إهدار للدم ومقاطعة على "الفيس بوك" أفلام تناولت الإرهاب وحتى الأزمة المالية بطل أكثر من 100 فيلم وأب لفنانين أعدت الملف: إيمان التوني "بلد شهادات صحيح" عبارة أنطلقت من مسرحية "أنا وهو وهي" عام 1964على لسان ممثل لم يزد دوره فيها عن مشهدين أو 3 أمام النجم الأستاذ "فؤاد المهندس"، لكنها انتشرت وذاع معها صيت صاحب "الإفيه" الفنان "عادل إمام" الذي بدأ بطولاته المسرحية مشاغبا في "مدرسة المشاغبين" وأصبح زعيما لفن الكوميديا – اللقب الذي لازمه بعد تميزه في مسرحيته الناجحة "الزعيم" – وقد حافظ على نجوميته لأكثر من 40 عاما، أثار خلالها جدلا حول مواقفه وآرائه السياسية والاجتماعية والفنية، فأيده البعض واختلف معه آخرون، لذا تنطبق عليه المقولة الشهيرة إن "الفنان موقف". إهدار للدم ومقاطعة على "الفيس بوك" "عادل إمام" تعرض مؤخرا لهجوم شديد بسبب رأيه في الحرب على قطاع غزة والذي حمل فيه حركة "حماس" جزءا من المسئولية، منتقدا المظاهرات المنددة بالهجوم معتبرا أنها تفيد إسرائيل أكثر مما تضرها، وأبدى دهشته من تصريح لمرشد جماعة الإخوان المحظورة في مصر "مهدي عاكف" - ألقى فيه مسئولية ما حدث على القيادات المصرية - ووصف "عادل إمام" تصريح "عاكف" بأنه موقف غريب وغير واضح. ورغم أن "إمام" أوضح أنه لم يهاجم المقاومة الفلسطينية لأنها حق مشروع وإنما هاجم الانقسام الفلسطيني، وقال "كوني شجبت حالة الانقسام العربي والفلسطيني، لا يعطي أحداً الحق في تخويني واتهامي بالعمالة"، لكن الهجوم على "عادل إمام" لم يتوقف عن حد إبداء رأي مخالف ضده، بل وصل الأمر إلى الدعوة لإهدار دمه في فتوى أطلقها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي. بينما نحى الشباب إلى منحى آخر مستخدمين وسائل العصر الحديث في التعبير عن اختلافهم مع "عادل إمام"، حيث دعا نحو 400 شخص من ناشطى موقع "الفيس بوك" إلى مقاطعة أفلامه. وفى المقابل، رد محبي "عادل إمام" بتبني موقفا مساندا له على نفس الموقع الإلكتروني، مؤكدين أن له الحق فى التعبير عن آرائه حتى وإن اختلف معه البعض. "عادل إمام" في فيلم "الإرهابي" ولم تكن فتوى إهدار دمه هي الأزمة الأولى التي يتعرض لها "عادل إمام"، فقد سبق وتلقى الكثير من التهديدات من جهات مختلفة حتى أنه تعرض لمحاولة اغتيال على أيدي جماعات الإرهاب عقب تقديمه عدد من الأفلام التي مثل "الإرهابي" و"الإرهاب والكباب" وغيرها. كما انتقده البعض من قبل، بحجة احتواء بعض أفلامه - مثل "خمسة باب"، و"بخيت وعديلة"، و"النوم في العسل"، و"التجربة الدنماركية" - على مشاهد وألفاظ وصفوها بأنها جنسية أو "خارجة". وحتى مع فيلمه الأخير "حسن ومرقس"، والذي تناول خلاله قضية الوحدة الوطنية لم يسلم "إمام" من الهجوم عليه، الذي كان سببه هذه المرة استئذانه من بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية البابا "شنودة الثالث" كي يقوم بدور رجل دين مسيحي (لاهوتي)، بينما انتقده آخرون لأنه لم يستأذن الأزهر في أي من أعماله السابقة بشأن أدواره التي تناول فيها قضايا تخص التيارات الدينية الإسلامية. أفلام تناولت الإرهاب وحتى الأزمة المالية "عادل إمام" فنان لم ينفصل عن الشارع أو عن القضايا والظواهر المهمة المؤثرة في المجتمع، فكثيرا ما جسد شخصية الموظف البسيط الذي يعاني من ظروفه الاقتصادية والاجتماعية مثل دوره في فيلم "خلي بالك من جيرانك" و"كراكون في الشارع" وغيرهما من الأفلام، وكذلك مسرحية "شاهد ماشفش حاجة" – أولى بطولاته المسرحية المطلقة – كما تعرض بجرأة إلى مشكلة الإدمان، وناقشها بأسلوب جذاب وغير منفر – على خلاف عدد من الأفلام