يشارك ثلث الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية في حركة الإضراب عن الطعام التي دخلت أسبوعها الثاني، كما أكدت مصادر إسرائيلية وفلسطينية.
وقال مسؤولون فلسطينيون، إن نحو ألفي أسير من أصل 4700 يشاركون في الحركة، في حين قالت المتحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية، إن عددهم يبلغ 1450 معتقلاً.
وقال وزير شؤون الأسرى الفلسطيني- عيسى قراقع ل(فرانس برس) "هناك اتصالات مع الجانب الإسرائيلي من خلال وزارة الشؤون المدنية الفلسطينية، وأيضًا اتصالات عربية وتحديدًا من قبل مصر، ومع ممثلين عن الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى حل ملائم".
وتوقع قراقع "تصعيدًا" في الإضراب خلال الأيام المقبلة، سواء من قبل المعتقلين أنفسهم أو من قبل الفلسطينيين الذين يواظبون على تنظيم فعاليات تضامنًا مع المعتقلين.
وذكر نادي الأسير الفلسطيني في بيان أمس الاثنين، أن 105 معتقلين من حركة فتح في سجن "ايشل" سينضمون اليوم الثلاثاء، إلى الإضراب عن الطعام.
وقال النادي في بيانه إن "أعداد الأسرى المضربين عن الطعام في ازدياد وهذا مؤشر واضح على توجه الحركة الأسيرة جميعها في الخوض في الإضراب المفتوح عن الطعام في ظل تعنت إدارة السجون الإسرائيلية والمماطلة في الرد على مطالب الأسرى العادلة".
وكان نقل عدد من المعتقلين إلى المستشفيات الإسرائيلية بعد تردي أوضاعهم الصحية نتيجة الإضراب، ومنهم أمين عام الجبهة الشعبية- أحمد سعدات.
وحذرت منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" الإسرائيلية، من أن الأسيرين بلال دياب وثائر حلاحلة المضربين عن الطعام منذ 62 يومًا معرضان لخطر الموت "في خطر ونطالب بنقلهما فوراً إلى مستشفى مدني"، بعد أن زارتهما طبيبة من المنظمة.
والأسيران موجودان حاليًا في مستشفى سجن "الرملة" الذي قالت المنظمة إنه غير قادر على توفير الرعاية الصحية الملائمة لهما.
وأكدت المنظمة أن دياب "في خطر موت حقيقي" إذ يعاني من نقص كبير في الوزن وانخفاض في ضربات القلب وانخفاض في ضغط الدم.
وأوضح البيان أن حلاحلة "يعاني من آلام في المعدة، وهناك مؤشرات أنه قد يعاني من نزيف داخلي"، لافتًا إلى حاجته إلى صورة مقطعية.
وبدأ دياب (27 عامًا) وحلاحلة (34 عامًا) إضرابهما عن الطعام في 29 فبراير الماضي، احتجاجًا على اعتقالهما الإداري بتهمة أنهما على صلة بحركة الجهاد الإسلامي.
وقالت المنظمة إن "مصلحة السجون تمنع المضربين عن الطعام من الحصول على الرعاية الصحية لكسر حركة الاحتجاج".
وفي غزة، هددت حركة الجهاد الإسلامي مساء أمس الاثنين، بإنهاء التهدئة مع إسرائيل في حال وفاة أي من الأسرى المضربين عن الطعام.
وقال خضر حبيب -في مؤتمر صحافي عاجل عقده في غزة مساء- إن حركته "تحمل العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى.. إن استشهاد أي من الأسيرين المجاهدين بلال دياب أو ثائر حلاحلة سيضع التهدئة في مهب الريح".
وتجري مفاوضات بين مصلحة السجون والمعتقين ممثلين بمروان البرغوثي المسؤول في حركة فتح، وعميد الأسرى كريم يونس.
وقالت مصلحة السجون، إن رئيس المصلحة اهارون فرانكو، التقى ممثلي السجناء وأبلغهم بتشكيل لجنة خاصة قبل الإضراب لتلقي مطالبهم وإحالتها إلى الإدارة.
من جهته، قال إسماعيل هنية- رئيس وزراء حكومة حماس في قطاع غزة، "يجب أن تنهض المؤسسات الدولية وتنفض الغبار عن نفسها وتكف عن الصمت المخزي.. تابعنا كيف كان العالم يتحرك من أجل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، واليوم خمسة آلاف من أبناء الشعب الفلسطيني مغيبون في السجون ولا نسمع صوتًا لمؤسسات حقوق الإنسان".
وبدأ نحو 1200 أسير الإضراب عن الطعام في يوم الأسير الفلسطيني في 17 أبريل، ثم انضم إليهم المئات للمطالبة بإلغاء السجن الانفرادي والاعتقال الإداري الموروث من الانتداب البريطاني، والذي يتيح الاعتقال من دون محاكمة لفترات من ستة أشهر يتم تجديدها إلى ما لا نهاية.