أظهرت دراسة حديثة للبنك الدولى أن ثلاثة أرباع فقراء العالم ليس لهم حساب بنكى بسبب ارتفاع التكلفة والمستندات المطلوبة لفتح حساب، بالإضافة لبعد المسافة بين أماكن سكنهم وبين البنوك. وأشارت الدراسة التى أجريت على 150 ألف شخص فى 148 دولة لتقيس تعاملاتهم البنكية، من سحب وإيداع ومخاطر ائتمان، إلى أن هذه السوق تكاد تكون غير موجودة فى مصر وبعض الدول الآسيوية. ورغم الطفرة التى حدثت فى مجال بطاقات الائتمان فى الدول النامية ومن بينها مصر، فإن مستخدمى تلك البطاقات فيها لا تزيد نسبتهم على 2%، وفى المقابل ترتفع بشدة فى دول أمريكا اللاتينية والكاريبى وفى إسرائيل إلى تبلغ فيها نسبة حملة البطاقات 80% من السكان.
وقال البنك فى مقدمة دراسته: «حتى الآن لا يمكن الوصول بالضبط إلى معلومات كافية عن مدى وصول النظام المصرفى العالمى لفئات معينة من المجتمع مثل الفقراء أو النساء والشباب، فالخدمات المصرفية الرسمية تعانى عجزا معلوماتيا فى كل الاقتصادات تقريبا.
وأظهرت الدراسة فوارق شاسعة فى استخدام الخدمات المصرفية من جانب أصحاب الدخول المرتفعة فى الدول الغنية والدول النامية، فالراشدون فى الدول صاحبة الدخول المرتفعة يمتلكون حسابات تزيد بمقدار الضعف على نظرائهم فى الدول النامية، ويتميز الرجال والأشخاص الأفضل تعليما وأكثر ثراء إضافة إلى الراشدين الأكبر سنا فى كل أنحاء العالم باستخدام أفضل للخدمات المصرفية الرسمية.
و50% من الراشدين فى العالم كله ذكروا أن لديهم حسابات أو فى طريقهم لعمل حسابات بنكية فى المؤسسات المصرفية الرسمية، لكن تصل نسبة هؤلاء إلى 89% فى الدول الغنية ولا تزيد على 41% فى الدول النامية. ولا يمتلك 2.5 مليار شخص على مستوى العالم حسابات بنكية رسمية ويعيش معظمهم فى الدول النامية.
وفى الدول النامية الفروق الشخصية بين الأشخاص فى وجود حسابات بنكية كبيرة أيضا، ففى حين أن 46% من الرجال لديهم حسابات مصرفية فإن 37% فقط من النساء لديهم حساب، «الحقيقة هناك استمرار للفجوة على أساس الجنس بين النساء والرجال فى وجود حسابات بنكية فى الدول النامية بنسبة تتراوح بين 6 و9%»، وتزيد هذه الحالة سوءا عند المقارنة بين فقراء وأغنياء هذه الدول».
ويزيد هذه الفروق عند مراقبة ودائع وسحب الأشخاص فى دول العالم النامى، حيث إن 10% من أصحاب الحسابات، لا يقومون بأى إجراء من هذا النوع لمدة شهر كامل، مقابل 2% فى الدول الأغنى، ومعظم الفريق الأول يقوم بهذا الإجراء من خلال فروع البنوك المختلفة، فى حين يفضل معظم الفريق الثانى استخدام ماكينات الصرف الآلى. وقال بيان صحفى عن الدراسة من البنك تلقت الشروق نسخة منه «نحو 17% من مالكى الحسابات البنكية فى الشرق الاوسط، لم يتعاملوا عليها منذ أشهر».
ومع ذلك يوجد نقطة ضوء فى مجال الخدمات المالية المصرفية، حيث أدى وجود عمليات نقل الأموال عبر الهاتف المحمول إلى تحقيقها طفرة، وأبرز هذه الدول التى حققت تقدما، جنوب أفريقيا، حيث أشارت الدراسة إلى أن 16% من الراشدين و31% من أصحاب الحسابات استخدموا الهاتف المحمول خلال ال12 شهرا الماضية فى دفع الفواتير أو استقبال الأموال.