التي تناولت الإدمان في نفس الفترة تقريبا – وذلك من خلال فيلم "النمر والأنثى التي شاركت "إمام" في بطولته "آثار الحكيم". فضلا عن رصد أفلامه لسلوكيات أثرت سلبيا على المواطن وكادت تضر باقتصاد الوطن مثل فساد القضاة، وسلبيات الانفتاح الاقتصادي، ومافيا توظيف الأموال، والتي طرحها "إمام" في إطار فني كوميدي جاد مثل ما قدمه في فيلم "طيور الظلام". وكان "إمام" أول من قدم أعمالا فنية تناقش ظاهرة "الإرهاب" - التي برزت في مصر أوائل التسعينيات - من خلال فيلمي "الإرهابي" و"الإرهاب والكباب". ولأن "عادل إمام" فنان صاحب موقف، تحدى الخوف الذي انتشر في مدينة أسيوط – بصعيد مصر - في ظل أحداث الإرهاب حيث كان الناس يخشون الخروج من منازلهم، وقرر وقتها بأن يعرض مسرحيته "الواد سيد الشغال" هناك لتشجيع الناس على الخروج والتغلب على مخاوفهم، وقد نجح في ذلك. ومن بين القضايا الشائكة التي لم يغفلها النجم "عادل إمام" قضية التطبيع مع إسرائيل، والتي ناقشها بأسلوب ساخر كتبه المؤلف "يوسف معاطي" في فيلم "السفارة في العمارة". كما وجه فيلمه - المثير للجدل أيضا – "عمارة يعقوبيان" نقدا لاذعا للمفارقات التي يعيشها المجتمع المصري، من خلال تسليط الضوء على الواقع الذي يعيشه سكان أحد المباني في وسط القاهرة، وهو الفيلم المأخوذ عن رواية بالاسم نفسه للكاتب الدكتور "علاء الأسواني" وكتب له السيناريو والحوار "وحيد حامد". وفي إطار اجتماعي سياسي مغلف بالكوميديا الهادفة، ناقش فيلم (مرجان أحمد مرجان) بطولة النجم "عادل إمام بمشاركة عدد من الفنانين الشباب مظاهر الفساد في أوساط رجال المال والسياسة. ومواكبة للأحداث الجارية، يرصد "بوبوس" أحدث أفلام "عادل إمام" – الذي يتم تصويره حاليا - الأزمة المالية العالمية من خلال رجل أعمال ثري يفقد كل أمواله جراء الأزمة الاقتصادية الأخيرة لكنه يحاول البحث عن حلول للخروج من الأزمة. "عادل إمام" في مؤتمر صحفي تابع للمفوضية العليا لشئون اللاجئين بالأممالمتحدة ل"عادل إمام" دور سياسي إنساني رسمي، حيث تم اختياره عام 2000 سفيراً للنوايا الحسنة في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، ما دفعه للوقوف بصورة مباشرة على أوضاع اللاجئين من خلال زياراته الميدانية لمخيماتهم ، ومشاركة زملائه من سفراء النوايا الحسنة في الأممالمتحدة اجتماعاً للجمعية العمومية. وسعى "إمام" - خلال سفره المتكرر بحكم العمل أو الزيارات الشخصية للعديد من الدول الإقليمية والعالمية – إلى تفعيل التوعية بضرورة الاهتمام بقضايا اللاجئين، واستعراض الفعاليات الإعلامية الإقليمية في نشاطات الأممالمتحدة. بطل أكثر من 100 فيلم وأب لفنانين "عادل إمام" من مواليد برج الثور، ولد في 17 مايو 1940 في المنصورة، ثم انتقل إلى حي "السيدة زينب" حيث كان والده موظفا بأحد المصانع الحكومية وعاش طفولته وصباه في هذا الحي. وتخرج من كلية "الزراعة" في جامعهة القاهرة. بدأ حياته الفنية على مسرح الجامعة، والتحق بفرقه التلفزيون المسرحية، ثم رشحه الفنان "عبد المنعم مدبولي" في دور صغير بمسرحية "السكرتير الفني" بطولة "فؤاد المهندس" عام 1962، بعدها لعب "إمام" أدوارا صغيرة لكنها لفتت الأنظار إليه كممثل كوميدي واعد، لا سيما دور "دسوقي أفندي" في مسرحية "أنا وهو وهي" ل"المهندس" أيضا عام 1964، والتي تعد الانطلاقة الحقيقية وجواز عبور "عادل إمام" إلى قلوب الجماهير. هذا الدور الذي دخل به "إمام" إلى عالم السينما في الستينيات حيث تحولت المسرحية إلى فيلم سينمائي، ثم توالت مشاركاته من خلال أدوار ثانية في عدد من الأفلام الكوميدية، منها "عفريت