هنا رقص المحتفلون طوال الليل فى عام 1981، عندما أصبح فرانسوا ميتران أول رئيس اشتراكى ينتخب انتخابا مباشرا. فى ميدان الباستيل وبعد مرور ثلاثة عقود ظهرت الأعلام الحمراء، حملها الناخبون اليساريون وحمل بعضهم الورد وشعار الحزب وعادوا إلى الميدان من جديد.
فرانسوا أولاند أول رئيس يسارى لفرنسا منذ 17 عاما، هزم الاشتراكى المعتدل نيكولا ساركوزى المحافظ وحصل على أكثر من 51٪ من الأصوات فى جولة الإعادة بعد حملة طاحنة هيمن عليها نفس الغضب من الأزمة الاقتصادية التى أسقطت عشرة زعماء أوروبيين منذ أواخر عام 2009.
بينما احتفل الناخبون اليساريون المبتهجون حتى الساعات الأولى من صباح أمس فى وسط باريس، أقر أولوند بأن الاحتفالات بالنسبة له لن تدوم طويلا، وقال: «يوجد كثير من البهجة والفخار لكن يوجد أيضا خشية من تحمل هذه المسئولية فى وقت عصيب للبلد ولأوروبا».
وبعد أن ألقى كلمة الفوز فى قاعدته الريفية فى تول بوسط فرنسا توجه إلى العاصمة باريس وخاطب عشرات الآلاف من مؤيديه فى ميدان الباستيل التاريخى.
«عادى»، هكذا عبرت صحيفة ليبراسيون ذات الانتماءات اليسارية عن فوز أولاند، واعتبرت أن فوز رجل من الشعب كان أمرا متوقعا، وظهر الرئيس فى صورة بوجه تملؤه السعادة ويد ممدودة للشعب.
أما ساركوزى فقد اعترف بالفشل خلال 20 دقيقة من إغلاق مراكز الانتخاب، وقال لمؤيديه إنه تمنى لأولاند حظا سعيدا فى مثل هذه الأوقات العصيبة.
وقال ساركوزى «إننى أتحمل المسئولية كاملة عن هذه الهزيمة» مشيرا إلى أنه سينسحب من الساحة السياسية.