«مبدئيا، أنا عارف إنى مش هانوّر المحكمة ولا هاجيب الديب من ديله، بس حاسس واجبى تدوين اللى شفته النهاردة»، هكذا بدأ باسم زكريا السمرجى، أحد المعتصمين بالعباسية، فى مدونته «تكفيرجى» كتابة تفاصيل الهجوم الذى تعرض له المعتصمين، منذ يومين وقبل يوما من الهجوم الدامى الذى خلف 11 قتيلا، وحملت شهادته عنوان «شهادتى على اشتباكات العباسية». قرر السمرجى مساء الثلاثاء اللحاق بأصدقائه من المعتصمين أمام وزارة الدفاع، فاستقل محطة مترو كوبرى القبة، ووصل إلى شارع الخليفة المأمون، وكتب واصفا المشهد: «كل الدنيا أمان والمواصلات ماشية، ومفيش أى حاجة لحد ما وصلت للاعتصام عند ميدان العباسية، برضه الدنيا أمان والعدد قليل جدا فى الاعتصام».
السمرجى لم ير أى لافتة لحازم أبوإسماعيل لكنه قال إن أغلب المعتصمين من السلفيين، وأضاف: «ده طبعا مش معناه إنهم يُعتدى عليهم أو يُسلبوا حقا من حقوقهم بأى شكل من الأشكال».
ويكمل: «كان فى ناس من ناحيتنا محتلة الكوبرى ومأمّناه، والناحية التانية اللى ورا موقف أتوبيس العباسية كان واقف مجموعة من الأشخاص فيهم شبه مننا لكن الفرق إن ناحيتنا كان سلفيين أكتر».
ويروى مشاهد من المعركة: «السلاح الأساسى فى المعركة كان الطوب والمولوتوف، وشوفت اتنين من الناحية التانية معاهم فرد خرطوش، واللى حصل كالتالى، إحنا محتلين ساحة موقف الأوتوبيسات كله تقريبا معظم الوقت، وهما واخدين البيوت فى ضهرهم والطوب والمولوتوف شغال».
ويضيف: «الحرائق بدأت فى الاشتعال، فرشة خضار اتحرقت فى الموقف وكل شوية العيال اللى معاهم خرطوش يضربوا علينا، فنرجع لنص الموقف أو نرجع لحد ما نجيبهم عند الكوبرى، واللى فوق الكوبرى بدأوا يحدفوا عليهم طوب من فوق فيرجعوا ونتقدم تانى، وهكذا، يتقدموا فنرجع ونتقدم فيرجعوا»، ووصف السمرجى المعركة ب«المتكافئة لأقصى حد»، ومع ذلك يقول: «ماشفتش إصابات عندهم، لكن شفت عندنا».
يتابع: «الناس اللى بيضربوا علينا قلت إنهم شبهنا، وفيهم حتى عيال صغيرة وناس تانية بتحدف طوب حتى بطريقة ما تدلّش على إنهم محترفين إجرام، لكن فى ناس منهم شكلهم فعلا محترفين إجرام، وفى ناس من عندنا شكلهم برضه محترفين إجرام، والسلاح الوحيد اللى شفته من ناحيتنا واحد معاه مطواة كان عايز يدخل الناحية التانية يجيب واد كده كان بيحاول يستفزّنا».
حتى تلك اللحظة كانت السيارات تمر بشكل طبيعى، إلى أن مرت سيارتان، يقول السمرجى: «شفت حالتين مرة عربية تاكسى ومرة عربية سوزوكى صغيرة معدية والناس حدفت عليها طوب لسبب مش فاهمه».
بعدها رأى السمرجى شيئا آخر «فى واحد كان ماشى وبيقول كلام من نوعية «خربتوا البلد»، فواحد من ناحيتنا قلع له الحزام وكان هيدبّ فيه لولا الناس حاشته»، السمرجى قال إنه سمع عددا من الأشخاص يتحدث بنبرة مليئة بالإحباط، وهو يقول: «شكلها كده مش هتخلص إلا لو جبنا سلاح»، إلا أن السمرجى لم ير بعينيه سلاحا حتى تلك اللحظة.
الخلاصة بحسب السمرجى: «أنا أول مرة أبقى متلخبط لأن اللى بيدبّوا من الناحيتين زى ما قلت شبه بعض، شكلهم مدنى وما استبعدش يكون فى بلطجية فى الناحيتين»، ولذلك فهو يجد أن الموقف الأخلاقى لتحديد المذنب فى تلك الأحداث فعلا صعب».
وتابع «هى مش هتتحل إلا بإن الناس ترجع لمكان الاعتصام وماتخرجش منه تمهيدا لفضّه لأن الموضوع قلب لتار مع أهالى العباسية، اللى سمعتهم بيقولوا «إنتم جايين تضربوا فينا، ماتضربوا فى اللى بيضربوكوا، يقصدون الجيش والشرطة، بحسب السمرجى.
وفى نهاية شهادته وجه السمرجى رسالة قال فيها: «محدش يحمّس الناس إنها تنزل تنصر إخواتنا اللى بينضربوا هناك، لأن اللى بيضربوا برضه شبه إخواتنا اللى بينضربوا واحتمال يكون منهم إصابات وشهداء برضه أنا معرفش، اللى عايز ينزل ينزل بمبادرة كبيرة لمحاولة تخليص الناس وإرجاعهم».