مراتي" مع صلاح ذو الفقار وشادية، و"فتاة الاستعراض" مع حسن يوسف وسعاد حسني، و7" ايام في الجنة" مع نجاة الصغيرة وأمين الهنيدي وحسن يوسف، و"لصوص لكن ظرفاء" مع أحمد مظهر وماري منيب. وفي أوائل السبعينيات تألق "عادل إمام" في دور الطالب المشاغب "بهجت الأباصيري في المسرحية الناجحة "مدرسة المشاغبين" التي شارك فيها البطولة مع عدد من فناني جيله ومنهم "سعيد صالح" و"يونس شلبي" و"أحمد زكي" و"سهير البالبلي". بعدها قدم "إمام" أولى بطولاته المسرحية المطلقة من خلال دور "سرحان عبد البصير" في مسرحية "شاهد ماشفش حاجة". وكانت فترة السبعينيات أيضا هي الانتعاشة بالنسبة له سينمائيا، حيث قدم أفلام "البحث عن فضيحة" و"البحث عن المتاعب" مع الفنان الكبير محمود الميلجي وناهد شريف وصفاء أبو السعود، والفيلم السياسي الجريء "إحنا بتوع الأتوبيس". ولكنه تميز بالأدوار الكوميديه وحقق أعلى الإيرادات عام 1979 في فيلم "رجب فوق صفيح ساخن". "عادل إمام" في فيلم "احترس من الخط" وفي الثمانينيات أصبح "عادل إمام" نجم شباك التذاكر الأول، حيث تنوعت خلالها أدواره بين الشاب المتعلم والريفي البسيط والموظف الذي يعاني من ضيق معيشته في أفلام مثل "المتسول"، و"كراكون في الشارع"، و"إحترس من الخط" و"خلي بالك من جيرانك". كما أثبت قدرته كممثل جاد ينافس في أدواره التراجيدية كبار النجوم في هذه الحقبة من خلال ما قدمه في أفلام "حب في الزنزانة" مع السندريلا "سعاد حسني"، و"الأفوكاتو"، و"الهلفوت"، و"حتى لايطير الدخان"، و"الغول" مع وحش الشاشة "فريد شوقي". ولم يترك "إمام" نوعية من الأفلام السينمائية لم يقدمها، حتى أفلام الحركة أو "الأكشن"، حيث قدم بمستوى متميز، ومنها "النمر والأنثى"، و"المولد"، و"حنفي الأبهه". بينما ركزت أعماله في التسعينات على الجانب السياسي الاجتماعي بشكل كوميدي ساخر، وشاركه في ذلك السيناريست "وحيد حامد" والمخرج "شريف عرفة"، مقدمين معا أفلام "الإرهابي" و"الإرهاب والكباب"، و"المنسي" و"طيور الظلام". وفي 2006 توجت هذه السلسلة السينمايئة بفيلم "عمارة يعقوبيان" للمخرج "مروان حامد"، والذي حقق فيه "إمام" نجاحاً كبيراً على المستوى المحلي والعالمي بدور "زكي الدسوقي" الذي أشاد به النقاد العالميين، وعرض الفيلم في عده مهرجانات عالمية منها مهرجان "تريبيكا السينمائي الدولي" في نيويورك. وتلته نجاحات في أفلام "مرجان أحمد مرجان" عام 2007، و"حسن ومرقص" مع النجم عمر الشريف عام 2008. ورغم رصيده السينمائي الذي تجاوز ال 100 فيلم، فإن رصيد "عادل إمام" في التليفزيون مسلسلان فقط هما "دموع في عيون وقحة" الذي عرض في السبعينيات وشاركته في البطولة الفنانة "معالي زايد"، و"أحلام الفتى الطائر" مع "عمر الحريري والذي عرض في الثمانينيات، وكلاهما حققا نجاحا باهرا في الشارع المصري أثناء عرضهما. "عادل إمام في مسرحية "الزعيم" ولم يكن رصيده المسرحي كبير رغم تصنيفه كممثل كوميدي مسرحي بالدرجة الأولى، وهذا يعود إلى أن عروضه المسرحية تمتد لمواسم طويلة تجاوزت أحيانا ال10 أعوام، ويتمثل رصيده المسرحي في "مدرسة المشاغبين"، و"شاهد ما شافش حاجة"، و"الواد سيد الشغال"، و"الزعيم"، و"بودي جارد". عادل إمام متزوج من السيدة "هالة الشلقاني" وله ثلاثة أبناء، أكبرهم المخرج السينمائي "رامي"، وابنته الوحيدة "سارة" زوجة نجل المهندس "نبيل مقبل" المنتمي لجماعة الإخوان المحظورة في مصر، وابنه الأصغر الممثل "محمد" الذي قدمه أبيه معه في فيلمي "عمارة يعقوبيان" و"حسن ومرقس". و"عادل إمام" هو الأخ الأكبر للمنتج "عصام إمام"، وزوج أخته هو الممثل الراحل "مصطفى متولي".