبالتالي القوى الوحيدة المنظمة هي جماعة الإخوان، موضحًا أن الإخوان المسلمين ينبغي أن يأخذوا فرصة ولكن ليس لهم الحق في أن يستحوذوا على الحكم كله، فهم ليس لديهم سياسة بالمعنى المستقبلي، فهذا النوع من التنظيمات لا يستطيع أن يعمل سياسة فيمكن أن يعمل مظاهرات أو حشد حضور ولكن ليس سياسة، مؤكدًا أن الأحزاب السياسية في عهد مبارك وما قبله تم تهميشها.
وتابع، إن "ما يقلقني هو أن الدين قضية مطلقة والخيارات السياسية المستقبلية قضية نسبية، والإخوان تنظيم بالمقارنة ببقية الشعب فهم شتات، مضيفًا أن السياسة هي إدارة موارد البلد، والسياسية بطبيعتها عمل مستقبلي وليس عمل ماضي، فهدفها الأساسي هو المستقبل، كما أن الشرعية هي توافق على عيش مشترك، يتمثل في الدستور والتوافق الذي يحدد الاتجاه الاجتماعي، ووجود رئيس بدون دستور مثل حياة مشتركة بدون عقد".
واستنكر هيكل، أن يكون في الوقت الذى يتجه فيه العالم بأسره إلى اليسار الاجتماعي، نجد أن مصر تتجه نحو اليمين. مؤكدًا أنه أول قرار يجب أن يتخذه الرئيس القادم هو عمل تقرير عن وضع البلاد الآن حتى نعلم إلى أين نتجه، وأنه من أسس وجود هذا البلد ومصالحه ورؤياه وثقافته وكيانه أن يكون في صف الأمة العربية ومعها.
وحذر هيكل من نتيجة إتفاقية السلام التي فرضت أوضاع عسكرية في سيناء تحدد قوتك، لهذا فإن سيناء أصبحت رهينة عند إسرائيل، وإذا دخلنا فى خلافات شديدة مع هذا الكيان ستجد القوات الإسرائيلية عندنا في سيناء فموقفنا في سيناء ضعيف جدًا، لذلك يجب وجود طاقم رئاسي يعمل على كتابة تقرير بما يمكن أن يحدث وإيجاد حلول له، وشدد على أنه في ظل غياب الرؤية لا يجب أن ننفعل ونندفع وراء أي شيء، ولابد من معرفة حقيقة الأمور من الآن.
كما أوضح أننا مقبلون على نوع من الصدام الذي سيكون بين كل الأطراف، وإذا كان الرئيس القادم معتقد أنه قادم لمراسم فقط فهو خاطئ، إنما يجب عليه أن يعلم جيدًا ماذا سيفعل في مشكلة أنه يوجد عجز 500 مليون جنيه في صباح كل يوم.
واختتم هيكل حديثه التليفزيوني بقوله: "سندخل في مرحلة تخبط بين القوي نتيجة حالة الفوضى التي نعيشها الآن، ولكن علينا تقبل التكلفة والمتاعب حيث في النهاية سوف نجد الطريق الصحيح".