وصل كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الى إيران لمناقشة الازمة في سوريا وخططه لوقف اطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة، وصرح إثر وصوله أن الحكومة السورية أكدت له أن السلطات ستحترم وقف إطلاق النار مع مسلحي المعارضة. وأضاف قائلا "تلقيت تأكيدات حكومية سورية بنيتهم احترام وقف إطلاق النار. إذا احترمت جميع الأطراف وقف النار بحلول الساعة السادسة من صباح الخميس سنرى تحسنا للأوضاع على الأرض".
في هذه الأثناء وجهت الصين نداء إلى جميع الأطراف في سوريا لاحترام وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين في مؤتمره الصحفي اليومي " باتت الحاجة الى حل سياسي للمسألة السورية ملحة، لكن أعما لالعنف مستمرة والإصابات في أوساط المدنيين متواصلة، ونحن نعبر عن قلقنا من جراء ذلك".
وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قد افاد ان عنان وصل برفقة 6 من مساعديه الى طهران الحليف الاقليمي لدمشق.
وأصدر مجلس الأمن الدولي بيانا يطالب الحكومة السورية بالالتزام بمهلة 12 أبريل / نيسان لوقف إطلاق النار بشكل كامل في سوريا بموجب خطة كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية.
وعقب اجتماع المجلس مساء الثلاثاء في نيويورك، تلت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة البيان الذي أيد مطالبة عنان للحكومة السورية بإجراء تغيير جذري في نهجها وأن توقف عملياتها بحلول السادسة مساء الخميس 12 أبريل بالتوقيت المحلي لدمشق.
واعتبرت رايس ان المجلس سيواجه قريبا" لحظة الحقيقة"، وقد يضطر إلى اتخاذ إجراء لتشديد الضغوط على دمشق.
وقال عنان إن القوات السورية النظامية "واصلت شن العمليات العسكرية" ضد اهداف مدنية في الأيام التي سبقت مهلة الثلاثاء التي كان يجب ان يتم سحب القوات والاسلحة الثقيلة من المدن السورية بحلولها.
وأضاف ان القوات السورية انسحبت من بعض المدن قبل المهلة ولكنها انتشرت في مناطق جديدة لم تكن مستهدفة من قبل.
وأكد أن على الرئيس الاسد "تغيير نهجه بشكل جذري" لتحقيق وقف اطلاق النار خلال الساعات ال48 المقبلة.
كما اعتبرت الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ان الرئيس الأسد فشل في الالتزام بتعهداته بموجب خطة عنان.
ميدانيا، قالت مصادر سورية معارضة إن 57 قتيلا سقطوا الثلاثاء برصاص القوات السورية، كما اظهرت صور بثها معارضون قصفا لاحياء في حمص رغم انتهاء المهلة المحددة لسحب آليات الجيش السوري من الشوارع وفقا لخطة عنان.
مجموعة الثماني
وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان موقف روسيا الرافض لتأييد تحرك ايجابي من قبل مجلس الامن ازاء الازمة السورية، من شأنه ان يدعم سلطة الرئيس السوري بشار الاسد.
وقالت كلينتون ان وزراء خارجية مجموعة الثماني سيحاولون مجددا اقناع روسيا بدعم تحرك يسمح على الاقل بدخول المساعدات الانسانية.
ويأتي اجتماع مجموعة الثماني، الذي سيعقد في وقت لاحق اليوم الأربعاء ، في وقت تتصاعد فيه الضغوط من اجل تحرك دولي ازاء المخاوف الامنية في سوريا وكوريا الشمالية.
واكدت كلينتون انها ستناقش الازمة السورية وخطة عنان مع نظيرها الروسي سيرجي لافروف على هامش الاجتماعات.
مخيمات اللاجئين
من جهة ثانية افادت وسائل الاعلام التركية ان قوات الامن السورية اطلقت النار ليل الاربعاء الخميس باتجاه مخيم للاجئين على الحدود في تركيا.
وعرضت شبكة "سي ان ان تورك" صورا لرصاص يتم اطلاقه من سلاح رشاش مصدره مبنى لمراقبة الحدود عليه العلم السوري باتجاه الاراضي التركية في منطقة كيليس جنوب شرقي البلاد.
وافادت عدة شبكات تركية ان القوات السورية اطلقت النار على سوريين حاولوا عبور الحدود للجوء الى تركيا، وان الرصاص اصاب المخيم الواقع بمحاذاة الحدود دون ان يؤدي الى سقوط جرحى, لكنه اثار الذعر بين المقيمين في المخيم.
وهذا هو الحادث الحدودي الثاني من نوعه منذ الاثنين.
وتوعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارته الى الصين الثلاثاء باتخاذ اجراءات ضد النظام السوري بعد التصعيد المفاجئ في التوتر على الحدود الاثنين حيث ادى اطلاق نار من الجانب السوري الى اصابة اربعة سوريين وتركيين اثنين.
دون شروط
وكان عنان قد توجه الى ايران قادما من تركيا في إطار جولة يبحث فيها الموقف.
وقال كوفي عنان إن العنف يجب ان يتوقف في سوريا فورا ودون شروط مسبقة.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقب زيارته إلى مخيم يايلا داغي للاجئين السوريين في محافظة هاتاي التركية إنه تلقى معلومات عن انسحاب الجيش الحكومي السوري من بعض المناطق.واعتبر أنه لصالح سوريا ألا تكون هناك شروط لوقف اعمال العنف.
وأكد المبعوث مجددا ضرورة وقف العمليات العسكرية وأن تعود القوات إلى ثكانتها ووقف العنف.
وقد اعرب عدد من اللاجئين خلال زيارة عنان عن املهم في ان يتمكن عنان من تقديم الدعم المطلوب لهم.
الموقف الروسي
وقد دعا وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف المبعوث الدولي عنان الى تكثيف الضغط على المعارضة السورية.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية السورية شدد لافروف خلال اتصال هاتفي مع عنان على "ضرورة اتخاذ المعارضة السورية والدول التي تدعمها تدابير عاجلة للتحقق من وقف العنف".
واطلع لافروف عنان على مضمون المحادثات التي أجراها في موسكو الثلاثاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم مشيرا الى "توافر حسن النية لدى سوريا لمواصلة تطبيق خطة عنان.
وفي وقت سابق قال وزير الخارجية الرروسي في مؤتمر صحفي مشترك في موسكو مع نظيره السوري إن الحكومة السورية "كان يمكن أن تكون أكثر فاعلية" في تطبيق خطة كوفي عنان للسلام.
ودعا لافروف جميع الأطراف في سوريا إلى احترام وقف إطلاق النار، وإلى وقف العنف لتمكين الجهات المعنية من تقديم المساعدات الى مستحقيها.
اما وليد المعلم فقد أكد أن سوريا قد سحبت الجيش من بعض المحافظات وفقا لخطة المبعوث الاممي و العربي.
وقال المعلم إن سوريا يجب أن يكون لها رأي في اختيار المراقبين الدوليين الذين يجب ان يعملوا ضمن السيادة السورية.
وأكد المعلم على أن وقف العنف يجب ان يتزامن مع وصول بعثة المراقبين الدوليين الى سوريا وقال ان دمشق ترحب بوجود ممثلي الاعلام الدولي على اراضيها.
وقال المعلم ان بلاده قامت "بسحب بعض وحدات الجيش من بعض المحافظات".