يبدو أن الجدل على الساحة الأدبية الأمريكية لن ينتهى قريبا بعد حجب جائزة البوليتزر للرواية هذا العام فيما انتقدت كاتبة من أهم الروائيات فى الولاياتالمتحدة قرار لجنة المحكمين بحجب الجائزة. وتحت عنوان "ولايوجد فائز" ذكرت آن باتشيت فى صحيفة نيويورك تايمز أن مايجرى من مداولات داخل الغرف المغلقة حول حكم او قرار هو أمر يخص المحكمين وحدهم ولبقية البشر ان ينتظروا الحكم او القرار ، معتبرة أن ذلك ينطبق على الجوائز الثقافية تماما كما ينطبق على جرائم القتل والإغتيال.
وأضافت باتشيت فى هذا الطرح الذى حقق أحد أعلى معدلات القراءة فى النيويورك تايمز: وهكذا عندما أعلنت لجنة المحكمين فى جوائز البوليتزر يوم الاثنين الماضى أن هناك ثلاثة أعمال وصلت للتصفيات النهائية فى جائزة فرع الرواية لكن اى عمل منها لم يقدر له أن يفوز كان لنا أن نستعين بتخميناتنا واستنتاجاتنا وحدها.
ومضت تقول:وبالنسبة لى فقد خلصت إلى استنتاجين :أولهما أن لجنة المحكمين لم تكن فى بداية الأمر قادرة على التوصل لاجماع او توافق حول العمل الذى ينبغى منحه الجائزة اما الاستنتاج الثانى فهو أنه فى نهاية الأمر رأت لجنة المحكمين أن ايا من الأعمال الثلاثة التى وصلت للمرحلة النهائية او غيرها من الروايات التى لم تصل لهذه المرحلة لم تكن كلها جديرة بجائزة بوليتزر ولاتستحقها.
واستطردت آن باتشيت: لكننى على ثقة من شىء واحد آلا وهو أن أغلب القراء الذين عرفوا ماجرى انتهوا إلى أن العام الأخير كان عام الفشل للابداع الروائى ، وهو حكم بالغ القسوة بالنسبة لى كروائية ومؤلفة وصاحبة عمل تنافس على الجائزة.
وتابعت قائلة : أفضل لى أن يفوز اى متسابق بصرف النظر عن شخصى بدلا من أن يكون الفشل هو الفائز الوحيد دون أن يكتب الفوز لأى منا.
وأعتبرت باتشيت أن الأمر اسوأ لها كقارئة أيضا ، فهناك على حد قولها الكثير من الأعمال القصصية والروائية الجيدة التى نشرت فى العام الأخير وعلى رأسها المختارات القصصية الجديدة التى صدرت لاديث بيرلمين بعنوان "رؤية بكلتا العينين".
ونوهت آن باتشيت بأن هذه المختارات القصصية الجديدة لاديث بيرلمين حظت بتقديرواشادة العديد من النقاد وحصدت جوائز بالفعل منها جائزة الرابطة الوطنية للنقاد فيما ذهبت إلى أنه لو اختيرت "رؤية بكلتا العينين" لجائزة البوليتزر هذا العام لكانت من أفضل الأعمال الفائزة فى تاريخ هذه الجائزة ذات ال96 عاما.
كما أعتبرت باتشيت أن "أحلام القطار" لدنيس جونسون كان من أفضل الأعمال الابداعية خلال العام الأخير بما يؤهله عن جدارة للفوز بجائزة البوليتزر والتى وصل بالفعل لقائمتها القصيرة قبل اعلان النتيجة النهائية :"لم ينجح أحد"!.
ونسجا على نفس المنوال- أكدت آن باتشيت ان هناك عدة قصص وروايات كانت جديرة بالجائزة المحجوبة هذا العام ومن بينها أعمال لراسل بانكز ، وجيسمين واردز ، وكارين راسل ، وكيفن ويلسون ، وجيفرى ايجينديس ؛ وانتهت آن باتشيت إلى انها تشعر الآن بخيبة الآمل ككاتبة وبالذعر كقارئة.