سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس منظمة السياحة العالمية: توقعاتنا للسياحة فى مصر إيجابية وستعود للنمو بنهاية 2012 تنويع المنتج السياحى بالتركيز على الثقافة.. والفلكلور سيضاعف عدد السياح
«توقعاتنا للسياحة المصرية إيجابية جدا على المدى المتوسط والبعيد، بل نرى أن التغييرات التى تحدث فى مصر يمكن أن تصب لصالح هذا القطاع، لأن صورة مصر تغيرت وتحسنت بشدة بعد الثورة، فأصبح الناس يحترمون المصريين، لديهم فضول لمعرفة ما يحدث هناك، ومن هو المصرى الذى حقق هذه التغييرات»، هذه كانت رؤية مدير منظمة الأممالمتحدة العالمية للسياحة، طالب الرفاعى، لقطاع السياحة فى مصر بعد الثورة. وقال الرفاعى، فى حديث مع «الشروق» على هامش المؤتمر السنوى للمنظمة الذى عقد فى مدينة مرسى علم تحت عنوان «السياحة والإعلام»، إن قطاع السياحة قلل خسائره خلال العام الماضى إلى 20% مقابل 80% بعد الثورة مباشرة، «والذى كان أمرا طبيعيا بعد الثورة»، ومع مرور الشهور الثلاثة الأولى من العام الحالى هناك تحسن فى النتائج.
«هذا الاتجاه الإيجابى مستمر، وإذا استمرت الأمور على هذا الحال، ونحن لا نرى أى داعٍ لعدم استمرارها سينتهى 2012 ليس فقط بالعودة للمعدلات السابقة، لكن ستعود السياحة للنمو مرة أخرى»، بحسب الرفاعى، مؤكدا أن المظاهرات لا تقلقه «فهذا يحدث فى كل العالم، والتعبير عن الرأى أمر صحى ويثير احترام العالم، المهم ألا يكون هناك عنف ولا حالة تهدد أمن الناس واستقرار البلد».
وأشار مدير المنظمة العالمية إلى أن عدد السياح الذين وصلوا لمصر خلال العام الحالى بلغ 8 ملايين، أى 1% من مليار سائح متوقعين على مستوى العالم، متوقعا أن يصل العدد بنهاية العام لما بين 11 و12 مليونا.
«ما يحدث فى مصر حدث فى دول كثيرة أخرى فى العالم، هذه التغييرات لها ثمن ونحن ندفع جزءا من الثمن. كل همنا ألا ندفع ثمنا أكثر من اللازم، ونحاول نساعد الناس فى المرحلة الصعبة، وأن يكونوا مرتاحين وهم يبنون مصر الجديدة، على الأقل أن يجدوا عملا ويتمكنون من توفير الطعام لأسرهم»، بحسب الرفاعى، مشيرا إلى أن قطاع السياحة قادر على تحقيق هذا.
وضرب الرفاعى مثلا بإسبانيا، التى تحتل المرتبة الأولى فى أوروبا والثانية عالميا فى قطاع السياحة، موضحا أنها بنت كل إنجازاتها السياحية فى عصر ما قبل الديمقراطية، «لكن عندما جاءت الديمقراطية فى 1979 كانت الدفعة الجديدة والمناخ الجديد اللذان جعلا قطاع السياحة يأخذ قوة وحيوية أكبر بكثير، لذا يجب أن ننظر للتغييرات السياسية التى تحدث فى مصر بشكل إيجابى خاصة على المدى البعيد».
وأكد الرفاعى أن «مصر أصبحت مع بدايات القرن ال21 مقصدا سياحيا مهما فى العالم، لكن هل مصر حققت كل إمكانياتها؟ الإجابة لا»، مشيرا إلى أن أعلى رقم سياح وصل لمصر كان 12 مليونا، وهو رقم يمكن أن يتضاعف بسهولة «لكن المطلوب هو تنويع المنتج السياحى المصرى»، موضحا أن العالم يريد ان يرى مصر، والمطلوب من المصريين أن يزيدوا من وتيرة جهودهم لتسهيل قدوم الناس، وتحقيق مناخ يريح الناس، مما سينعكس فى النهاية على الشعب ويساعده فى تحقيق التغيير المطلوب فى البلد، «أنا شخصيا وكثيرون فى المنطقة متفائلون جدا ونرى أن الواقع على الأرض سبب لتفاؤلنا».
وأكد خبير السياحة العالمى، أن مصر الآن ترتكز على سياحة البحر والشمس فى البحر الأحمر والمتوسط، وسياحة الآثار خاصة الفرعونية، لكن امكانياتها اكبر من هذا كثيرا، كطبيعة وكثقافة، و«تنويع المنتج السياحى المصرى ممكن وهو المفتاح»، مشيرا إلى ضرورة تسليط الضوء أكثر على المنتج الثقافى، خاصة أن التراث العربى والإسلامى غير ظاهر كفاية، بالإضافة إلى التقاليد والفلكور والمسرح والطعام، الموسيقى، والأشياء الأخرى التى أصبحت تتقن دول العالم ترويجها ويمكن لمصر أن تعمل عليها.
وعن تصريحات وزير السياحة أخيرا حول التوجه لسياحة الجولف فى الفترة القادمة كطريقة لتنويع المنتج السياحى، علق الرفاعى: «نفكر فى الجولف عندما لا يكون لدينا أشياء أخرى، فهو مكمل للعناصر الأخرى، لكن مصر لديها من الخصائص الذاتية المتميزة عن غيرها التى لم تظهر على السطح، لذا الأولوية يجب أن تكون التركيز على هذه الخصوصيات».
وأوضح الرفاعى أن السبب فى اختيار مرسى علم كمكان لعقد المؤتمر الدولى هو مساعدة الدول النامية التى تعانى من تحديات مباشرة مثل مصر وتونس، وأيضا دولة كاليابان، «فعندما نعقد اجتماعا فى دولة معينة فإننا نوصل رسالة دعم من قطاع السياحة العالمى ممثلا فى المنظمة التى تقول نحن نجتمع فى مصر، وكذلك هو تعبير عن إرادة سياسية لدى مصر لتقول تعالوا شوفوا معنديش حاجة أخاف منها».