فى تحد واضح لمحاولات بعض الإسلاميين فرض قيود على حرية الإبداع والفنانين، قرر المخرج شريف عرفة والسيناريست وحيد حامد والفنان عادل إمام، التجهيز للجزء الثانى من طيور الظلام، بعد نحو 19 عاما على عرض الجزء الأول الذى انتقد الفساد والصفقات السياسية التى عقدتها بعض التيارات الدينية مع الحزب الحاكم. ويأتى هذا الفيلم، فيما يبدو، ردا على سلسلة من الدعاوى القضائية التى لاحقت عادل إمام وعددا من الكتاب والفنانين، بدعوى أنهم ازدروا الأديان فى أعمالهم الفنية، وقضت محكمة بسجن عادل إمام 3 شهور وكفالة 100جنيه، فيما برأت محكمة أخرى إمام وحامد وعرفة من التهمة ذاتها. وقال المخرج شريف عرفة ل«الشروق» إنه بدأ هو والسيناريست وحيد حامد جلسات عمل جادة منذ الخميس الماضى لتنفيذ الجزء الثانى من الفيلم، مضيفا: «سنضع فى الحسبان تطورات الأحداث فى مصر، وهى التى ستشكل مشهد نهاية الفيلم». وعن أبطال الجزء الثانى أكد عرفة أنهم أنفسهم أبطال الجزء الأول، الذى عرض عام 1993، وعلى رأسهم عادل إمام ويسرا وجميل راتب ورياض الخولى، وأضاف ضاحكا: «إذا كانت الشخصيات المستوحى منها الفيلم ما زالت موجودة فهل نغير الأبطال». كان آخر تعاون بين الثنائى وحيد حامد وشريف عرفة فيلم «إضحك الصورة تطلع حلوة» والذى لعب بطولته الراحل أحمد زكى، بينما قدم الثلاثى حامد وعرفة وإمام سلسلة من الأفلام التى انتقدت الواقع المصرى فى الثمانينيات والتسعينيات وهى السلسلة التى بدأت بفيلم «اللعب مع الكبار» ثم «الإرهاب والكباب» و«المنسى» و«طيور الظلام» وختمت بفيلم «النوم فى العسل» عام 1996، أى أن الثلاثى سيعودون للعمل معا بعد 16 عاما من التوقف.
